اخر الاخبار

جروسي: يجب تقديم ضمانات بشأن سلمية برنامج إيران النووي

قال مدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل جروسي، الأربعاء، إن اللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في طهران، كان “مهماً من أجل تحقيق التعاون بشأن تقديم ضمانات موثوقة عن سلمية البرنامج النووي الإيراني”، مؤكداً على الحاجة إلى “الدبلوماسية”.

وأضاف جروسي، عبر منصة “إكس”: “التعاون مع الوكالة الذرية لا غنى عنه لتقديم ضمانات موثوقة بشأن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، في وقتٍ تشتد فيه الحاجة إلى الدبلوماسية”.

وذكرت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء، أن زيارة جروسي قد تستغرق يومين، سيتم خلالها إجراء محادثات مع مسؤولين إيرانيين.

وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد زار طهران، في نوفمبر الماضي، والتقى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ورئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، ووزير الخارجية، عباس عراقجي.

“المشاركة في الحوار”

وقبل زيارته الحالية لإيران، قال جروسي لصحيفة “لوموند” الفرنسية إن “الوكالة ترغب في المشاركة في الحوار الذي بدأ في عُمان بين إيران والولايات المتحدة بشأن القضية النووية الإيرانية، إذ يعتقد أن طهران ليست بعيدة عن امتلاك أسلحة نووية”.

وبشأن دور الوكالة على طاولة المفاوضات أوضح: “لسنا طرفاً في الحوار الثنائي بين عراقجي وويتكوف”، مضيفاً: “يتعين علينا إبداء رأينا في أي اتفاق محتمل، لأننا من سيتحقق منه، لذلك، بدأنا تبادلات غير رسمية معهم، ولكن بمجرد التوصل إلى نص يتضمن أحكاماً ملموسة، سنبدي رأينا في الإجراءات ونطاق الضوابط الواجب تطبيقها”.

وتأتي الجولة الأحدث من الاجتماعات أيضاً في ظل سعي الإدارة المتواصل لاستكشاف ما إذا كان بإمكان واشنطن وطهران إبرام اتفاق دائم بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وعقدت إيران والولايات المتحدة محادثات غير مباشرة في سلطنة عُمان، السبت، وصفها الجانبان بالإيجابية، غير أنهما أقرا بأن التوصل إلى اتفاق لا يزال بعيد المنال.

محادثات أميركية أوروبية

من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، الأربعاء، إن الوزير ماركو روبيو، ومبعوث البيت الأبيض، ستيف ويتكوف، سيزوران أوروبا خلال الأيام المقبلة لإجراء محادثات بشأن وضع أسس الاتفاق النووي مع إيران.

وأضافت الوزارة أن “روبيو وويتكوف سيلتقيان مع نظرائهما الأوروبيين في العاصمة الفرنسية باريس الأربعاء والخميس”.

وذكر مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة “رويترز”، إن “روبيو سيجري محادثات مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، الخميس، بشأن الوضع في الشرق الأوسط والاتفاق النووي الإيراني”، فيما ذكر مصدر أميركي مطلع أن “ويتكوف سيحضر بعد ذلك اجتماعاً في روما مع مسؤولين إيرانيين”.

وأفادت مصادر مطلعة بأنه ترمب أجرى، الثلاثاء، اجتماعاً مع كبار مستشاري الأمن القومي في البيت الأبيض ركز فيه على البرنامج النووي الإيراني، في الوقت الذي أعلن فيه ترمب صراحة استعداده إلى قصف المنشآت النووية الإيرانية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق. 

واستأنف الرئيس الأميركي حملة “الضغط الأقصى” على طهران منذ فبراير الماضي، إذ سحب بلاده من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران وست قوى عالمية خلال ولايته الأولى، مع إعادة فرض عقوبات مشددة على إيران.

ويشهد البرنامج النووي الإيراني تقدماً منذ ذلك الحين على الرغم من عقد البلدين لمحادثات غير مباشرة خلال ولاية الرئيس السابق جو بايدن، لكنهما لم يتمكنا من إحراز تقدم ملحوظ.

“تغيير قواعد اللعبة” 

وكانت إيران قد عبرت عن رفضها لـ”تغيير قواعد اللعب”، في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، محذّرة من أن ذلك قد يفسر على أنه “انعدام للجدية، ولحسن النية”، لافتةً إلى أنها لا تزال في وضع “اختبار النوايا”، في إشارة محتملة إلى تصريحات ويتكوف، التي قال فيها إن ترمب لن يعقد اتفاقاً مع إيران “لا يرسي السلام في الشرق الأوسط”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، عبر منصة “إكس”، إن “تغيير قواعد اللعب، غير عادل ومخالف”، محذراً من أن تغييراً كهذا في الدبلوماسية، من شأنه “إفشال أي بادرة”.

وتابع بقائي: “أي تغيير مخاطرة في سبيل إفشال أي بادرة، وقد ينظر إليه على أنه انعدام للجدية، ناهيك عن حسن النية”، معتبراً أن إيران “لا تزال في وضع جس النبض”.

وأفادت تقارير بوجود انقسام داخل فريق الأمن القومي بالبيت الأبيض، بشأن أفضل وسيلة لتحقيق هدف منع إيران من الحصول على سلاح نووي، بين من يؤيدون نتيجة تفاوضية عبر الحوار، ومن يريدون شن ضربة عسكرية.

تسريع عمليات التخصيب

وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فبراير الماضي، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء قريبة من مستوى تصنيع الأسلحة “زاد بشكل كبير”، منذ أن أعلنت طهران عن تسريع عمليات التخصيب في ديسمبر الماضي، مع عدم حدوث تقدم في حل أي من القضايا العالقة.

وتعتبر الوكالة الأممية أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 60%، وهي نسبة قريبة من 90% المستخدمة في صناعة الأسلحة النووية، “غير مبرر”، رغم تأكيد طهران بأنه للأغراض المدنية السلمية.

وتعتبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن “الوقت ينفد أمام الدبلوماسية لفرض قيود جديدة على أنشطة إيران”، لا سيما وأن إدارة ترمب “تعتزم الضغط على إيران بشأن برنامجها النووي”.

وأظهر تقريران ربع سنويين، أرسلتهما الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الدول الأعضاء، أنه “في الوقت الذي زاد فيه مخزون المواد المخصبة بنسبة نقاء 60% بنحو النصف، لم يحدث أي تقدم حقيقي في حل القضايا العالقة منذ فترة طويلة مع إيران، بما في ذلك عدم تقديم مبررات لآثار اليورانيوم في مواقع غير معلنة”.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فقرة تم تضمينها بشكل غير عادي في كلا التقريرين “إن الزيادة الكبيرة في إنتاج وتكديس اليورانيوم عالي التخصيب من جانب إيران، وهي الدولة الوحيدة غير النووية التي تنتج مثل هذه المواد النووية، أمر مثير للقلق الشديد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *