تين هاج.. ثلاث سنوات من التخبط برفقة اليونايتد
– يامن مغربي
فتحت نتيجة التعادل بين ناديي مانشستر يونايتد الإنجليزي وبورتو البرتغالي، ضمن منافسات بطولة “الدوري الأوروبي”، باب الانتقادات الحادة ضد المدرب إيريك تين هاج، مطلع تشرين الأول الحالي.
وخلال الأسبوع الماضي، عقدت إدارة النادي اجتماعًا دوريًا، وسرت التكهنات والشائعات بإقالة محتملة لتين هاج، خاصة مع وجود مدربين جاهزين لتولي المسؤولية، على رأسهم الألماني توماس توخيل.
حتى لحظة نشر هذا التقرير، لم يصدر بيان رسمي من قبل إدارة النادي بإقالة المدرب الهولندي، الذي لم ينجح بتغيير حال النادي خلال عامين ونصف تقريبًا، سواء على صعيد النتائج ضمن المسابقات المحلية والأوروبية التي اشترك بها، أو بناء شخصية جديدة لفريقه.
ويضاف إلى ما سبق، دخول المدرب في مشكلات مباشرة مع نجوم النادي، أدت في نهاية المطاف إلى رحيلهم لأندية أخرى، داخل وخارج إنجلترا.
تخبط ما بعد فيرجسون
عاش مانشستر يونايتد حقبة ذهبية برفقة مدربه الأسبق، أليكس فيرجسون، الذي حوّل الفريق لرقم صعب ومنافس شرس على البطولات كافة، مع تقديمه أسماء باتت رموزًا في عالم كرة القدم، كديفيد بيكهام وبول سكولز وغيرهما، محققًا 38 لقبًا منذ تعيينه في عام 1986، وحتى اعتزاله التدريب وترك النادي في عام 2013.
دخل النادي في حالة من التخبط بعد رحيل المدرب الاسكتلندي، وتعاقب على قيادة الفريق خلال تسع سنوات ثمانية مدربين، آخرهم تين هاج، الذي وصل إلى مانشستر يونايتد بعد نتائج ممتازة حققها برفقة ناديه السابق أياكس أمستردام في هولندا، وقيادته للاعبيه للوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في 2019، بالإضافة إلى نتائجه محليًا في هولندا، حيث أحرز بطولة الدوري ثلاث مرات، وكأس هولندا مرتين، والسوبر المحلي مرة واحدة.
ارتفعت آمال جمهور اليونايتد مع وصول المدرب الهولندي بالعودة لتحقيق الألقاب وحجز المكان الطبيعي لفريق يعد من أكبر فرق العالم، وأفضلها تقريبًا في إنجلترا.
لكن الأمور لم تسر كما يرغبه جمهور النادي، واصطدم تين هاج بأحد أبرز نجوم الفريق، كريستيانو رونالدو، الذي خرج في تصريحات حادة ضد النادي ومدربه في 2022، ثم دخوله بمشكلات مع جادون سانشو المنتقل مؤخرًا إلى تشيلسي، وتكرر الأمر لاحقًا مع راشفورد.
يعود عدم نجاح المدرب الهولندي مع النادي، وفق مجلة “ذا أثلتيك”، إلى منظومة الفريق نفسها، وفي تحليل نشرته المجلة في أيار الماضي، فإن الفريق عانى من مشكلات في الدفاع وخط الوسط على حد سواء.
وأضافت أن اليونايتد لا يمتلك فريقًا جيدًا بسبب سوء إدارة المدرب من جهة، والظروف الأخرى التي يتعلق بعضها بإصابات اللاعبين من جهة ثانية.
ويقصد بسوء الإدارة من قبل المدرب، أداء اللاعبين لمهامهم على أرض الملعب، وضربت المجلة المثل براشفورد الذي تراجع مستواه بشكل كبير، وفشل صفقة أنتوني البرازيلي، يضاف إلى ذلك عجز تين هاج عن بناء نهج طويل الأمد، وهو ما فشل به النادي نفسه منذ رحيل فيرجسون.
لماذا لا يقال تين هاج
منذ وصوله إلى اليونايتد في 2022، حقق تين هاج مع الفريق الإنجليزي بطولتين، كأس الاتحاد الإنجليزي في الموسم الماضي، وكأس الكراباو (Carabao Cup) في 2023.
رغم هذين اللقبين، سجل اليونايتد أسوأ انطلاقة في تاريخه في الدوري المحلي، ويحتل حاليًا المركز الـ14 على سلم الترتيب، محققًا الفوز في مباراتين فقط، والتعادل في مثلهما، وخسر ثلاث مباريات، جامعًا ثماني نقاط من أصل 21 ممكنة، وبفارق 10 نقاط كاملة عن المتصدر ليفربول.
هذه الأرقام لا تعني فقط أن المنافسة على لقب الدوري أصبحت صعبة للغاية، بل كذلك ضمان أحد المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا للموسم المقبل، فيما لن تكون المنافسة سهلة على المراكز المؤهلة للدوري الأوروبي.
المشكلات كلها والأداء السيئ لم تدفع إدارة مانشستر يونايتد لإقالة تين هاج، فيما يبدو أنه صمت يدور في أروقتها، يخص مصير المدرب الهولندي.
إذاعة “بي بي سي” بي بي سي” البريطانية قالت في تقرير نشرته في 9 من تشرين الأول الحالي، إن الاجتماع الأخير الذي عقدته الإدارة الأسبوع الماضي، كان مهمًا في تحديد مستقبل تين هاج، واستمر لنحو ست ساعات.
ويمتلك تين هاج عقدًا مع اليونايتد يستمر حتى 2026.
أحد الأسباب التي دعت الإدارة للتريث يتعلق بتحقيق بطولة في الموسم الماضي، وتغييرات في الهيكلية الإدارية للفريق، ما رفع التفاؤل في أروقة الإدارة بتحقيق تحسن كبير.
فيما أشار جيم راتكليف، أحد ملّاك النادي والمسؤول عن فريق كرة القدم فيه، إلى أنه “يحب تين هاج وهو مدرب جيد للغاية، لكن قرار الإقالة يرتبط بالإدارة نفسها لا به فقط”.
من جهته، قال موقع “سكاي سبورت” البريطاني الرياضي، إن الأمور في مانشستر يونايتد تسير كالمعتاد، والاجتماع جاء بشكل اعتيادي وموعده حُدد منذ فترة طويلة.
لكن ذلك لا يعني أن مستقبل المدرب الهولندي ليس بخطر، إذ أشار الموقع إلى أن أي أخبار جديدة قد لا تكون جيدة بالنسبة له.
وإن كان يمكن السكوت عن النتائج المحلية من قبل إدارة النادي، إلا أن الضغوط عادت للتصاعد بعد التعادل أمام بورتو، بعد أن كان اليونايتد خاسرًا بنتيجة 3-2، بعد أن كان متقدمًا بالنتيجة.
وفق صحيفة “إندبندنت” البريطانية، فإن جيم راتكليف نفسه طلب خلال الاجتماع الأخير من مسؤولي كرة القدم في مانشستر يونايتد، تقديم بيانات وسيناريوهات محتملة بشأن مستقبل تين هاج.
وأضافت أن إقالة المدرب الهولندي أثارت الخلافات والجدل بين المسؤولين في النادي، فيما يأتي طلب راتكليف ليتخذ القرار، سواء الإبقاء على تين هاج أو إقالته، بشكل مدروس وعلمي ونهج واضح، وليس بناء على العواطف.
ويتخوف المدافعون عن تين هاج من مدى ملاءمة المرشحين المحتملين لقيادة النادي، ومدى قدرتهم على الالتزام بمدة طويلة لبناء مشروع واضح.
وكانت إدارة النادي عقدت اجتماعات في الصيف الماضي، وقررت على إثرها الإبقاء على تين هاج، رغم حديثها مع حوالي خمسة مدربين.
وبالإضافة إلى الإبقاء على تين هاج، قررت الإدارة دعم المدرب الهولندي بمبلغ 200 مليون جنيه إسترليني (حوالي 239 مليون يورو) لشراء اللاعبين وتعديل المنظومة.
وتعاقد النادي خلال الصيف الماضي مع خمسة لاعبين، منهم نصير مزراوي وماتيس دي ليخت.
ويعاني مانشستر يونايتد مشكلات هجومية، وفشلًا في ترجمة الفرص إلى أهداف، وسجل في الدوري خمسة أهداف فقط في سبع مباريات، وتلقى ثمانية أهداف.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي