كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أنه “ضغط بشدة” على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اتصال هاتفي حاد، لإقناعه بقبول خطته لإنهاء الحرب في قطاع غزة، والتي أفضت إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”.
وذكر الرئيس الأميركي، وهو يروي تفاصيل المحادثة في مقابلة مع مجلة “تايم” الأميركية، الخميس، أنه اتصل، مساء السبت 4 أكتوبر، بنتنياهو، ليبلغه رسالة مفادها بأن الحرب في غزة قد انتهت.
وكان مبعوثو الرئيس ترمب قد توسطوا في اتفاق مع وسطاء من قطر ومصر وتركيا، لإنهاء عامين من القصف وسفك الدماء.
وفي يوم الاثنين التالي، أخبر الرئيس الأميركي نتنياهو خلال محادثة هاتفية، أنهم يعتزمون إعلان الاتفاق، وكان على رئيس الوزراء الإسرائيلي قبوله.
وقال ترمب: “بيبي (نتنياهو)، لا يمكنك أن تحارب العالم. يمكنك أن تخوض معارك فردية، لكن العالم ضدك”.
وأبدى نتنياهو معارضة، لكن ترمب لم يقبل ذلك، وانطلق فيما وصفته المجلة بأنه “حديث منفرد سادته الشتائم”، معدداً كل ما فعله من أجل إسرائيل كرئيس “نقل السفارة الأميركية إلى القدس، واعترف بسيادتها على مرتفعات الجولان، وتوسط في (اتفاقات أبراهام) التي قامت إسرائيل بموجبها بتطبّيع العلاقات مع دول عربية، وحتى الانضمام إلى إسرائيل في شنت ضربات على إيران في يونيو الماضي”.
وأشار ترمب إلى أنه لم يعد بإمكانه الوقوف إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إذا لم يوقع رئيس على الاتفاق.
وفي تعليق على الاتصال قال المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف: “لقد كان تصريحاً صريحاً ومباشراً جداً لبيبي، بأنه (ترمب) لن يقبل بأي شيء آخر بخلاف هذا”، في إشارة إلى قبول الاتفاق. وأشارت المجلة إلى أن مكتب نتنياهو رفض التعليق على الأمر.
وبحلول نهاية المكالمة، وافق نتنياهو على اتفاق من مرحلتين يتضمن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس” في غزة، وتأمين عودة المحتجزين الإسرائيليين مقابل الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، والسماح بدخول شحنات المساعدات إلى القطاع المدمر، وسحب القوات الإسرائيلية من أجزاء من القطاع، وفتح مفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية نهائية.
واعتبرت المجلة، أنه إذا صمد اتفاق وقف إطلاق النار، فإنه ينهي أطول حرب في تاريخ إسرائيل، أودت بحياة نحو 2000 إسرائيلي، ونحو 70 ألف فلسطيني.
“إعادة تشكيل” الشرق الأوسط
واعتبرت المجلة أن اتفاق غزة، يمثل “علامة فارقة” في محاولة ترمب المستمرة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط الحديث؛ فخلال الأشهر التسعة الماضية، هاجم الرئيس الأميركي منشآت البنية التحتية النووية الإيرانية، وساعد في تراجع مكانتها في المنطقة.
كما أدى عزل طهران، بحسب المجلة، إلى تسريع سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في سوريا، فيما أبدت الحكومات الجديدة في دمشق وبيروت رغبتها في استعادة العلاقات مع واشنطن.
وقصف ترمب أهدافاً لجماعة الحوثي في اليمن، ما أدى إلى اتفاق يقضي بعدم استهداف الجماعة المسلحة للسفن الأميركية في البحر الأحمر.
والوقت الراهن، استغل الرئيس الأميركي حساسية صانع الصفقات العقارية، وغريزة المساومة، لإقناع نظراء من خلال الإطراء والتهديد بالقوة، لفرض اتفاق سلام على “حماس” ونتنياهو، وهما عدوّان يبدوان لدودين، وفق المجلة.
ونقلت المجلة عن المؤرخ والسفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، مايكل أورين، قوله: إن الرئيس الأميركي “يكسر كل الافتراضات التي طالما كانت سائدة في دبلوماسية الشرق الأوسط”، وأضاف: “ترمب يعود ويقول: سنعيد فرض الهيمنة الأميركية هنا. وقام بفعل ذلك – حتى الآن”.