اعلنرئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي من برشلونة في إسبانيا، أنّ “وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط صادقوا رسميًا، خلال المنتدى الإقليمي العاشر المنعقد في برشلونة بمناسبة الذكرى الثلاثين لعملية برشلونة، على اختيار مدينتَي صيدا اللبنانية وقرطبة الإسبانية “عاصمتين متوسّطيتين للثقافة والحوار لعام ٢٠٢٧”، وذلك ضمن مبادرة مشتركة بين الاتحاد ومؤسسة آنا ليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات”.
وقالخلال مشاركته في مؤتمر المدن المتوسطية برشلونة +30 والجمعية العامة لـ MedCities 2025، وفي لقائه مع رئيس بلدية برشلونة: “إن اختيار صيدا عاصمة متوسطية للثقافة والحوار لعام ٢٠٢٧ هو اعتراف بمكانة مدينةٍ تمتد جذورها لأكثر من ستة آلاف عام، مدينة صمدت، ونهضت، وبقيت منفتحة على العالم رغم كل الأزمات. سنعمل مع شريكنا في قرطبة على بناء برنامج ثقافي يعكس غنى تراث صيدا وطاقات شبابها، ويُعزّز دورها كجسر للتواصل بين شعوب المتوسط”.
لافتا الى ان “هذا الاستحقاق يضع صيدا في قلب الدبلوماسية الثقافية المتوسطية، من خلال تطوير برنامج مشترك بين المدينتين يركّز على الحوار بين الثقافات، وصون التراث، والاستدامة، والتبادلات المؤسسية والفنية والتعليمية، بما يعزّز الروابط بين المجتمعين المحليين ويفتح منصّات جديدة للتعاون بين الفنانين والباحثين والطلاب وروّاد الصناعات الإبداعية في مختلف دول المنطقة”.
اضاف: “وتبرز أهمية هذا الإنجاز في كون صيدا إحدى أقدم مدن المتوسط، بتاريخ يفوق ستة آلاف عام من التفاعل الحضاري المتواصل؛ من دورها المحوري في التجارة البحرية الفينيقية، إلى آثارها الرومانية والعربية والصليبية والعثمانية، وصولًا إلى حراكها الثقافي اللبناني المعاصر. ويمثّل هذا الإعلان امتدادًا للمسار الذي بدأ مع الإسكندرية وتيرانا لعام 2025، ثم طنجة وماتيرا لعام 2026، تأكيدًا على أن الثقافة والحوار يشكّلان رافعة أساسية للتعافي والتنمية المشتركة في الفضاء الأورومتوسطي”.
يُذكر أنّ مبادرة “العواصم المتوسطية للثقافة والحوار” أُطلقت عام 2022 بهدف تعزيز التماسك الإقليمي عبر الثقافة، من خلال اختيار عاصمتين سنويًا من ضفّتَي المتوسط لتطوير برامج مشتركة تُرسّخ الحوار والاندماج والاستدامة. ويُعدّ الاتحاد من أجل المتوسط منصة حكومية دولية تضمّ دول الاتحاد الأوروبي و 16 دولة من جنوب وشرق المتوسط، فيما تُعتبر مؤسسة آنا ليند شبكة أورومتوسطية تضم آلاف المنظمات العاملة في مجال الحوار بين الثقافات.