أقرت وزارة الدفاع البريطانية، بأن الجيش احتفظ بملف يتهم شركة دفاعية إسرائيلية كبرى بانتهاك قواعد التعيينات الوظيفية لمدة سبعة أشهر، دون إجراء أي تحقيق، قبل أن تُجبر على الإقرار بالأمر، وفق صحيفة “التايمز” البريطانية.
وقالت الصحيفة البريطانية، الخميس، إنها علمت بأن الجيش تسلم في فبراير الماضي، ملفاً يتناول أنشطة شركة Elbit Systems UK، وهي شركة تابعة لأكبر مصنع للأسلحة في إسرائيل، ضمن مسعاها للفوز بعقد بقيمة ملياري جنيه إسترليني لإعادة هيكلة برامج التدريب العسكري.
وكشف رد متأخر على طلب قدمته “التايمز” بموجب قانون حرية المعلومات، أن الجيش لم ينظر في الادعاءات إلا بعد أن تواصلت الصحيفة مع وزارة الدفاع في أغسطس الماضي، وقدمت لها تفاصيل عن الملف. وعزا مطلعون التأخير الطويل إلى “تقصير إداري”.
وبعد شهر، في سبتمبر الماضي، أجرى مسؤول حكومي كبير “مراجعة ضمان” خلصت للمرة الأولى إلى أنه لم تُسجل أي خروقات لقواعد التعيين الوظيفي.
واستمرت مشاركة Elbit UK في مناقصة دفاعية، على أن يُتخذ قرار العام المقبل إما بإسناد العقد إلى ائتلاف تقوده الشركة، أو إلى الائتلاف المنافس الذي تقوده الشركة الأميركية “رايثيون”.
كما يبقى خيار إعادة إطلاق العملية من جديد، مطروحاً، باختيار شركة بريطانية لقيادة المشروع أو تنفيذ التدريب داخلياً.
شكوك بشأن تقييم الجيش البريطاني
وكانت مصادر في وزارة الدفاع البريطانية، قد عجزت سابقاً عن تأكيد ما إذا كان الجيش قد قيم فعلاً احتمال انتهاك القواعد، وسط ردود فعل “فوضوية” على الادعاءات.
وزعم الشخص الذي كشف عن المخالفات، أن قواعد التعيينات الوظيفية، في وزارة الدفاع البريطانية، انتُهكت عندما شارك العميد السابق فيليب كيمبر معلومات مع Elbit Systems UK بعد مغادرته الجيش.
وجاء في الملف، أن كيمبر حضر اجتماعات رئيسية في الشركة الإسرائيلية بشأن عقد التدريب بعد مغادرته الجيش.
وفي إحدى الوقائع، انضم كيمبر إلى اجتماع لـ Elbit Systems UK لمناقشة كيفية الفوز بعقد التدريب الذي كان يشرف عليه عندما كان في وزارة الدفاع، جالساً خارج نطاق رؤية الكاميرا، وقال إنه “لا ينبغي أن يكون هناك”، بحسب كاشف المخالفات.
كما تبين أن موظفاً حكومياً كبيراً، مايك كوبر، تناول العشاء مع Elbit Systems UK سبع مرات، دون أن يُعقد أي لقاء مماثل مع الطرف المنافس، في الوقت الذي كان يستعد فيه إلى دراسة العروض المتنافسة.
لقاءات سرية
وسافر كوبر، الذي يشغل منصباً يعادل رتبة ضابط ذي نجمتين، إلى إسرائيل برفقة ضابطين بريطانيين كبيرين، حيث تلقى جولة سياحية ممولة من Elbit Systems الأم.
ويشغل كوبر منصب المسؤول الأول عن “برنامج تحويل التدريب الجماعي”، وهو برنامج تدريب الجيش. ولم تُشر أي معلومات إلى ارتكابه خروقات.
وقال مارك فرانكوا، وزير القوات المسلحة في حكومة الظل (حزب المحافظين): “يجب على الجيش التحلي بالشفافية الكاملة بشأن كيفية إدارة المنافسة على عقد التدريب الكبير الجديد الذي تبلغ قيمته مليارات الجنيهات”.
وقدمت “التايمز”، أول طلب بموجب قانون حرية المعلومات في أغسطس الماضي، للحصول على نتائج تحقيق الجيش في ادعاءات المبلغ عن الانتهاكات. وبعد أشهر من التأخير، جاء رد الجيش في 2 ديسمبر الجاري.
وجاء في الرد: “على الرغم من أن سياسة وزارة الدفاع تقضي بعدم التعليق على ادعاءات المبلغين عن المخالفات، يمكنني تأكيد أن الوزارة لا تحتفظ بأي نتائج لتحقيق بشأن ما إذا كانت Elbit قد انتهكت قواعد التعيينات الوظيفية في الوزارة والمتعلقة بعقد برنامج تحويل التدريب الجماعي الخاص بالجيش البريطاني.
وأضاف الجيش، أن عملية التعاقد الخاصة ببرنامج تحويل التدريب الجماعي لا تزال جارية، وسيكون من غير المناسب التعليق على أي تكهنات بشأن النتائج المحتملة.
وقالت Elbit Systems UK، إن الشركة تلتزم بجميع المتطلبات والإجراءات التي تحددها الجهات المختصة فيما يتعلق بموظفيها الذين خدموا في القوات المسلحة البريطانية.
