أثار قرار نادي أستون فيلا الإنجليزي بمنع مشجعي مكابي تل أبيب الإسرائيلي من حضور مباراة لكرة القدم الشهر المقبل، جدلاً في بريطانيا، فيما تضغط الحكومة من أجل رفع هذا الحظر.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن توصية الشرطة بمنع مشجعي الفريق الضيف من حضور المباراة كانت “قراراً خاطئاً”، معتبراً أنه ينبغي عدم منع مشجعي مكابي تل أبيب من حضور المباراة.
وكان نادي أستون فيلا، أحد فرق الدوري الإنجليزي الممتاز، قال إن الشرطة أبلغت إدارة النادي، الخميس، بأنها تشعر بقلق على السلامة العامة خارج ملعب “فيلا بارك”، وبقدرتها على التعامل مع أي احتجاجات محتملة ليلة مباراة الدوري الأوروبي.
وأوضحت شرطة ويست ميدلاندز، أنها صنّفت اللقاء عالي الخطورة استناداً إلى معلومات استخبارية حالية وحوادث سابقة، منها “العنف الذي وقع خلال مباراة مكابي تل أبيب وأياكس في أمستردام الموسم الماضي”.
وأصبح مشجعو مكابي تل أبيب تحت الأضواء العام الماضي، بعد تسببهم بأعمال شغب على هامش مباراة أياكس أمستردام في هولندا، حيث أطلقوا شعارات عنصرية معادية للعرب والفلسطينيين ومؤيدة للحرب الإسرائيلية على غزة، كما قاموا بإزالة أعلام فلسطينية وحرقها في الشوارع. وتسبب ذلك في مواجهات مع سكان محليين.
وأسفرت الأحداث عن اعتقال العشرات ونقل خمسة أشخاص إلى المستشفى.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية شابانا محمود، الجمعة، إن الحكومة تبذل كل ما في وسعها لضمان حضور مشجعي نادي مكابي تل أبيب مباراة أستون فيلا في برمنجهام، الشهر المقبل.
وأضافت الوزيرة على منصة “إكس”، أنه “لا بد أن يتمكن كل مشجع كرة قدم، أياً كان، من مشاهدة فريقه بأمان”، واعتبرت أن “معاداة السامية وصمة عار في جبين مجتمعنا، وهي وصمة عار علينا جميعاً”.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية في بيان: “تعمل الحكومة مع الشرطة وشركاء آخرين للقيام بكل ما في وسعنا لضمان إقامة هذه المباراة بأمان، مع حضور جميع المشجعين”.
من جهته، دعا أيوب خان، وهو نائب مستقل في البرلمان المحلي، إلى منع الفرق الإسرائيلية من المشاركة في المسابقات الأوروبية.
وذكر في بيان: “منذ لحظة الإعلان عن المباراة، كان من الواضح أن هناك مخاطر كامنة تتعلق بالسلامة لن تتمكن حتى سلطاتنا الأمنية والشرطية من التعامل معها بشكل كامل”.
مشاركة إسرائيل في المسابقات الرياضية
وفي أعقاب قرار الحظر، دعا الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) السلطات البريطانية إلى السماح لجماهير مكابي تل أبيب بحضور المباراة.
وقال في بيان: “يرغب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في أن يتمكن المشجعون من السفر وتشجيع فرقهم في بيئة آمنة ومرحّبة، ويدعو الفريقين والسلطات المختصة إلى الاتفاق على تنفيذ التدابير المناسبة التي تتيح ذلك”.
ودعت العديد من الشخصيات السياسية والجمعيات الرياضية في أوروبا إلى حظر إسرائيل من المشاركة المسابقات، بسبب حربها على غزة، وذلك بعد قرار مشابه اتخذته الهيئات الأوروبية بحظر روسيا بعد حربها في أوكرانيا.
ولكن الاتحادات الأوروبية ترفض حظر إسرائيل، كما قال “يويفا” إنه بحث التصويت على تعليق مشاركة الفرق الإسرائيلية في مسابقاته خلال الأسابيع الماضية، قبل أن تتوقف هذه الخطوة مع إعلان وقف إطلاق النار في غزة.
ورغم أن إسرائيل ليست عضواً أوروبياً، إلا أن منتخبها وأنديتها يشاركون في بطولات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وشهدت إيطاليا، الثلاثاء الماضي، انتشاراً أمنياً كثيفاً، خلال مباراة تصفيات كأس العالم بين المنتخبين الإيطالي والإسرائيلي، وذلك بعد أن صنّفتها السلطات ضمن أعلى فئة من حيث مستوى الخطورة. وفي الوقت نفسه، شارك نحو 10 آلاف شخص في مسيرة سلمية معارضة للمشاركة الإسرائيلية.
واستخدمت الشرطة في النرويج، السبت، الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين، بعد مباراة للمنتخب الإسرائيلي في أوسلو.