أعلنت جوجل التوصل لاتفاق مع شركة “كومنولث فيوجن سيستمز”، تشتري بموجبه، الطاقة الكهربائية المولدة باستخدام تقنية الاندماج النووي، انطلاقاً من محطة من المتوقع أن يبدأ العمل فيها في أوائل 2030، وهي ثاني صفقة شراء كهرباء توقع في قطاع طاقة الاندماج النووي الناشئ، حسبما ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وأعلنت الشركتان في بيان، الاثنين، التزام جوجل بشراء 200 ميجاوات من الكهرباء من محطة الطاقة المُخطط لها لشركة “كومنولث فيوجن سيستمز” في فرجينيا بموجب اتفاقية شراء طاقة متعددة السنوات.
وتأمل شركة “سي إف إس” الأميركية، التي جمعت مبلغاً قياسياً قدره 1.8 مليار دولار من مستثمرين من بينهم جوجل، في عام 2021، أن تكون منشأتها الجديدة بقدرة 400 ميجاوات أول محطة طاقة اندماج نووي تُربط بالشبكة الكهربائية.
وسعى العلماء إلى إنتاج طاقة نظيفة من خلال دمج الذرات منذ خمسينيات القرن الماضي، ولكن على مدار عقود من التجارب، لم تتمكن أي مجموعة من إنتاج طاقة انطلاقاً من تفاعل الاندماج النووي تفوق ما يستهلكه النظام نفسه.
وبحسب “فاينانشيال تايمز”، تُعتبر شركة “سي إف إس” الأكثر تقدماً من بين عشرات شركات الاندماج الخاصة التي تتسابق لإتقان هذه التقنية وتطوير نظام ذو جدوى اقتصادية.
وتبني الشركة حالياً محطة تجريبية في ماساتشوستس، وتسعى لتشغيلها في عام 2027. وتأمل أن تكون المحطة التي ستزوّد جوجل بالكهرباء جاهزة بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.
طلب متزايد لعمالقة التكنولوجيا على الطاقة
وتأتي هذه الصفقة في الوقت الذي تتنافس فيه شركات التكنولوجيا الأميركية، بما في ذلك جوجل، المملوكة لمجموعة ألفابت، على تأمين الوصول إلى الكهرباء اللازمة لتشغيل مراكز البيانات الضخمة اللازمة لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي.
ووقّعت مايكروسوفت اتفاقية شراء طاقة في عام 2023 مع شركة هيليون للاندماج النووي، المملوكة لسام ألتمان، حيث وافقت على شراء الكهرباء من منشأة مقترحة بقدرة 50 ميجاوات، والتي قالت الشركتان آنذاك إنها ستكون جاهزة للعمل بحلول عام 2028.
ويقدم الاندماج النووي، وعوداً مُغرية للغاية، وفق الصحيفة، إذ لا يُنتج التفاعل أي نفايات نووية طويلة الأمد، ولا ينبعث منه أي كربون، كما أن كوباً صغيراً من نظائر الهيدروجين المستخدمة في التفاعل لديه القدرة على تشغيل منزل لمئات السنين. ومع ذلك، لا يزال المشككون يُجادلون بأن طاقة الاندماج النووي التجارية لا تزال بعيدة المنال.
وقال بوب مومجادر، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة “سي إف إس”، لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، إن دعم جوجل كان بمثابة إشارة لمجتمع الاستثمار وسلسلة التوريد بأن طاقة الاندماج النووي التجارية أصبحت أكثر واقعية، مضيفاً أن الصفقة ستساعد الشركة على جمع التمويل.
وأضافت الشركتان، أن جوجل وافقت على زيادة استثمارها في “سي إف إس” في جولة التمويل المقبلة، كما وقّعت خياراً لشراء الكهرباء من محطات طاقة “سي إف إس” الأخرى في المستقبل.
وقال مايكل تيريل، رئيس الطاقة المتقدمة في جوجل، في بيان: “نحن متحمسون لإجراء هذا الرهان طويل الأمد على تقنية ذات إمكانات تحويلية لتلبية الطلب العالمي على الطاقة في المستقبل”.