جرينلاند ترفض سيطرة أميركا.. وترامب لا يستبعد العمل العسكري

ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إمكانية استخدام القوة العسكرية للسيطرة على جرينلاند، فيما شدد رئيس وزراء الجزيرة، الخاضعة للسيادة الدنماركية، على رفضه للمساعي الأميركية.
وقال ترمب في تصريحات لشبكة “NBC News”، إنه أجرى “محادثات جادة” بخصوص ضم الإقليم الدنماركي شبه المستقل، مضيفاً: “سنستولي على جرينلاند. نعم، بنسبة 100%”.
ولفت ترمب إلى أن “هناك احتمال كبير أن يتم ذلك من دون استخدام القوة العسكرية”، ولكنه “لا يستبعد أي خيار” لتحقيق هدفه.
وخلال زيارة قاعدة عسكرية أميركية شمال جرينلاند، الجمعة، اتهم نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس الدنمارك بالتقصير في الحفاظ على أمن الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي، وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستحميها على نحو أفضل.
وقال فانس: “الدنمارك أهملت الاستثمار في البنية الأمنية لهذا الإقليم.. هذا يجب أن يتغير، وبسبب أن الأمر لم يتغير، فإن سياسة ترمب تجاه جرينلاند لم تتغير، هي سياسة متسقة مع ولايته الأولى، عندما شهدنا استثماراً كبيراً في أمن القطب الشمالي، وسيستمر ذلك خلال السنوات الأربع المقبلة”.
“أميركا لن تستولي على جرينلاند”
وفي المقابل، قال رئيس وزراء جرينلاند ينس فريدريك نيلسن، الأحد، إن “الولايات المتحدة لن تستولي على جرينلاند”، وذكر في منشور عبر “فيسبوك”، أن ترمب “يقول إن الولايات المتحدة ستستولي على جرينلاند، دعوني أوضح: الولايات المتحدة لن تبلغ مرادها. نحن لا ننتمي إلى أي جهة أخرى. نحن من يحدد مستقبلنا”.
كما اعتبر زيارة فانس إلى الجزيرة إشارة إلى “قلة احترام”، ودعا إلى الوحدة في مواجهة “الضغوط من الخارج”.
ودفعت الاحتجاجات العامة والغضب من قبل السلطات في كل من جرينلاند والدنمارك، الوفد الأميركي إلى الاكتفاء بزيارة القاعدة العسكرية، وعدم المشاركة في فعاليات جماهيرية.
وعبرت جرينلاند والدنمارك عن معارضتهما لأي سيطرة أميركية. وأظهرت استطلاعات الرأي أن جميع سكان جرينلاند تقريباً يعارضون الانضمام إلى الولايات المتحدة.
وإذا طالبت الولايات المتحدة بالسيادة على هذه الجزيرة الدنماركية التي تتمتع بالحكم الذاتي، فستسيطر على ملاحق شحن رئيسية ومعادن أرضية نادرة غير مستغلة، وموارد طاقة قد تُغيّر هيكل التجارة العالمية.
وتسيطر الدنمارك على جرينلاند منذ عام 1721.
وفي وقت سابق، السبت، قالت رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن إنها ستزور الجزيرة في الفترة من الثاني إلى الرابع من أبريل، لإجراء محادثات مع الحكومة الجديدة للإقليم شبه المستقل.
وتُعد القاعدة الأميركية الموجودة على جرينلاند، التي كانت تعرف سابقاً باسم قاعدة ثول الجوية (Thule Air Base)، والمعروفة الآن باسم قاعدة بيتوفيك الفضائية (Pituffik Space Base)، واحدة من أهم المواقع العسكرية الاستراتيجية في العالم، حتى لو لم يسمع بها معظم الأميركيين من قبل، وفق صحيفة “نيويورك تايمز”.
ويتمركز نحو 150 فرداً من القوات الجوية وقوة الفضاء الأميركية بشكل دائم في “بيتوفيك” وهي القاعدة العسكرية الأميركية الوحيدة في جرينلاند، ويديرون برامج الدفاع الصاروخي ومراقبة الفضاء، ويمكن لرادار الإنذار المبكر المُحسّن الموجود بالقاعدة رصد الصواريخ الباليستية في اللحظات الأولى من انطلاقها.
وفي كل صيف، يطير نحو 70 فرداً من الحرس الوطني الجوي في نيويورك إلى “بيتوفيك” لدعم بعثات علمية. وباستخدام الطائرة الوحيدة المُجهزة بزلاجات في الجيش الأميركي، وهي طراز LC-130، ينقلون الباحثين والإمدادات إلى معسكرات على الغطاء الجليدي.