أثار ظهور الإمام الفرنسي من أصول تونسية، حسن الشلغومي، في زيارة مثيرة للجدل إلى “إسرائيل” موجة غضب واسعة في تونس وعدد من الدول العربية، بعد أن ظهر في مقطع مصوّر وهو يقبّل يد وزير الداخلية الإسرائيلي موشيه أربيل، ويشارك في فعاليات رسمية داخل متحف “الهولوكوست”، متجاهلًا في الوقت نفسه المجازر الجارية في غزة.
الزيارة، التي جاءت ضمن وفد يُعرّف بأئمة مسلمي أوروبا، أثارت ردود فعل حادة، خاصة بعد مشاركة الوفد في أداء النشيد الإسرائيلي “هتكفا”، ووقوف الشلغومي مندمجًا في الأجواء، ما اعتُبر من قبل مراقبين ومواطنين “تطبيعًا سافرًا وتلميعًا للاحتلال”.
في هذا السياق، أصدر مرصد الشفافية والحوكمة الرشيدة بيانًا دعا فيه إلى سحب الجنسية التونسية من الشلغومي، وفتح تحقيق قضائي بتهمة الخيانة العظمى، معتبرًا أن ما قام به يشكّل “مسًّا بهيبة الدولة التونسية، وانخراطًا في حملة لتزييف الحقائق وتبييض جرائم الاحتلال”.
حملات إلكترونية عديدة انطلقت بدورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، طالبت بمحاسبة الشلغومي وتجريده من أي صفة تمثيلية، مشددة على أن “من يصافح الجلاد لا يمكن أن ينتمي إلى مناصري الضحية”.
ويأتي هذا الجدل وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وسقوط آلاف الشهداء من الأطفال والنساء، ما جعل من تصرفات الشلغومي مادة خصبة للغضب الشعبي، والتساؤل: هل من يساند القاتل يستحق شرف الانتماء إلى تونس؟