جامعات النخبة الأميركية تشكل تحالفاً لمقاومة إدارة ترامب

شكل قادة بعض من أبرز الجامعات الأميركية تحالفاً لمواجهة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي تهدد بوقف تمويل الأبحاث، حسبما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الاثنين، عن مصادر مطلعة.
وقالت الصحيفة إن هذا التجمع غير الرسمي يضم حالياً نحو 10 جامعات، من بينها جامعات مرموقة، المعروفة باسم “جامعات رابطة اللبلاب” (Ivy League)، وعدد من أكبر الجامعات البحثية الخاصة، ومعظمها تقع في ولايات ذات توجه ديمقراطي.
واكتسبت هذه المساعي زخماً بعد أن قدمت إدارة ترمب مؤخراً قائمة من المطالب لإحداث تغيير ثقافي جذري في جامعة هارفارد، وهي خطوة اعتبرتها العديد من الجامعات اعتداءً على استقلاليتها.
“الخطوط الحمراء”
ويُعد هذا التحالف، كما يسميه البعض، جهداً “منفصلاً، وهادئاً، وربما أكثر فاعلية” من القرارات العلنية التي أصدرتها مجموعات مرتبطة بالجامعات في الآونة الأخيرة.
ويضم هذا التحالف شخصيات رفيعة المستوى، من بينهم أعضاء في مجالس الأمناء ورؤساء جامعات.
ويحافظ هؤلاء الأعضاء على تواصل وثيق فيما بينهم، حيث ناقشوا “الخطوط الحمراء” التي لن يقبلوا بتجاوزها خلال المفاوضات، ودرسوا سيناريوهات مختلفة لكيفية الرد على مطالب إدارة ترمب، التي جمدت أو ألغت تمويلات بمليارات الدولارات للأبحاث في الجامعات التي تقول الإدارة إنها لم تتصد بفعالية لـ”معاداة السامية” داخل حرمها الجامعي، وذلك في تعليقها على التظاهرات المعارضة للحرب الإسرائيلية على غزة.
وتسعى الجامعات إلى ضمان ألا تقدم مؤسسات أكاديمية على إبرام اتفاقات مع إدارة ترمب قد تخلق “سابقة مقلقة”، وقد تدفع جامعات أخرى لاحقاً للانصياع لمطالب ترمب، وفقاً لأشخاص مطلعين على هذه الجهود.
وتشعر إدارة ترمب بالقلق من احتمال تحالف الجامعات، نظراً لأن التفاوض مع جبهة موحدة سيكون أكثر صعوبة، بحسب مصدر مطلع على عمل الفريق الحكومي المعني.
ووجه الفريق الحكومي خلال الشهرين الماضيين تحذيراً إلى إدارة واحدة على الأقل من الجامعات، وطالبها بعدم التعاون مع جامعات أخرى لمقاومة مطالب ترمب، وفقاً لشخص مطلع.
الاستقلال الأكاديمي
ويتفق قادة الجامعات المتحالفة حتى الآن على أن التخلي عن الاستقلال الأكاديمي، بما يشمل حرية تقرير سياسات القبول والتوظيف والمناهج الدراسية وأساليب التدريس، يمثل بالنسبة لهم “خطاً أحمر” لا يمكن تجاوزه.
وكانت إحدى النقاط التي ناقشها بعض أعضاء التحالف هي حقيقة أن عدة جامعات قائمة منذ أكثر من 300 عام، بينما لم تمض على تولي ترمب منصبه سوى ثلاثة أشهر، حسبما قال أحد المطلعين.
من جانبه، قال تيد ميتشل، رئيس مجلس التعليم الأميركي، للصحيفة إنه على علم بالمحادثات غير الرسمية الجارية، وأضاف: “أنا متفاءل باستمرارها”.
وأضاف: “هذا النوع من المحادثات يساعد المؤسسات على فهم تأثير الإجراءات الحكومية على مختلف الجامعات، وتحديد الأمور غير القابلة للتفاوض”.
ووفقاً لمصدر مطلع، يتوقع أعضاء التحالف أن تتوسع صفوفهم قريباً، ويعتبرون أنفسهم حالياً “نقطة انطلاق المقاومة”.
وكان ترمب قد تعهد، خلال حملته الانتخابية، بـ”استعادة المؤسسات التعليمية الأميركية العريقة من قبضة اليسار المتطرف”. وشكلت إدارته فريقاً جديداً لـ”مكافحة معاداة السامية”، واستخدمت تهديدات بوقف التمويل لفرض تغييرات أوسع في الجامعات، لا سيما في جامعة كولومبيا.
ووضع أعضاء التحالف سيناريوهات لتحديد كيفية الرد على مختلف الهجمات. وتشمل أبرز مخاوفهم احتمالية أن تمنع الحكومة الفيدرالية الجامعات من تسجيل الطلاب الأجانب، الذين يوفرون إيرادات من الرسوم الدراسية ويمثلون قوة فكرية للجامعات، وفق “وول ستريت جورنال”.
كما يخشى بعض أعضاء التحالف من أن تعيق الحكومة الفيدرالية توظيف الجامعات للأستاذة الأجانب، وفقاً لمصادر مطلعة على المناقشات.