عادت الفنانة جوانا ملّاح إلى الساحة بعمل غنائي جديد «حبّيت الحبّ». فكان له وقعه الإيجابي على جمهورها المشتاق لها. فهي غابت عن الساحة منذ فترة. واكتفت عبر وسائل التواصل الاجتماعي بنشر خواطر شعرية. وكذلك فيديوهات لأغانٍ وطنية. ومن بينها أداؤها أغنية «انتصر» التي أصدرتها في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2024، وذلك تأثراً منها بالحرب الدائرة في لبنان.

تقول إن موهبة الكتابة تلازمها منذ الصغر: «كان عمري 13 سنة عندما دوّنت في المدرسة مقطعاً شعرياً أهديته لوالدتي. يومها تفاجأ أساتذتي وصفقوا ليّ إعجاباً». وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد بأن الفنان عندما يملك موهبة لا بد أن يسكن أعماقه متفرعات منها. لست بشاعرة، بل كاتبة تترجم أحاسيسها. وأردد دائماً بأني إنسانة هاوية في كل شيء. ولكن في أحاسيسي أعدّ نفسي محترفة».

تروي ملّاح لـ«الشرق الأوسط» أن أغنيتها الجديدة «حبّيت الحب» كانت تحتفظ بها منذ سنوات طويلة. «لقد اشتريتها ووضعتها في الدرج منذ نحو 12 عاماً. مررت بظروف مختلفة عاكستني، وأخرت صدور الأغنية. وعندما اتصلت بالملحن هيثم زيات مؤخراً قررنا إصدارها. كنت أرغب في إيصال رسالة مفعمة بالحب. وبالفعل توجهت إلى استوديو أنطوان حداد وسجّلت الأغنية. ولأن الزمن له حكمته فإن الأغنية جاءت في التوقيت المناسب. واستقبلها الناس بحبّ كبير لمسته من تعليقاتهم ومن انتشار الأغنية».

تشير جوانا ملّاح إلى أنها تحبّ نثر الفرح والطاقة الإيجابية أينما حلّت. وبهذه الأغنية استطاعت أن تقدم لمحبيها باقات من المشاعر الصادقة. «إن فرح الناس يشكّل رأسمالي الحقيقي. وعندما لمست مشاعرهم هذه تجاه (حبّيت الحب) طرت من الفرح. فقراري بإصدار الأغنية قمت به بين ليلة وضحاها. ولكنه جاء صائباً بحيث حققت معها أجمل عودة إلى الساحة. فكانت ولادة جديدة لي سعيدة أنا بنتائجها».

وعن غيابها المتقطّع تقول: «لقد مررت بظروف مختلفة تسببت بهذه الانقطاعات المؤقتة. ولكن هذه الغيابات كانت تؤكد لي أن الناس هم بمثابة جبل أستند إليه. ولا يوم خذلوني أو العكس. وأعدّ نفسي محظوظة بهذه الإحاطة من قِبلهم».

في كل مرّة تطلّ فيها جوانا ملّاح على الساحة يشعر المرء وكأن العمر يتجاهلها. ومهما مرّت الأيام تبقى ملامحها هي نفسها. وتبرّر لـ«الشرق الأوسط»: «إن السلام الداخلي الذي يتمتع به الشخص وبياض قلبه يصنعان ديمومته. وهو ما أعدّه أهم من عمليات التجميل الرائجة اليوم. قد نقدم على لمسات تجميلية، ولكنها لن تترك الأثر الذي يطبعنا به السلام الداخلي. بحياتي لم أعرف العداوة والكره. فكان الحب وحده ما يسكنني. وهذه العاطفة الجياشة تنبع لا شعورياً من داخلي. وأقابل بمعيّتها القريب والغريب من شدة قوتها عندي».

ومن الأمور الأخرى التي تسهم في الحفاظ على صورتها المتوهجّة: «لا أحبّ تناول الطعام بشكل كبير. كما أستمتع بكل ما أقوم به بهدوء وروية. لدي طقوسي الخاصة وجميعها تنتمي إلى الطبيعة والأرض. كل هذه العناصر مجتمعة تزودني بشباب دائم».

ولكن كيف ترى الفن اليوم؟ تردّ في سياق حديثها: «لقد تبدّل بفعل التطور الإلكتروني والـ(سوشيال ميديا)، نحن اليوم نعيش في زمن الذكاء الاصطناعي. وما عادت الأمور تشبه ما كنا نحيا فيه على الساحة الفنية. فالراحل ملحم بركات كان أول من تنبّأ بزوال أعمال الألبومات الفنية. وكان يردد دائماً بأن زمن الأغنية الفردية آت. تجزّأت الساحة وتنوعت بشكل لافت. حتى أصوات الآلات الموسيقية ما عادت هي نفسها. هناك تطور هائل نعيش في كنفه. ولكن ليس من الضروري أن يكون صحيّاً. بتنا اليوم نقوم بمجهود مضاعف كي نلتحق بإيقاع الساحة ونلاقي ما يناسب أفكارنا وتطلعاتنا. وعلى الرغم من كل هذا فأنا لا أسير مع أي موجة (ترند) بل أبحث عما يليق بي. وكل عمل أعدّه بمثابة (بازل) أركّب أحجاره ليؤلف لوحة متكاملة وتشبهني في آن».

حالياً تحضّر ملّاح لعمل مصري ذي إيقاع سريع. وتعلّق: «لديّ نظرتي وملعبي وخطّ خاص بي. لا أنظر إلى غيري، وفي الوقت عينه أتمنى النجاح لكل فنان يجتهد ويتعب».

شاركها.