انضم حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو إلى عدد من رموز الحزب الديمقراطي في مهاجمة زميلهم زهران ممداني، المرشح التقدمي لمنصب عمدة نيويورك، الذي فاز بأغلبية كبيرة في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب، وذلك وسط تصاعد اتهامات موجهة له بمعاداة السامية.

وقال شابيرو، الذي يُعتبر من أبرز المرشحين المحتملين للرئاسة عن الحزب الديمقراطي في عام 2028، في مقابلة مع صحيفة Jewish Insider، نُشرت الأربعاء، إن ممداني لم يُدن الخطاب “المعادي للسامية بشكل صارخ”، كما رفض إدانة عبارة “عولمة الانتفاضة” خلال حملته الانتخابية التي فاز فيها بالترشيح التمهيدي.

وكان ممداني قال الأسبوع الماضي إنه لن يستخدم عبارة “الانتفاضة”، ويشجع الآخرين على عدم استخدامها، مشيراً إلى ما قال إنه “ألم تسببه هذه الكلمة لكثير من اليهود”.

ويُعرف ممداني البالغ من العمر 33 عاماً بأنه صوت “يساري صريح” لا يتردد في تبني مواقف مثيرة للجدل في الأوساط السياسية الأميركية، فقد انتقد سياسات الحكومة الإسرائيلية ويؤيد حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، ويعلن انتماءه للاشتراكية. وقد خشي المعتدلون في الحزب من أن ترشيح شخصية بهذا التوجه في أكبر مدينة أميركية قد يمنح الجمهوريين مادة للهجوم، ويُبعد الديمقراطيين المعتدلين المرتبطين بمصالح رجال الأعمال.

واعتبر حاكم بنسلفانيا أن ممداني “ترك مساحة واسعة جداً للمتطرفين، إما لاستغلال تصريحاته أو بسبب امتناعه عن إدانة تصريحات متطرفين قالوا أموراً معادية للسامية بشكل صارخ”. وتابع: “عليك أن تتحدث وتتصرف بوضوح أخلاقي، وعندما يقول مؤيدوك أشياءً معادية للسامية بشكل صارخ، لا يمكنك تركها جانباً. بل يجب عليك إدانة ذلك”.

معركة كسب الدعم

وتُعدّ تصريحات شابيرو أحدث إشارة إلى أن زهران ممداني لا يزال أمامه طريق طويل لكسب دعم بعض الشخصيات البارزة في الحزب، وذلك في إطار حملته الرامية إلى إزاحة عمدة نيويورك الحالي، إريك آدامز، حسبما نقلت “بوليتيكو”.

ودافع مراقب مدينة نيويورك، براد لاندر، الذي دعم ممداني بعد أن نافسه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، قائلاً: “لنكن واضحين: زهران ممداني فاز بأصوات غالبية كبيرة من الديمقراطيين في نيويورك، من ضمنهم آلاف اليهود الفخورين مثلي، والذين استُلهموا برؤيته لمدينة يمكن للجميع تحمل تكاليف العيش فيها، وواثقين من التزامه بمحاربة معاداة السامية والكراهية.

وأضاف في بيان: “تصريحات جوش شابيرو لن تساعد في حماية اليهود في نيويورك أو في بنسلفانيا عندما يُغذي السردية التي يروج لها ترمب ضد مرشحنا الديمقراطي لمنصب العمدة”.

وذكرت “بوليتيكو” أن بعض الديمقراطيين لازالوا مترددين في دعم ممداني بشكل كامل، إذ نأى مسؤولون منتخبون من دوائر انتخابية متأرجحة بأنفسهم عن الخطاب المعادي لإسرائيل الصادر عن حملته. وكان ممداني التقى الجمعة مع زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، لكنه لم يحصل بعد على تأييده الرسمي.

خطط اقتصادية اشتراكية

ويواجه ممداني معارضة بسبب دعمه لخطط اقتصادية يصفها بأنها “اشتراكية”، مثل توفير الحافلات مجاناً وإنشاء متاجر بقالة تديرها البلدية. كما تعرّض لهجمات بسبب رفضه إدانة شعار “عولمة الانتفاضة”، الذي يرفعه بعض المتظاهرين المعادين لإسرائيل.

ويحاول الجمهوريون تصوير ممداني كفزّاعة جديدة للحزب الديمقراطي، في الوقت الذي لا يزال فيه أعضاء من حزبه يدرسون الدروس المستخلصة من فوزه المفاجئ في الانتخابات التمهيدية، وهو ابن الثالثة والثلاثين والاشتراكي الديمقراطي.

وبدأ السباق داخل نيويورك يؤثر على الانتخابات النصفية العام المقبل والاستعدادات للحملة الرئاسية، حيث صرّحت شخصيات مثل النائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز وحاكم كنتاكي آندي بشير، وكلاهما يُنظر إليهما كمرشحين محتملين في 2028، بأن على الحزب أن يأخذ بعين الاعتبار الخطاب الذي يركز عليه ممداني بشأن القدرة على تحمّل تكاليف المعيشة.

وحقق زهران ممداني، يونيو الماضي، مفاجأة مدوية بفوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لرئاسة بلدية نيويورك، متغلباً على الحاكم السابق أندرو كومو وعدد من المرشحين الآخرين. وقد وصف هذا الفوز بأنه صدمة هزّت أركان المؤسسة الحزبية الديمقراطية.

فاز ممداني بنتيجة واضحة بلغت 56% مقابل 44% في الجولة النهائية من التصويت التفضيلي، وذلك من خلال حملة تقدمية جذرية وقاعدية صريحة. وقد جذبت وعوده بفرض ضرائب على الأثرياء، وتوسيع الإسكان الميسّر، وجعل المدينة “أكثر قابلية للعيش لسكان نيويورك” دعماً واسعاً من الشباب والناخبين ذوي الميول اليسارية.

شاركها.