اخر الاخبار

جمهور «السميعة» تلاشى.. والسوشيال ميديا حولت المآتم إلى أفراح

  • مشايخ القرآن الخليجى ظاهرة وانتهت.. ونجهز 300 سيدة للقراءة بالمناسبيات
  • صوت المرأة ليس عورة.. ولا نمانع فى قبول المقرئات من النساء فى المناسبات العامة
  • قرارات «المسلمانى» باستبعاد نجوم التلاوة من الإذاعة مخالف وغير مقبول
  • قراءة القرآن فى المآتم والمناسبات والأماكن العامة مهنة من لا مهنة له
  • المقرئون المصريون مازالوا بالصدارة.. ونحن من علمنا العالم قراءة القرآن مرتلا ومجودا

 

  • أى مقرئ مبتدئ من الممكن أن تحوله التكنولوجيا إلى نجم فى يوم وليلة
  • جمهور «السميعة» تلاشى واختفى.. و«السوشيال ميديا» جعلت البعض يتفاخر بتحويل المآتم إلى أفراح

 

كشف الشيخ محمد حشاد، نقيب قراء القرآن الكريم، عن استياء القراء والنقابة من قرار تحديد 32 قارئًا لإذاعة القرآن المصریة في دورتها الحالية، مؤكدا أن أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، خالف التقاليد الإذاعية باستبعاد كبار القراء والمنشدين لأسباب غير معلومة وغير منطقية.

وأكد الشيخ محمد حشاد، خلال حواره لـ«»، أن دولة التلاوة ما زالت محتفظة بجدارتها وسمعتها على مستوى العالم، مشيرا إلى أن فترة قراء الخليج قد انتهت بلا عودة.

وأوضح أن الفترة المقبلة ستشهد خروج قانون يلزم القراء بالتواجد بالمآتم والمناسبات الدينية وفق تصريح رسمي، وذلك بهدف القضاء على قراء «فيسبوك» و«تيك توك»، كما كشف نقيب القراء عن دور النساء المقرئات في دخول المهنة بشكل رسمي قريبا، وإلى نص الحوار..

 

في البداية كيف تفسر قرار أحمد المسلماني بتحديد 32 قارئًا لإذاعة القرآن المصریة في دورتها الحالية؟

 فؤجئنا بالقرار غير المبرر نهائيًا وغير المقبول منطقيا وفقا لحديث رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلماني، والجميع في حالة استياء من قرار الإعلامي أحمد المسلماني، الذي تضمن استبعاد العديد من قراء القرآن الكريم البارزين من خريطة تلاوات قرآن السهرة بإذاعة القرآن الكريم، واقتصار الأمر على 32 قارئًا فقط، أمر يثير علامات الاستفهام، ولماذا في الوقت الحالي؟، وهل هناك قرار سري بخصوص إذاعة القرآن الكريم وبرامج المشايخ بالإذاعة بشكل عام؟.

هناك أسماء كبيرة تم استبعادها وتعود عليها المستمع على مدار السنوات الماضية، بل كانوا سببا مباشرا في التفاف المستمع حول إذاعة القرآن والإذاعات الأخرى من هؤلاء المستبعدين الكبار العلامة الشيوخ طه الفشني، كامل يوسف البهتيمي، الشحات محمد أنور، وشعبان الصياد، وحمدي الزامل، وراغب مصطفى غلوش، ومحمد الليثي، وغيرهم، فقد تم استبعادهم من خارطة قرآن السهرة.

وكان يجب على رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أن يرجع إلى لجنة اعتماد القراء داخل الإذاعة التي تفاجأت هي الأخرى بالقرار رغم اجتماعها أسبوعيا كل يوم أربعاء وأنا عضو بها، وقرار الاستبعاد جاء دون الرجوع للجنة أو أخذ رأيها وهو ما يخالف قواعد العمل داخل الإذاعة في مثل تلك الحالات، والرئيس السيسي عندما أراد تطوير المحتوى المقدم على إذاعة القرآن الكريم استعان بمجموعة من القراء، وكان يجب على الكاتب أحمد المسلماني اتخاذ نفس الاتجاه بالعودة إلى نقابة القراء قبل اتخاذ هذا القرار، خاصة وأن استبعاد هؤلاء القراء يؤثر سلبًا على دولة التلاوة، التي تُعد القوة الناعمة لمصر وفي العالم أجمع.

 

لماذا تطالبون بضرورة وجود تصريح رسمي للسماح بظهور المقرئين بالمناسبات؟

حتى نمنع فوضى المقرئين، وانتهينا من مشروع تعديل لقانون النقابة، ومقدم الآن للجنة الدينية بالبرلمان، والتعديلات الجديدة تنص على فرض عقوبات وغرامات وجزاءات على كل من يمارس مهنة القراءة فى أى مكان عام أو خاص، بلا تصريح ولا عضوية النقابة، حتى نضمن أن من يمارس هذه المهنة الشريفة الجليلة حافظ لكتاب الله وعارف بأحكام التلاوة والقراءات الصحيحة، فلا يجوز أن تكون تلك المهنة العظيمة مستباحة وبلا رقيب ولا حسيب، وكما أن ممارسة مهنة الطب مثلا تقتضى دراسته لعدد من السنوات والحصول على شهادة وتصريح بممارسته، فكذلك ينبغى أن يكون الأمر بالنسبة لمقرئ القرآن، وعلى من يريد ممارستها أن يحفظ كتاب الله على يد شيخ، ويدرس علوم القراءات وأحكامه لتكون لدينا آلية نستطيع بها محاسبة من يخرج عن آداب التلاوة، وألا يقرأ القرآن فى الأماكن العامة أو الخاصة إلا عضو النقابة، ومن لم يكن عضوًا ويمارس مهنة القراءة سيخضع لعقوبات متدرجة، بالإضافة إلى محاسبة من يخرج عن آداب التلاوة ومن لا يلتزم بأحكام التلاوة الصحيحة.

ما دور النقابة مع قراء مواقع التواصل الاجتماعى الذين يخالفون القراءة الصحيحة؟

القرآن كلام الله ويجب أن ندافع عنه، وتوجد مادة بقانون النقابة تفيد بأحقية إبلاغ الجهات المختصة عن أى مخالفات فى قراءة القرآن الكريم، ومن هذا المنطلق تم تشكيل لجنة المتابعة والاستماع وتتولى سماع فيديوهات القارئ واستدعائه لتعرض عليه ما قرأ، وإن أقر بالخطأ يكون هناك إقرار مكتوب يوقع عليه ويلتزم به، وإن لم يلتزم به يتم إبلاغ النيابة العامة، وهناك بالفعل قراء تم الإبلاغ عنهم؛ لأنهم لم يلتزموا، وهناك بلاغات تنظر الآن أمام النيابة العامة لمحاسبة هولاء القراء غير الملتزمين.

 

يوجد حاليًا كثير من القارئات والحافظات لكتاب الله من النساء.. فهل تسمح لهم النقابة بإحياء المناسبات والمآتم؟

يوجد كثير من النساء اللاتى يقرأن القرآن، وانضم بالفعل للنقابة نحو 300 عضوة، وتم عمل مقرأة للنساء فى مسجد على بن أبى طالب فى منطقة سموحة بالإسكندرية، وهن متميزات ويقرأن بشكل جيد وبالقراءات العشر فى مجالس السيدات، وذلك لاستحيائهن أن يتواجدن ويقرأن بمجالس الرجال.

وقراءة السيدات ليست حرام شرعًا، ولكن جرت العادة على أن يكون القارئ رجلًا، لكن لا يوجد مانع شرعى من قراءة السيدات، لأن النساء بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصوت، فصوت المرأة ليس عورة.

هل انتهى العصر الذهبى لمدرسة القرآن فى مصر؟ 

مصر هى التى علمت العالم قراءة القرآن مرتلا ومجودا، فنحن أصحاب وورثة مدرسة عظيمة أخرجت وخرّجت أكابر المقرئين على امتداد أكثر من مائة عام، وفى كل البلدان التى زرتها لمست محبة حقيقية للمقرئ المصرى، بسلامة لسانه وأدائه وما يحمله وما يمثله، ومدرسة القرآن المصرية صرح عظيم شارك فى بنائه وتشييده سلسلة من عباقرة المقرئين، وعلى امتداد أجيال متعاقبة، بداية من جيل الرواد والمؤسسين، مثل الشيخ محمد سلامة، والشيخ أحمد ندا، والشيخ البربرى، وهى أسماء لم تحظ بشهرة جيل الشيخ محمد رفعت؛ لأنه لم يكن فى زمانهم إذاعة أو وسائل للتسجيل، لكننى سمعت تسجيلات نادرة للشيخ سلامة والشيخ ندا، وكنت من جيل تأسس فى زمن الكبار وتعلم منهم.

 

لماذا لم نعد قادرين على صناعة نجوم فى دولة التلاوة فى موهبة مصطفى إسماعيل ورفعت والبنا وعبد الباسط؟

مصر مليئة بالمواهب الجديدة وبالأصوات الجميلة، ونحن في لجنة استماع الإذاعة نلتقي بأصوات شابة جميلة، ولكن ليس مثل الكبار، فمن الصعب أن نجد أصوات مثلهم الآن، المشكلة فى هذا الجيل الجديد أنه متعجل للشهرة والفلوس، والصوت الجميل وحده لا يكفى، فلا بد أن يدرس ويتعلم، لا بد من صقله قبل أن يصل للناس، المقرئ الجديد يحتاج إلى مراحل طويلة وشاقة للإعداد والتجهيز، كل مشايخنا الكبار مروا بتلك المراحل، فحفظوا على شيخ معلم، ودرسوا القراءات وعلوم القرآن وأجادوها، ولك أن ترجع إلى تاريخ كل مقرئ من هذا الجيل الذهبى، كل واحد فيهم قضى سنوات طويلة فى الحفظ والدرس والتعلم والإجادة حتى يجهز نفسه ويصقل موهبته، الآن الوضع مختلف، تجد المقرئ الشاب يحفظ له «ربعين» بأى شكل، ويجد فى نفسه الجرأة فى أن يقرأ فى السرادقات والمآتم ويقدم نفسه على أنه مقرئ، لا دراسة ولا علم ولا حفظ ولا أحكام صحيحة، ويجد من «يهلل» له ويبالغ فى موهبته، بل تجده يملأ «اليوتيوب» ومواقع التواصل الاجتماعى بمقاطع من قراءاته «العبقرية» بكل ما فيها من أخطاء وتجاوزات.

وللأسف أصبحت قراءة القرآن فى المآتم والمناسبات والأماكن العامة مهنة من لا مهنة له، الموضوع أصبح مشاعًا وبلا رقيب، وأغلب الذين يمارسون المهنة ليسوا أعضاء فى النقابة ولا يحملون إجازة للقراءة.

 

هل ما زالت المدرسة القرآنية الخليجية تسيطر وسحبت منا البساط ؟

أستطيع أن أقول إن ما سمى بممارسة القرآن الخليجى ظاهرة وانتهت، ولم يعد لها تأثيرا ولا انتشارا، وكان ذيوعها فى فترة بالشارع المصرى مؤقتا ومرتبطا بأسباب أظن أنها تلاشت، ولم يبق فى الوجدان المصرى إلا أصوات مشايخنا العظام ومدرسة القرآن المصرية، باختصار كانت موجة وانتهت.

المدرسة المصرية ومقرئيها ما زالت هى صاحبة التأثير الأكبر والأشهر والأهم والأوسع، حتى التجويد الذى أبدعنا فيه وتميزنا به حاول المقرئون فى بعض البلدان تقليده، لكن التجويد المصرى يظل بلا منافس لهجة وأداء وإبداع، خاصة وأن كثيرين من مقرئينا الكبار كانوا ملمين بالمقامات الموسيقية وأسرارها.

هل أفادت التكنولوجيا الحديثة قراءة القرآن أم أضرته؟

كان من بين أسباب تألق مدرسة القرآن المصرية فى عصرها الذهبى الكتاتيب والمآتم، فالكُتاب كان المدرسة الأولى التى تخرج فيها كبار المقرئين، حيث حفظوا وتتلمذوا على يد شيوخها.

أما المآتم فقد ساهمت فى نشأة مدرسة القرآن المصرية وتألقها واكتشاف نجومها وجعلتهم فى المقدمة ومنحتهم من الخبرات الكثير، كما  أن جمهور هذه السرادق كان من «السميعة» وثلاثة أرباعهم من حفظة القرآن والعارفين بأحكامه، وللأسف فإن هذا الجمهور القديم من سميعة السرادقات لم يعد موجودا، مما سهل لأى مقرئ أن يجلس على الدكة ويقرأ ويرتكب ما شاء من أخطاء دون أن يردعه أحد، بل يحدث أحيانا من جمهور المآتم الآن ما لا يتفق مع جلال القرآن وهيبته، فيتصايحون ويتجه بعضهم لتقبيل المقرئ بعد كل جواب، ويكون من دواعى فخره أنه قلب المأتم إلى فرح.

 

ورغم تقدم الاتصالات وأهمية التكنولوجيا فإننى أرى أن تلك الوسائل الحديثة كانت أضرارها للقرآن أكثر من نفعها، فأى مقرئ مبتدئ من الممكن أن تحوله هذه الوسائل إلى نجم فى يوم وليلة دون موهبة حقيقية أو امتلاك لشرط وأحكام التلاوة.

كيف ترى دور الكتاتيب وحلقات تحفيظ القرآن الكريم فى الأقاليم والقرى؟

عودة الكتاتيب خطوة مهمة قدمها الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف، لأنها تمثل المؤسسات الأولى التى أخرجت كبار الأدباء والمفكرين والقراء وأصحاب الرأى السليم، وكان لها دور فعال على مدار عقود، خاصة أنها المدرسة الأولى للأطفال والشباب والبنات، وتعاليم الكتاتيب تعصم الأجيال الصاعدة من الأخطاء وتدفعهم نحو الوسطية دون الشرق أو الغرب، وتؤسس تلك التعاليم لجيل وسطى واع متميز فى اللغة العربية والدين والعبادات، والكتاتيب سيكون لها دور كبير في اكتشاف المواهب، خاصة وأن هناك أصوات جميلة في القرى تبحث عن من يكتشفها في الصغر، فقد تكون الكتاتيب فرصة لاكتشاف جيل القراء العباقرة زي زمان.

كيف تدعم النقابة مبادرة إطلاق 4500 كُتاب فى القرى والأرياف؟

بحكم القانون النقابة تابعة لوزارة الأوقاف، وبكل تأكيد نقدم كل الدعم المطلوب لمبادرة عودة الكتاتيب، ولدينا فى كل المحافظات فروع للنقابة تضم العديد من المحفظين والقراء، ومستعدون لتدريب وتأهيل المعلمين والمحفظين، ولدينا أكثر من 16 ألف محفظ وقارئ منهم 500 سيدة محفظة للقرآن الكريم يمكنهم التحفيظ والتدريب والتأهيل.

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *