ثورة صامتة.. معركة بوركينا فاسو الاقتصادية مع فرنسا لم تنته

تعمل بوركينا فاسو على تفكيك هيمنة فرنسا عبر الاستقلال الاقتصادي، في خيار سياسي هدفه سيادي.
ومنذ سيطرته على مقاليد الحكم عبر انقلاب بالبلد الإفريقي، يعمل الرئيس، إبراهيم تراوري على تحقيق الاستقلال الاقتصادي، وذلك من خلال تقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية وتسخير الموارد الداخلية.
ويرى خبراء أن هذا النهج الاقتصادي نتاج خيار سياسي واستراتيجي يعكس علاقة واغادوغو مع القوى الغربية وخصوصا فرنسا، كما يختزل تغيرا في ميزان القوة بمنطقة الساحل الأفريقي.
يقول تييري فيرساي، الباحث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية بقرنسا، إن تراوري يتبنى نهجًا اقتصاديًا ذا طابع سياسي واستراتيجي، يهدف إلى فك الارتباط عن الهيمنة الغربية وتعزيز السيطرة الوطنية على الموارد الحيوية.
وأعلنت السلطات في بوركينا فاسو عن منح “الشركة البوركينية للمدخلات والمعدات الزراعية والحيوانية” والتي أُنشئت حديثا عام 2024 حق الاحتكار الكامل في استيراد وتوزيع الأسمدة داخل البلاد.
وهذا القرار، الذي أُقرّ خلال اجتماع لمجلس الوزراء، يأتي كجزء من جهود أوسع لتقليل الاعتماد على الفاعلين الخواص، ومحاربة المضاربة وارتفاع الأسعار، خاصة في القطاعات الحساسة مثل الزراعة.
وييول فيرساي إن “إبراهيم تراوري لا ينفذ مجرد إصلاح إداري أو تقني، بل يتخذ قرارات تُعيد تعريف علاقة بوركينا فاسو بالاقتصاد العالمي، وتحررها من شروط السوق الحر التي كانت تُفرض عليها من الخارج”.
وأضاف أن هذه الخطوة “تشبه ما فعله في قطاع المحروقات مع شركة سونابي، لكنها أكثر جرأة نظرا لتأثيرها المباشر على الأمن الغذائي والدورة الزراعية”.
ويقول الخبير: “نحن أمام ما يشبه ثورة صامتة، تقودها سلطات انتقالية، لكنها تحمل في طياتها تصورات بديلة عن التنمية، وترسل إشارات واضحة إلى الخارج مفادها أن زمن التحكم الكامل من العواصم الغربية قد انتهى، وأن أفريقيا تعيد ترتيب أوراقها”.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية