شهدت زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة، الاثنين، تناول العديد من الملفات الإقليمية، وجرى التوافق على أهمية التعاون بشأن أمن وحرية الملاحة في البحر الأحمر، والتنسيق بخصوص مسار العلاقات الثنائية وأهمية تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الاثنين، إن اللقاء مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تناول العديد من الملفات الإقليمية التي تهم البلدين، على رأسها تحقيق الأمن الإقليمي في المنطقة، وأبرزها القضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني وحرص مصر على منع التصعيد في المنطقة والعمل دون انزلاقها إلى عدم الاستقرار يضاف إلى ما نواجه من مشكلات في المنطقة.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك: “بحثنا خلال اللقاء تطور العلاقات الثنائية في ضوء لقاءات سابقة تمت في القاهرة وكازان الروسية بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الإيراني مسعود بيزشكيان، كما استقبلنا رافائيل جروسي ومن بين الموضوعات التي تم بحثها الملف النووي الإيراني”.
وتابع: “عقدت جلسة محادثات منفردة مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تبعه لقاء مع وفدي البلدين حيث تناولنا مسار العلاقات الثنائية وأهمية تطويرها بما يخدم مصالح الشعبين، هناك إمكانيات لمزيد من التطوير”.
وأشار عبد العاطي إلى أن: “هناك رغبة متبادلة في تطوير العلاقات وسيتم إطلاق مسار للمشاورات السياسية على المستوى دون الوزاري لتعقد دورياً تتناول جوانب العلاقات الثنائية. بالتأكيد تناولنا العديد من الملفات الإقليمية، قمت بزيارة لطهران للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، إضافة إلى مراسم عزاء الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي”.
وأوضح: “ناقشنا قضايا المنطقة، وبمقدمتها القضية الفلسطينية باعتبارها لب الصراع ودون التوصل إلى حل لا مجال للاستقرار لدول المنطقة، تحدثنا عن أهمية التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة والنفاذ الكامل للمساعدات وإطلاق سراح الرهائن والأسرى”.
واستطرد: “كما تحدثنا عن الملف النووي والمباحثات الجارية بين أميركا وإيران وأكدت الدعم المصري لهذه المباحثات لما توفره من فرصة لوقف التصعيد وتلاشي انفجار الموقف بالمنطقة، نثمن دور سلطنة عمان في هذا الملف، ونعرض كافة أشكال الدعم في هذا الملف”.
وبخصوص أمن الملاحة قال: تطرقنا إلى الوضع في منطقة البحر الأحمر وأهمية حرية الملاحة وهي مسألة شديدة الأهمية لدول المنطقة والعالم ولمصر التي تعد أكثر طرف إقليمي تضرر من مسألة التصعيد في المنطقة، لذلك كنا أول من أيد قرار وقف إطلاق النار بين أميركا وجماعة الحوثي في اليمن.. ندعم هذا المسار ونأمل أن يكون مستداماً وينعكس على حرية الملاحة، ونعمل سوياً مع كافة الأطراف للحفاظ على حرية وأمن الملاحة بالمنطقة”.
العلاقات المصرية الإيرانية
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: “طوال العام الماضي هذه المرة الرابعة التي ألتقي فيها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والتقيت وزير الخارجية المصري أكثر من 10 مرات ما يدل على إرادة البلدين في توسيع كافة أشكال التعاون بكافة المجالات، والبلدان لهما دور في تحقيق التقدم والسلام بالمنطقة ونملك إرادة مشتركة لتحقيق هذه الغاية”.
وأضاف: “نسعى لتعزيز العلاقات وقد تحدثنا عن تذليل العقبات، والحقيقة لا توجد عقبات بين البلدين والمسار مفتوح أكثر من أي وقت مضى، واتفقنا على استمرار المشاورات وأن تكون هناك زيادة في حجم التبادل التجاري والسياحي والتعاون بالمنظمات الدولية لا سيما ما يخص قضايا المنطقة.. أستطيع القول إن الثقة الموجودة بين البلدين لم تصل من قبل لهذا المستوى”.
وأضاف: “بحثنا القضايا الإقليمية بشأن غزو لبنان، وسوريا، واليمن، وأكدت ضرورة مواجهة جرائم إسرائيل بالمنطقة ودعمنا المطلق لحقوق الفلسطينيين، ونقدر جهود مصر وقطر لتحقيق وقف إطلاق النار، ونطالب بوقف فوري وعاجل ومستدام للحرب في غزة، ونأمل أن يتحقق ذلك عاجلاً ونشهد تبادلاً للأسرى، وانطلاق المساعدات الإنسانية في غزة”.
وتابع: “أما بخصوص اليمن والبحر الأحمر تحدثنا بشكل واسع، وجماعة الحوثي مستقلة تأخذ القرار بمفردها. ندعم جهودهم لكننا لا نصدر أوامر لهم.. وأعلنوا بشكل واضح أن وقف الحرب سيوقف العمليات في البحر الأحمر واستهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل، وندعم استقرار المنطقة، ومستعدون للتعاون في هذا الشأن”.
الملف النووي الإيراني
وواصل: “أما ما يخص الملف النووي، والمفاوضات مع الولايات المتحدة، فقد أوضحت أن إيران لها برنامجاً نووياً سلمياً ونحن على ثقة بذلك، وليس لدينا ما نخفيه، برنامجنا سلمي، وهو إنجاز توصلنا له من قبل علمائنا وقدمنا الغالي والنفيس لتحقيق ذلك.. هذا فخر لنا وحق طبيعي للإيرانيين ووفقاً للقوانين الدولية، ونرفض الأسلحة النووية ولكن لا نتخلى عن حقوقنا، ومستعدون لاتخاذ إجراءات تثبت سلمية نشاطاتنا”.
ومضى قائلاً: “إذا كان الهدف من المفاوضات تقديم أدلة على سلمية برامجنا، فأعتقد أنه يمكن تحقيق الاتفاق، أما إذا كان الهدف حرمان إيران من النشاطات السلمية، لن يكون هناك اتفاق. ندعم حقوقنا وندافع عن ذلك بالمفاوضات. موقفنا واضح وندعم الشرق الأوسط خال من السلاح النووي.. وإسرائيل هي الطرف الذي يملك السلاح النووي بالمنطقة”.