اخر الاخبار

تهديدات ترمب بنما تدقيق في شركة صينية تدير موانئ القناة

بدأت حكومة بنما تدقيقاً في شركة موانئ “هاتشيسون” المدرجة في هونج كونج وتدير موانئ طرفي القناة، وذلك بعد أن حذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أنه يريد استعادة الممر المائي بسبب نفوذ الصين المزعوم، فيما جددت روسيا التزامها ودعوتها بمراعاة حياد “قناة بنما”.  

ونشر مكتب المراقب العام في بنما مقطع فيديو على منصة “إكس” لحوالي 10 رجال ونساء يرتدون بدلات ينزلون من حافلة إلى المكاتب المحلية لموانئ “هاتشيسون” ومقرها هونج كونج لبدء التدقيق، في خطوة يُنظر إليها على أنها “إشارة إلى ترمب”، بحسب صحيفة “فاينانشيال تايمز”.

وقال مكتب المراقب العام في بيان: “وصل اليوم مدققو الحسابات لدينا إلى الشركة، لبدء تدقيق شامل يهدف إلى ضمان الاستخدام الفعال والشفاف للموارد العامة”.




يأتي ذلك، بعد أن كرر ترمب في خطاب تنصيبه، الانتقادات التي وجهها في الأسابيع الأخيرة حول قناة بنما، التي تتعامل مع حوالي 3% من التجارة البحرية العالمية سنوياً، إذ لا تسيطر الصين على القناة، لكن بعض المسؤولين في واشنطن يشعرون بقلق متزايد بشأن وجود الشركات الصينية في المنطقة.

وقال ترمب: “لقد عوملنا بشكل سيئ للغاية من هذه الهدية الحمقاء التي لم يكن ينبغي تقديمها أبداً، لم نعطها للصين، لقد أعطيناها لبنما ونحن نستعيدها”.

وفي رده على ذلك، نشر رئيس بنما، خوسيه راؤول مولينو، الاثنين، بياناً شديد اللهجة “يرفض تماماً” كلمات ترمب، فيما أكد أن القناة ستبقى بنمية، مضيفاً أنه “لا توجد دولة تتدخل في إدارة القناة وأن الحوار هو أفضل طريقة لحل القضايا التي أثارها ترمب”.

كما اختلف مع وصف ترمب لإعادة الولايات المتحدة للقناة إلى بنما، وكتب على منصة “إكس”: “القناة لم يمنحها أحد، بل كانت نتيجة صراع جيلي بلغ ذروته في عام 1999”.

روسيا: يجب احترام معاهدة الحياد الدائم

بدوره، قال مسؤول شؤون أميركا اللاتينية بوزارة الخارجية الروسية ألكسندر شيتينين إن روسيا “تتوقع أيضاً أن يحترم ترمب النظام القانوني لهذا الممر المائي”.

وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة “ريا نوفوستي”: “تتوقع روسيا أن يحترم الرئيس الأميركي دونالد ترمب والقيادة البنمية النظام القانوني الدولي لهذا الممر المائي خلال المناقشات المتوقعة بشأن السيطرة على قناة بنما”.

وتابع: “نأمل أنه خلال المناقشات المتوقعة بين قيادة بنما والرئيس ترمب حول قضايا السيطرة على قناة بنما، والتي تنتمي بالطبع إلى مجال علاقاتهما الثنائية، سيحترم الطرفان النظام القانوني الدولي الحالي لهذا الممر المائي الرئيسي”.

وذكر شتيتينين أن النظام القانوني الدولي لقناة بنما “محدد بوضوح ومثبت في معاهدة الحياد الدائم وتشغيل قناة بنما بين الولايات المتحدة وجمهورية بنما، والتي وقعها الرئيس الأميركي جيمي كارتر ورئيس الحكومة البنمية الجنرال عمر توريخوس، في 7 سبتمبر 1977 ودخلت حيز التنفيذ في 1 أكتوبر 1979”. 

وقال: “النظام الذي أنشأته المعاهدة مكرس في البروتوكول الملحق بها، والذي انضمت إليه حوالي 40 دولة في العالم.. روسيا طرف في البروتوكول منذ عام 1988 وتؤكد من جديد التزاماتها بمراعاة الحياد الدائم لقناة بنما والحفاظ على هذا الممر المائي الدولي للعبور آمناً ومفتوحاً”.

وأكد شيتينين أنه “وفقاً للتعديلات التي أدخلتها الولايات المتحدة وبنما على المعاهدة في أكتوبر 1977، يتعين على كل من البلدين حماية القناة من أي تهديد لنظام الحياد، وفي الوقت نفسه، تم التحفظ على أن الحق المحدد للولايات المتحدة في الدفاع عن قناة بنما، لا يعني ولا ينبغي تفسيره على أنه حق التدخل في الشؤون الداخلية لبنما، وأن أي تصرفات من الجانب الأميركي لن تكون موجهة أبداً ضد سلامة أراضي بنما أو استقلالها السياسي”. 

يشار إلى أن الولايات المتحدة أشرفت على بناء القناة، التي افتتحت في عام 1914، لكنها أعادت السيطرة الكاملة إلى الدولة الواقعة في أميركا الوسطى في عام 1999، إذ وصف ترمب هذه الخطوة بأنها “خطأ” وندد بالرسوم المرتفعة.

وارتفعت رسوم عبور القناة، التي تستخدم المياه العذبة لتشغيل أقفالها، بشكل كبير منذ أن أدى الجفاف الكبير في عام 2023 إلى قيود وتغييرات لاحقة في كيفية تخصيص المنافذ. 

وكانت بنما منذ فترة طويلة واحدة من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في أميركا الوسطى وكانت تحاول وقف الهجرة المتجهة إلى أميركا عبر “فجوة دارين” سيئة السمعة، فيما قطعت البلاد علاقاتها مع تايوان للاعتراف بالصين خلال فترة ولاية ترمب الأولى في عام 2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *