أظهرت بيانات للاتحاد الأوروبي أن حرائق الغابات أتت على أكثر من مليون هكتار من أراضي التكتل منذ بداية العام، وهي أكبر مساحة منذ بدء السجلات الرسمية في عام 2006.

وكشفت البيانات الصادرة عن النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات، والتي حللتها رويترز، أن النيران أتت على مليون و28 ألف هكتار من أراضي الاتحاد الأوروبي حتى الثلاثاء، وهي مساحة أكبر من مساحة قبرص وأكبر من إجمالي المساحة المسجلة في أي عام. 

وكانت إسبانيا والبرتغال الأكثر تضرراً من حرائق الغابات، وشكلتا معاً حوالي ثلثي المساحة المحترقة في الاتحاد الأوروبي.

وأظهرت البيانات زيادة حادة في حرائق الغابات من الخامس حتى 19 أغسطس، لتتزامن هذه الفترة مع موجة حارة استمرت 16 يوماً في أيبيريا.

وسجل النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات احتراق أكثر من مليون هكتار حتى الآن في عام 2025، متجاوزاً الرقم القياسي السابق المسجل عام 2017، مع استمرار موسم الحرائق.

وأطلقت الحرائق 37 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل تقريباً الانبعاثات السنوية للبرتغال، وحطمت الأرقام القياسية لتسعة ملوثات هوائية أخرى، بما في ذلك جسيمات PM2.5 الخطرة، وفق مجلة environement News.

وأدى مزيج من موجات الحر الناجمة عن الوقود الأحفوري، والنمو السريع للنباتات الربيعية، وعدم استقرار الطقس إلى اشتعال حرائق هائلة في جميع أنحاء جنوب أوروبا، وامتد تلوث الهواء حتى فرنسا.

وكانت مجلة “ذا لانسيت – بلانيتاري هيلث” نشرت دراسة تُظهر أن دخان حرائق الغابات يزيد من معدلات الوفيات قصيرة الأمد في جميع أنحاء أوروبا، مع تأثر وفيات الجهاز التنفسي بشكل أكبر.

وحللت الدراسة سجلات الوفيات اليومية من 654 منطقة في 32 دولة بين عامي 2004 و2022، تغطي سكاناً يبلغ عددهم 541 مليون نسمة.

ووجد الباحثون أن الجسيمات الدقيقة (PM2.5) الناتجة عن دخان حرائق الغابات تحمل مخاطر صحية أكبر من الجسيمات الدقيقة (PM2.5) من مصادر أخرى.

وكانت المخاطر النسبية للوفيات القلبية الوعائية والجهاز التنفسي أعلى عند ربطها تحديداً بدخان حرائق الغابات، مع إظهار وفيات الجهاز التنفسي أقوى ارتباط.

وخلص الباحثون إلى أن الدراسات السابقة قللت من تقدير العبء الصحي لدخان حرائق الغابات عند اعتباره مكافئاً لأنواع أخرى من تلوث الجسيمات.

وتغير المناخ يجعل حرائق الغابات وموجات الحر والجفاف أكثر تواتراً وشدة، رغم الدور المهم الذي تلعبه إجراءات الوقاية، مثل إزالة النباتات الجافة من الأراضي، في الحد من الحرائق.

وعلى مستوى العالم، قُدِّر أن نحو 440 مليون شخص تعرضوا لحرائق غابات اقتربت من منازلهم في فترة ما بين عامي 2002 و2025، وفقاً لأبحاث جديدة. وهذا العدد يعادل تقريباً سكان الاتحاد الأوروبي بأكمله، وقد ارتفع بنسبة 40% خلال هذين العقدين.

شاركها.