حلب – محمد ديب بظت
رغم إعلان مديرية الحدائق في مجلس مدينة حلب عن تكثيف أعمالها لتأهيل الحدائق وتجميل المنصفات والمساحات الخضراء، في 2 من تشرين الثاني الحالي، لا يزال واقع بعض الحدائق في المدينة يثير ملاحظات بين الأهالي حول مستوى الخدمات والصيانة.
في حي المشهد، ذكرت غالية مصري، ل، أن حديقة “سيف الدولة” القريبة من الحي تعاني من تلف في بعض ألعاب الأطفال وقلة المساحات الخضراء، ما يجعلها أقل جذبًا للعائلات التي تصطحب أطفالها في عطلة نهاية الأسبوع، رغم التحسن النسبي في وضع المقاعد الخشبية خلال الأشهر الأخيرة.
أما محمد حمامي، الذي يزور حديقة “السبيل” بانتظام، فأشار إلى ضعف الإنارة في أجزاء من الحديقة، ما يدفع الزوار إلى مغادرتها قبل المساء، لا سيما أن بعض الأعمدة بحاجة إلى صيانة منذ فترة طويلة.
وقال محمد، ل، إن بعض الزوار لا يلتزمون بالحفاظ على نظافة الحدائق، مع ترك بقايا الطعام والمخلفات في أماكن الجلوس، رغم وجود عدد من الحاويات على امتداد الحديقة، ما يزيد العبء على عمال النظافة ويؤثر على مظهر المساحات الخضراء.
وفي حي بستان القصر، تحدث عبد الفتاح عجلة عن حاجة الحديقة إلى مزيد من العناية بالنباتات والأرضيات التي تهترئ بفعل الاستخدام اليومي وغياب المراقبة الدورية.
بعض الأهالي ذكروا ل أن الحديقة تعد المتنفس الوحيد للأطفال في المنطقة، لكن قلة الاهتمام تجعلها غير مهيأة بشكل كافٍ لاستقبال الزوار.
وفي حديقة “الرازي” وسط المدينة، أشار أكرم شاهين إلى وجود أضرار في الألعاب بشكل عام، معتبرًا أن الحديقة رغم موقعها الحيوي تحتاج إلى متابعة مستمرة، خصوصًا بعد ملاحظات السكان المتكررة حول نظافتها في فترات العطل، وعدم وجود نظام سقاية للعشب.
“الحدائق” تشرح خطتها
مدير الحدائق في مجلس مدينة حلب، عبد الرزاق الحجي، قال ل، إن العمل جارٍ على إعادة تأهيل عدد من الحدائق في المدينة.
وتشمل الأعمال الحالية حدائق “الحاووظ” في باب النيرب، و”الحرابلة” في حي المرجة، و”أرض الصباغ” في صلاح الدين، و”السكري” في حي السكري، و”هنانو” في مساكن هنانو، و”الرازي” في منطقة المحافظة.
كما تم تأهيل عدد من المحاور والمنصفات، منها: محور منصف خان العسل، دوار الموت، الفيض، محور الليرمون- الراموسة، محور ومنصف المارتيني، الجامعة، دوار عمر أبو ريشة، المحافظة، جامع الرحمن، منطقة العوارض.
وأشار الحجي إلى أنه تم أيضًا تأهيل مشتل الفيض ومشتل المارتيني ومشتل حلب الجديدة، إلى جانب آبار ومناهل في مناطق حلب الجديدة وهنانو والفيض والشيخ طه وسللورة.
أما الخطة المستقبلية فتشمل ترميم حديقة “باب الله” في حي الصاخور، والحديقة العامة، والحديقة الدولية التابعة لجمعية المهندسين، وحديقة “سيف الدولة”، إضافة إلى محور طريق المطار، وحديقة “العروبة” في حي السليمانية.
كما تتضمن الخطة تأهيل مشتلي الراموسة وحندرات، وإعادة تأهيل الدوارات ونوافير المياه في دوار المحافظة، وأبو ريشة، والفيض، والبولمان، وباب الحديد، وأقيول.
معايير لاختيار الحدائق
قال مدير الحدائق، عبد الرزاق الحجي، إن اختيار الحدائق والمنصفات التي تدرج ضمن أعمال التأهيل يتم وفق معايير محددة، تشمل الإمكانيات المتوفرة، والكثافة السكانية، والاحتياج الفعلي، والحفاظ على ما تم تأهيله سابقًا، إلى جانب الضرورة الملحة والمصلحة العامة، ومدى توفر الجهات الداعمة والمساحات المناسبة ضمن الحيز الجغرافي.
وأوضح الحجي أن أعمال التأهيل لا تقتصر على التشجير والصيانة فقط، بل تشمل جميع الاحتياجات، من الأسوار والأبواب والبنى التحتية والمرافق العامة، إلى المقاعد وسلال المهملات وألعاب الأطفال والإنارة والآبار والمناهل والزراعة والتشجير.
كما تشمل الأعمال ترميم الأبنية والأحواض المائية والنوافير والغرف الخدمية والطرقات والدهان وشبكات الري، “وكل ما يتعلق بالحدائق والمرافق العامة”.
وأشار الحجي إلى أن المديرية تتابع أعمالها ميدانيًا عبر الشعب المتخصصة والعمال الذين يقومون بأعمال الزراعة والسقاية والتعشيب والتقليم والنظافة والترحيل، إضافة إلى الصيانة الدورية التي تنفذها دائرة الصيانة والتنفيذ.
وبيّن أن إنتاج مشاتل جديدة أسهم في تعزيز استدامة العمل وتوفير الاحتياجات عند الطلب.
ولم يتم تخصيص ميزانية مستقلة لمديرية الحدائق حتى الآن، إذ يجري توفير الاحتياجات عن طريق المديرية العامة للإدارة المحلية ومجلس مدينة حلب.
وأضاف أن هناك تعاونًا مع القطاع الخاص من خلال الحملات التطوعية التي أُقيمت، مثل “الوفاء لحلب” و“لعيونك يا حلب”، إلى جانب مشاركة المتطوعين وفرق الكشافة، منوهًا إلى تعاون منظمات المجتمع المدني في إعادة تأهيل بعض الحدائق.
المديرية تعاني من نقص في الأيدي العاملة والآليات والإمكانيات، نظرًا إلى حداثة تشكيل مديرية الحدائق في مدينة حلب، ما يحد من قدرتها على تغطية جميع مشاريع التأهيل في الوقت نفسه.
وأشار الحجي إلى أن المديرية تولي اهتمامًا كبيرًا بتوسيع المساحات الخضراء، بالتوازي مع ازدياد عدد السكان والعائدين إلى المدينة، موضحًا أن العمل جارٍ على إنشاء الحديقة الدولية، إلى جانب إعادة تأهيل جميع الحدائق والأحراش ضمن الحيز الجغرافي للمدينة.
وأضاف أن المديرية تشارك في حملات التوعية من خلال لوحات إرشادية داخل الحدائق، وتوزيع “بروشورات” توعية، وتنظيم حملات لطلاب المدارس، إلى جانب برامج ونشاطات وفعاليات تشرف عليها ضابطة مديرية الحدائق.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي
