درعا – محجوب الحشيش

يعاني طلبة فرع محافظة درعا في جامعة “دمشق” جملة من الصعوبات التي أثرت على حياتهم الجامعية ومستواهم الدراسي.

أبرز الصعوبات، بحسب ما ذكره طلاب ل، ضيق المكان وكثرة الطلبة في القاعة الواحدة، وسوء الخدمات العامة كعدم وجود مرافق صحية نظيفة، وقلة مياه الشرب، وتراكم النفايات بالقاعات وفي حرم الجامعة، وافتقار الكليات إلى الوسائل التقنية الحديثة، وقاعات حاسوب أو مخابر حديثة أو مكتبة مركزية للمراجع.

ألف طالب في المحاضرة

توجد في محافظة درعا ست كليات موزعة على أبنية حكومية لم تكن ضمن ملاك الجامعة، إذ توجد كليتا الاقتصاد والحقوق في مبنى المعهد التقاني للعلوم المالية والمصرفية، وكليتا العلوم والطب البيطري في المدرسة الشرعية، وكليات معلم الصف والإرشاد النفسي، ودبلوم التأهيل التربوي في بناء تابع لمديرية تربية درعا، وكليات الآداب في “البانوراما”.

رئيس فرع كليات جامعة “دمشق” في درعا، الدكتور شوقي الراشد، قال ل، إن أكثر من 14000 طالب موزعين في أبنية لا تعود لملكية الجامعة، وهذا الأمر أدى إلى وجود عدد قد يصل إلى أكثر من ألف طالب في المحاضرة الواحدة.

واقترح الراشد تفعيل أبنية سابقة تابعة لحكومة النظام السابق، مثل مبنى فرع “الحزب”، ومبنى “الأمن السياسي”، ونادي الضباط كمقار جديدة لفرع درعا من جامعة “دمشق”.

وتعود مشكلة اكتظاظ الطلاب وضيق الأمكنة إلى دمار كليات المزيريب وخروجها عن الخدمة، إذ قال رئيس المكتب الهندسي في جامعة “دمشق” فرع درعا، علي المسالمة، إن جامعة “المزيريب” تحولت إلى أثر بعد عين، ومن غير الممكن ترميمها بعد تعرضها للسرقة، إذ لم يبقَ منها سوى أساسات البناء.

وأضاف المسالمة ل أن مساحة كليات المزيريب تبلغ 500 دونم، والبناء معدّ لكليات الآداب والعلوم الإنسانية، وتحتوي على 20 قاعة تتسع كل واحدة منها لـ200 طالب، بالإضافة إلى مكان مخصص للمكاتب الإدارية.

وذكر أن الخطة المتبعة كانت نقل جميع الكليات إلى منطقة المزيريب بعد تخصيص بناء لكل كلّية، ما ولّد ضغطًا على أماكن درعا بعد خروج الجامعة عن الخدمة عام 2013.

بقايا كليات المزيريب التي كانت معدّة لتكون جامعة تضم جميع الاختصاصات - 22 أيار 2025 (/محجوب الحشيش)

بقايا كليات المزيريب التي كانت معدّة لتكون جامعة تضم جميع الاختصاصات – 22 أيار 2025 (/محجوب الحشيش)

 غياب الأدوات التعليمية

تحاول الجامعية ملك المقداد القدوم مبكرًا من مدينة بصرى الشام إلى كلية التربية في جامعة “دمشق” فرع درعا، لتحظى بفرصة الجلوس في المقاعد الأمامية كي تستطيع سماع محاضرات المدرس.

قالت ملك وهي طالبة إرشاد نفسي، إن المدرج يحوي أكثر من ألف طالب، وصوت المدرس لا يصل سوى لأول أربعة صفوف من المقاعد.

وأضافت أن بعض المدرّسين يجرون تبديلًا للطلاب على صفوف المدرج، أي أن المحاضر يعطي المحاضرة على قسمين خلال الوقت المخصص للمحاضرة الواحدة.

أما باسل، وهو طالب في كلية الحقوق، فاشتكى من فيضان “الحمّامات” في الكلية وعدم نظافة المرافق العامة، في حين يضطر بعض الطلبة من الذكور والإناث للذهاب إلى المقصف الخاص القريب من الجامعة للدخول إلى “الحمّامات”.

الطالب علي الريني، قال إن المرافق غير مؤهلة وتحتاج إلى صنابير ومغاسل، مضيفًا أن وجود الطلبة في الكليات قد يستمر لأكثر من ثماني ساعات، ودخول المرافق أصبح أحد الهموم التي يفكر فيها الطالب أو الطالبة منذ الصباح.

ومن المشكلات التي ذكرها الطلبة، ضعف الرؤية داخل القاعات وخاصة في فصل الشتاء، في حين اشتكى بعض الطلبة من قِدم وعدم وضوح العرض عبر “البروجكتر”، مع حاجة أبواب القاعات إلى صيانة.

وذكر الطالب علي الريني أن كليات التربية مزودة بمولد كهربائي يعمل على “الديزل”، لكن إدارة الجامعة لا تشغّله خلال ساعات الدراسة، مطالبًا بإصلاح المصابيح في القاعات وتشغيل الكهرباء الحكومية عبر خط معفى من التقنين أو تزويد المولد بمادة “الديزل” وتشغيله خلال ساعات الدوام.

واشتكى طلاب الكليات من عدم وجود مخابر وقاعات حاسوب ومكتبات للمراجع.

عمل وفق الإمكانيات

رئيس المكتب الهندسي في جامعة “دمشق” فرع درعا، علي المسالمة، قال ل، إنه بسبب حادثة سرقة لأحد مكبرات الصوت بكلية التربية في بداية الفصل الدراسي الأول، تم سحب جميع مكبرات الصوت من الكليات خوفًا من سرقتها لعدم وجود حماية أمنية للجامعة حينها.

وأضاف المهندس أن الإدارة بصدد إعادة تركيب هذه المكبرات خلال الأيام المقبلة بعد تأمين حراسة جديدة للكليات.

ولفت المسالمة إلى وجود صيانة فعلية للمراحيض حاليًا، مع عمل إدارة الجامعة على فتح المجاري أكثر من مرة، لأن الضغط الطلابي وقلة المياه يتسبب في انسدادها، مطالبًا بمنح الجامعة خطوط مياه وكهرباء معفاة من التقنين.

وحول قلة المياه التي لا تكفي الطلاب، قال المسالمة، إن كلية التربية فيها أكثر من عشرة خزانات بسعة 12مترًا لكل واحد، لكنها لا تكفي الطلبة، كما تقع الكلية ضمن حي الكاشف الذي يخضع لتقنين في المياه (يومان في الأسبوع)، لذلك يتم رفد الخزانات بمياه مصدرها صهاريج تابعة لمديرية المياه.

وذكر أن النفقات المخصصة للصيانة الشهرية للأبنية والمرافق العامة لا تغطي هذه الأعطال، مضيفًا أن مجلس المدينة يرحل النفايات من الحاويات مرتين أسبوعيًا، وأن عمليات حرق النفايات تتم بطرق عشوائية لا علاقة للجامعة فيها.

المسالمة أشار إلى أنه كانت توجد قاعة حاسوبية، ونظرًا إلى الضغط الشديد على القاعات والمكاتب تم إلغاؤها واستعيض عنها ببعض أجهزة الحاسوب يتم وضعها عند الحاجة.

وتابع أن كلية الاقتصاد الثانية في درعا ليس لها مكان مخصص، فهي موجودة ضمن بناء المعهد التقاني للعلوم المالية والمصرفية، وهذا البناء مؤلف خمسة طوابق يحتوي على كليات الاقتصاد والحقوق والمعهد التقاني والمعهد الهندسي، بالإضافة إلى جميع المكاتب الإدارية لكلية الآداب.

وأضاف أنه لا يوجد أي مكان لقاعة مخصصة للحاسوب أو مكتبة للمراجع، ما دفع إدارة الفرع لوضع جميع المراجع الخاصة بكلية الاقتصاد في مكتب ضمن المعهد التقاني للعلوم المالية والمصرفية، وهو متاح لجميع الطلاب الراغبين بالحصول على مراجع.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.