رفض قادة في حزب الجمهوري دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإلغاء آلية “التعطيل التشريعية” (Filibuster)، لإنهاء الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، مؤكدين تمسكهم بالقواعد التشريعية التي اعتبروها “أساس التوازن بين الحزبين في المؤسسة التشريعية”، وفق ما أوردت وكالة “أسوشيتد برس”. 

وقاعدة التعطيل، هو أسلوب متبع منذ زمن طويل في الكونجرس، يتيح لأي عضو أو مجموعة من الأعضاء إطالة النقاش ومنع التصويت على مشروع قانون أو قرار، عبر الحديث المستمر، ما يدفع بالمجلس إلى تأجيل التصويت.

 ويتطلب التغلب على هذه القاعدة في مجلس الشيوخ، الحصول على 60 صوتاً (من أصل 100) لإنهاء النقاش والانتقال إلى التصويت، ولكن ذلك يتطلب أصواتاً من الديمقراطيين لدعم أصوات الأغلبية الجمهورية المؤلفة من 53 مقعداً.

وسارع قادة في الحزب الجمهوري إلى الرد بسرعة وبشكل قاطع، ما وضعهم في مواجهة مباشرة مع ترمب.

وقال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ جون ثيون، إنه لا يفكر في تغيير القواعد لإنهاء الإغلاق الحكومي، معتبراً أن هذه القواعد ضرورية للحفاظ على مكانة مجلس الشيوخ، وأشار إلى أنها سمحت للجمهوريين بعرقلة سياسات الديمقراطيين عندما كانوا هم الأقلية.

وذكر متحدث باسم زعيم الجمهوريين، إن “موقف ثيون بشأن أهمية آلية التعطيل التشريعي لم يتغير”.

كما قالت متحدثة باسم عضو مجلس الشيوخ، الجمهوري جون باراسو، إن موقفه الرافض لتغيير قواعد التعطيل ما زال ثابتاً. أما الزعيم الجمهوري السابق ميتش ماكونيل، الذي عارض بشدة دعوات ترمب السابقة لإلغاء التعطيل خلال ولايته الأولى، فما زال في المجلس، ويتمسك بموقفه ذاته، وفق ما أوردت وكالة “أسوشيتد برس”.

ودافع رئيس مجلس النواب، الجمهوري مايك جونسون، الجمعة أيضاً عن آلية التعطيل، رغم أنه أقر بأن القرار ليس من صلاحياته قائلاً إنها “كانت دائماً الضمانة الأساسية في مجلس الشيوخ”.

وأضاف أن تصريحات ترمب تعبّر عن “غضب الرئيس من الوضع القائم”.

وقال السيناتور الجمهوري جون كيرتس، في منشور على منصة “إكس”، رداً على تصريحات ترمب ومعبّراً عن موقف كثير من زملائه الجمهوريين في المجلس: “قاعدة التعطيل تجبرنا على إيجاد أرضية مشتركة في مجلس الشيوخ، السلطة تتغير، لكن المبادئ يجب ألا تتغير، أنا أعارض بشدة إلغاءها”.

الديمقراطيون: على ترمب التفاوض

ودعا ترمب، مساء الخميس، مجلس الشيوخ إلى إلغاء قاعدة التعطيل، حتى يتمكن الجمهوريون، بوصفهم الأغلبية، من تجاوز الديمقراطيين وإنهاء الإغلاق الحكومي.

وقال ترمب في منشوره إنه فكّر ملياً في قراره أثناء رحلته الجوية من آسيا، وأن السؤال الذي تكرر كثيراً خلال جولته هو لماذا “يسمح الجمهوريون الأقوياء للديمقراطيين بإغلاق أجزاء من الحكومة”.

وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، حكيم جيفريز، في مقابلة مع شبكة CNN، إن على ترمب أن يبدأ التفاوض مع الديمقراطيين، مشيراً إلى أن “الرئيس أمضى وقتاً أطول مع زعماء العالم مما أمضاه في التعامل مع أزمة الإغلاق في الداخل”.

وتجاوز الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة يومه الثلاثين، ولم يظهر ما يبشر بنهاية تلوح في الأفق، بينما يدعو  الجمهوريون الحزب الديمقراطي إلى دعم إجراء تمويل مؤقت حتى 21 نوفمبر.

وبدأ الإغلاق في الأول من أكتوبر الجاري، وهو اليوم الأول من السنة المالية الفيدرالية 2026، بسبب فشل الجمهوريين والديمقراطيين بالكونجرس في الاتفاق على تشريع لتمويل الخدمات الحكومية.

وذكرت وكالة “أسوشيتد برس”، أن آثار الإغلاق الحكومي بدأت تظهر على كامل الولايات الأميركية وفي الحياة اليومية.

شاركها.