أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال المكتب الإعلامي لحكومة الدولة، عن إطلاق جائزة “فيلم بالذكاء الاصطناعي” بقيمة مليون دولار، وذلك خلال مؤتمر صحفي لإدارة قمة المليار متابع، بالشراكة مع Google Gemini. 

المبادرة، التي وُصفت بأنها “الأولى والأكبر من نوعها في العالم”، تهدف إلى تمكين صنّاع الأفلام والمحتوى من مختلف الثقافات واللغات والبلدان من إنتاج أفلام قصيرة رائدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يفتح الباب أمام جيل جديد من الإبداع السينمائي العابر للحدود.

مركز عالمي للإبداع

ألقى محمد سعيد العطر، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات، كلمة أكد فيها أن إطلاق الجائزة من الإمارات يعكس مكانتها كمركز عالمي للإبداع والإعلام، وقال: “هذه الجائزة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، وهي دعوة مفتوحة لجميع المبدعين وصناع الأفلام في كل مكان لإنتاج أعمال سينمائية رائدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي”.

وتابع: “لكن الأمر لا يتوقف عند حدود التكنولوجيا فقط، بل يتعداها إلى مساحة أوسع من الخيال والإبداع ورواية القصص، من أجل رسم مستقبل السينما بكل لغات العالم، ومن كل ثقافة، ومن كل بلد، لماذا هذه الجائزة؟ لأنها تحمل رسالة واضحة: الإبداع أصبح مفتوحاً للجميع. لم يعد الإنتاج السينمائي مكلفاً أو محصوراً في مناطق جغرافية محددة، بل بات متاحاً بلا حدود. اليوم يمكن لأي شاب في إفريقيا، يملك حاسوباً محمولاً وأدوات ذكاء اصطناعي، أن يبدع فيلماً عظيماً يلهم الناس ويحرك مشاعرهم، نحن نؤمن أن هذا التحول إيجابي للغاية، لأنه يجمع بين الخيال البشري والإبداع الإنساني وأدوات الذكاء الاصطناعي، ليصبح سقف الطموح بلا حدود. فبهذه المعادلة يمكننا أن نلهم الأجيال ونبني مجتمعات أكثر وعياً وإبداعاً”.

وأشار العطر إلى أن “الإمارات بطبيعتها حاضنة للإبداع والإبتكار الإعلامي، تؤمن بالذكاء الاصطناعي، فقد بدأنا بالفعل بتدريس تقنيات الذكاء الاصطناعي لأبنائنا من الصف الأول وحتى الصف الثاني عشر، وكنا أول دولة في العالم تعيّن وزيراً للذكاء الاصطناعي عام 2017. واليوم، تحتل الإمارات المركز الثالث عالمياً في جذب الكفاءات في هذا المجال، وبحلول عام 2030 من المتوقع أن يصبح الذكاء الاصطناعي أكبر مساهم في الناتج المحلي للدولة، بعد الولايات المتحدة والصين فقط”.

وأضاف: “من الطبيعي أن تكون الإمارات المنصة الحاضنة لهذه المبادرة الطموحة. كما أن شراكتنا مع Google Gemini تضيف قيمة كبرى للجائزة، حيث تمتلك المنصة أكثر من 400 مليون مستخدم نشط شهرياً، وأكثر من 40 مليون فيديو مُنشأ بالذكاء الاصطناعي. وهذا يعني أن هذه الجائزة لن تبقى محلية، بل ستصل إلى العالم أجمع”.

الذكاء الاصطناع والإبداع البشري

من جانبه، ألقى طوني نقاش، المدير التنفيذي لشركة Google في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كلمة استعرض فيها رؤية الشركة للشراكة، قائلاً: “قبل أسبوعين فقط، أطلقنا هنا في الإمارات أكاديمية يوتيوب لدعم صُنّاع المحتوى في الدولة. واليوم نخطو معاً خطوة أكثر جرأة، أود أن أشارككم شيئاً شخصياً: هذا الشهر أكملت 17 عاماً في Google. قبل 17 عاماً، لم أكن أتصور أنه يمكن تحويل أي فكرة تخطر في بالي إلى فيلم كامل عالي الجودة بمجرد ضغطة زر. كانت الرحلة مذهلة، مدفوعة بالتزام Google المستمر بالابتكار، ولهذا أنا سعيد جداً أن أكون هنا اليوم لأعلن معكم إطلاق جائزة الفيلم بالذكاء الاصطناعي”.

وتابع: “هذه ليست مجرد مسابقة أخرى، بل هي الأولى والأكبر من نوعها على مستوى العالم في مجال الأفلام المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وبالتعاون مع قمة المليون متابع، وبقوة Google Gemini، نحن نضع معياراً جديداً للإبداع والتميز والرؤية في صناعة الأفلام. ومع الجائزة الكبرى البالغة مليون دولار، نؤكد أن مستقبل الإبداع بلا حدود”.

وأشار نقاش إلى أنه “في Google، نؤمن أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يضخم الإبداع البشري ولا يستبدله. رؤيتنا – من خلال Gemini ومن خلال YouTube – هي أن نتيح لكل راوي قصة، مهما كان خلفيته أو موارده أو ميزانيته، الأدوات التي تمكّنه من تحويل أفكاره إلى واقع. من VideoPoet لتوليد الفيديوهات، إلى Imagen لإنتاج الصور، إضافة إلى العديد من الأدوات الأخرى، مهمتنا أن نمنح صُنّاع المحتوى القوة للابتكار”.

كتابة الغد

وقالت عالية الحمادي، نائب رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، مدير قمة المليار متابع: “هذه هي الجائزة الأولى والأكبر للأفلام بالذكاء الاصطناعي، وهي تجسّد وتبرز قوة الأفلام القصيرة المتنامية في نقل رسائل مؤثرة وفعّالة، إلى جانب إبراز الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في تمكين الإبداع.

وتابعت: “المشاركة في الجائزة تنقسم إلى فئتين رئيسيتين: الأولى إعادة كتابة الغد (Rewriting Tomorrow)، حيث يتخيّل المشاركون المستقبل، لكن من زاوية إيجابية تمنح الأمل والإلهام، والثانية: الحياة السرّية لـ… (The Secret Life of). وهذه الفئة تركز على القصص غير المرئية، المشاهد غير المحكية، والعوالم الخفية التي لا يمكن للوسائل التقليدية أو أدوات الإنتاج المعتادة أن تكشفها، لكن يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفتحها أمامنا”.

استثمار في الذكاء االصطناعي

ثم تحدث نجيب جرار، مدير التسويق الإقليمي في Google الشرق الأوسط وإفريقيا، قائلاً: “لقد استثمرت Google في الذكاء الاصطناعي على مدى ما يقارب 25 عاماً، فالذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً أساسياً من معظم منتجاتنا، إذا استخدمتم Google Translate فأنتم تستخدمون الذكاء الاصطناعي، وإذا تعاملتم مع Gmail فهو الذي يحمي بريدكم من الرسائل غير المرغوب فيها، وحتى عند البحث عبر Google Search فإن الذكاء الاصطناعي هو ما يمكّنكم من الحصول على أفضل النتائج”.

وأضاف: “خلال السنوات الأخيرة بدأنا في تقريب تقنيات الذكاء الاصطناعي أكثر إلى المستخدمين، فقد أطلقنا منتجاً مثل Google Lens ودمجناه مع البحث، بحيث أصبح بالإمكان العثور على الصور والمنتجات المرتبطة بما نبحث عنه مباشرة من التطبيق نفسه”.

وتابع “عندما أطلقنا Gemini، شعرنا بحماس كبير لرؤية كيفية استفادة صناع المحتوى منه. بدأوا باستخدامه كأداة للعصف الذهني، وكتابة النصوص، وتأليف القصص، ثم تطور الأمر ليصبح وسيلة لمساعدتهم على الإبداع والابتكار واستكمال قصصهم على منصاتهم الرقمية”.

وأضاف: “نحن في Google نعمل منذ أكثر من 15 عاماً على بناء الأدوات المناسبة للمبدعين: أدوات تساعدهم في الوصول إلى أوسع جمهور ممكن، وأدوات تمكنهم من تحقيق الدخل من محتواهم، والآن أدوات تمكّنهم من ابتكار محتوى لم يكن موجوداً من قبل، أو من الصعب جداً تصويره بالطرق التقليدية، وذلك فقط عبر كتابة prompt بسيط”.

تفاصيل المشاركة والمعايير

واستعرض جرار خلال المؤتمر  تفاصيل المشاركة في الجائزة، حيث تقرر أن يكون الفيلم المشارك بين 7 و10 دقائق، على أن تكون 70% من مشاهده مُنتجة بالذكاء الاصطناعي، ويسمح باستخدام لقطات واقعية وصور داعمة للسرد، لكن الغالبية العظمى يجب أن تكون مولّدة تقنياً.

وتُفتح المشاركة أمام جميع الأفراد من مختلف أنحاء العالم، بشرط أن يكون المشارك صانع محتوى فردياً، حيث لا تُقبل طلبات المشاركة من الشركات أو الفرق. ويمكن تقديم الأعمال بأي لغة شرط إرفاق ترجمة إنجليزية.

آلية التقديم تشمل رفع الفيلم على YouTube بوضعية غير مدرج (unlisted)، ثم إدراج الرابط عبر الموقع الإلكتروني للجائزة مع البيانات الشخصية المطلوبة، آخر موعد للتقديم هو 20 نوفمبر.

أما معايير الاختيار فتشمل: جودة السرد القصصي وتماسك الحبكة، تطوير الشخصيات والحوار المنطقي، التأثير العاطفي والرسالة الإنسانية، الأصالة والإبداع البصري، الجودة التقنية للصوت والترجمة والانتقالات، الشفافية في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مع منع أي محتوى متحيّز أو مضلل.

كما أُكد على ضرورة الالتزام بتقديم الملفات المفتوحة للأعمال المشاركة عند الطلب، لضمان الشفافية والامتثال للمعايير الفنية.

شاركها.