عثر فرع الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، مساء 19 من آب، على مقبرة جماعية تضم تسع جثث في محيط قرية بستان الباشا شمالي مدينة جبلة، داخل مزرعة تعود ملكيتها للعميد الطيار السابق في الحكومة السورية حسن يوسف يونس.

وأثارت الحادثة جدلًا حول هوية أصحاب الجثث، بين من يقول إنهم ضحايا قتلهم النظام السابق، ومن يقول إنهم ضحايا قتلوا خلال أحداث الساحل على يد فصيل مسلح موالٍ للحكومة الجديدة.

مصدران طبيان على اطلاع مباشر على نقل الجثث ومعاينتها، أكدا ل أن الجثث نُقلت مباشرة إلى مستشفى جبلة الوطني بإشراف وزارة الداخلية والطب الشرعي، بينما اقتصر دور إدارة المستشفى على تقديم الدعم اللوجستي.

ووفق المصدرين، تمكن الأهالي من التعرّف على الجثث في جلسة مغلقة ضمّت ذوي الضحايا، ممثلين عن الأمن العام، وأطباء شرعيين، قبل أن يجري دفنها في 21 من آب.

وبحسب شهادات أهالي الضحايا، فإنهم مدنيون قُتلوا خلال أحداث الساحل التي شهدتها المنطقة في آذار الماضي.

وأشار بعضهم إلى أن الموقع الذي احتضن المقبرة كان نقطة تمركز لفرقة “السلطان مراد” (فصيل سوري معارض كان مدعومًا من تركيا شمالي حلب) خلال تلك الفترة.

إلا أن لم تتمكن من التثبت بشكل مستقل من هذه المعلومة.

مصدر قضائي في جبلة أوضح ل أن النيابة العامة تحتفظ في الوقت الحالي بكامل المعلومات المتعلقة بهويات الضحايا وظروف مقتلهم، نظرًا إلى “حساسية الملف”.

بينما كان المكتب الإعلامي في محافظة اللاذقية أحال التصريح بالقضية إلى الطب الشرعي، نافيًا وجود معلومات مؤكدة حول هوية الجهة المسيطرة على المزرعة أثناء أحداث الساحل.

وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض، في 28 من أيار، عقوبات على فرقة “السلطان مراد” التي يقودها فهيم عيسى، شملت الكيان العسكري دون قائده، إلى جانب “لواء السلطان سليمان شاه” بقيادة محمد الجاسم “أبو عمشة”، وفرقة “الحمزات” التي كان يقودها “سيف أبو بكر”.

وأوضح القرار أن هذه الفصائل ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، منها القتل التعسفي خلال أعمال العنف التي شهدها الساحل في آذار 2025.

وشهدت المنطقة الساحلية السورية في آذار الماضي مواجهات دامية بدأت بعد تحركات لمجموعات موالية للحكومة السورية السابقة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1,400 شخص، معظمهم من المدنيين، إلى جانب عناصر من قوات الأمن العام. وتخللت الأحداث عمليات إعدام ميدانية بحق عائلات كاملة، إضافة إلى حوادث تعذيب واختطاف.

هذه ليست المرة الأولى التي يُعثر فيها على مقابر جماعية في اللاذقية، إذ سبق أن كشفت قوى الأمن الداخلي في آذار الماضي عن مقبرة قرب مدينة القرداحة تضم عددًا من عناصر الأمن العام والشرطة قُتلوا خلال المواجهات.

محمد رضا جلخي، رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين في سوريا، قال إن الهيئة وثّقت حتى الآن أكثر من 63 مقبرة جماعية في سوريا، مشيرًا إلى أن أعداد المفقودين تُقدّر ما بين 120 و300 ألف شخص، مع احتمال أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير نظرًا إلى صعوبة الحصر.

اللاذقية.. مقبرة جماعية في منزل طيار سابق

المصدر: عنب بلدي

شاركها.