فرنسا تواجه واحدة من أخطر الفضائح الصحية في السنوات الأخيرة، بعد تسجيل حالتَي وفاة و21 إصابة مؤكدة بمرض الليستريات، عدوى بكتيرية خطيرة يُشتبه في أن مصدرها أجبان طرية من إنتاج مصنع في مقاطعة كروز.
وزارة الزراعة الفرنسية سارعت إلى سحب نحو 40 منتجًا من الأجبان من الأسواق، محذرةً الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الحوامل وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة من استهلاك هذه المنتجات. لكن التساؤلات تتصاعد حول تأخر الإجراءات الوقائية، خصوصًا بعد الكشف عن أن المصنع ذاته كان قد سحب منتجات ملوثة في يونيو الماضي دون أن تُتخذ خطوات أكثر حزمًا.
التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحليب المبستر قد يكون الناقل للبكتيريا، التي تُعرف بقدرتها على البقاء حيّة حتى داخل الثلاجة. منظمة “فود ووتش” انتقدت ما وصفته بـ”غياب الشفافية” و”ضعف العقوبات”، محملة السلطات والشركة المصنعة المسؤولية المباشرة عن الكارثة.
في بلد يُعرف بحبه للأجبان، الجبن الفرنسي الشهير بات متهمًا، بينما يُطرح السؤال المؤلم: كم من الأرواح يجب أن تُزهق قبل أن تتحرك السلطات؟