قال مسؤول إسرائيلي كبير لـ”رويترز”، الخميس، إنه قد يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مع حركة “حماس” في غضون أسبوع أو أسبوعين، فيما يواصل وفدا حماس وإسرائيل جلسات تفاوض “صعبة ومعقدة” بالدوحة، شهدت تقدماً ملحوظاً، على صعيد بعض البنود، وطفيف في بنود أخرى.
وأضاف المسؤول أن إسرائيل ستعرض وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار، مضيفاً أنه “إذا لم تضع حماس سلاحها فإن إسرائيل ستمضي في العمليات العسكرية”، وفق قوله.
ويأتي ذلك، فيما يواصل وفدا إسرائيل وحماس الخميس، جلسات التفاوض غير المباشرة في الدوحة والتي وصفتها مصادر لـ”الشرق”، بـ”الصعبة والمعقدة”، حيث حصل بعض التقدم في عدة قضايا، بحسب مصادر مطلعة.
ومن المتوقع وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى الدوحة، لإعطاء دفعة للتوصل لاتفاق لوقف النار.
“تقدم طفيف وملحوظ”
ومنذ مساء الأحد، عقد الطرفان سبع جلسات تفاوضية “صعبة ومعقدة”، إذ تحقق تقدم “بين طفيف وملحوظ” في عدد من القضايا الرئيسية، لا سيما المحتجزين، والمساعدات، والانسحاب العسكري الإسرائيلي من القطاع المدمر.
وقال مصدر مطلع لـ”الشرق”، إنه تم إنجاز بند تبادل المحتجزين والأسرى بإطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين أحياء على دفعتين وعدد من الجثث، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين على أن يجري التفاهم حول العدد النهائي والأسماء بما يشمل أسرى من أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية.
حاجة لضغط أميركي
وأكد المصدر أنه يمكن القول إنه “حصل تقدم لافت” في مسألة آليات المساعدات، إذ بعد تدخل أميركي تم التفاهم “مبدئياً” على السماح بإدخال المساعدات أيضاً عبر منظمات دولية والأمم المتحدة والأونروا وبكميات كافية، وليس فقط عبر مؤسسة غزة الانسانية” المدعومة إسرائيلياً وأميركياً.
ونوه إلى أن هذا التقدم في عدد من القضايا “تم بعد لقاء عقده مسؤولون قطريون مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن”.
وأقر مسؤل فلسطيني مطلع على المفاوضات في تصريح لـ”الشرق”، بأن المفاوضات “شاقة وصعبة ومعقدة وتحتاج لضغط أميركي ودولي كبير لحصول اتفاق حقيقي لوقف الحرب”.
المساعدات.. والسيطرة على رفح
لكن القيادي في حماس باسم نعيم قال لـ”الشرق”، إن الوفد الإسرائيلي “لا يزال يصر على الحفاظ على آلية المساعدات القائمة التي تعني مصائد الموت لشعبنا، ولا ضمانات لإنهاء الحرب”.
وأضاف “لا يمكن القبول بتأبيد الاحتلال لأرضنا وتسليم شعبنا لمناطق سيطرة معزولة تحت سيطرة جيش الاحتلال على غرار معسكرات الاعتقال النازية”، وتابع إن “هذا ما يعرضه الاحتلال حتى اللحظة في جولة المفاوضات الراهنة” المتواصلة في الدوحة.
وأوضح نعيم أن الوفد الإسرائيلي المفاوض “ما زال يصر على إبقاء سيطرته على رفح وخاصة محور ما يسمى بموراج، إضافة لتعزيز سيطرته العسكرية على طول حدود القطاع بناءً على الواقع القائم حالياً أي في المناطق التي أُعيد احتلالها بعد 2 مارس 2025″، أي بعد انهيار الهدنة الهشة التي استمرت لشهرين بين الطرفين.
وقال نعيم إن حماس “تحرص منذ اليوم الأول لانطلاق جولة المفاوضات الحالية في الدوحة، بالوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب والعدوان في أقرب فرصة ممكنة، وذلك حرصاً على شعبنا ومستقبله في القطاع”.
وأضاف نعيم وهو عضو بالمكتب السياسي في حماس على أن “ما فشل فيه (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على مدار 22 شهر في الحرب والمجاعة لن يأخذه على طاولة المفاوضات”.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال الأربعاء، إن حكومته “جادة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة”، واصفاً ذلك بأنه “هدف يمكن تحقيقه”، فيما تتواصل المفاوضات في الدوحة.
وأضاف ساعر، خلال تصريح أدلى به من العاصمة السلوفاكية براتيسلافا، أنه “في حال التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، فإن إسرائيل ستباشر مفاوضات مباشرة تهدف إلى تثبيت وقف دائم لإطلاق النار”، في إطار جهود التهدئة التي تتواصل وسط ضغط دولي متزايد لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
حماس توافق على إطلاق 10 محتجزين
وأعلنت حركة “حماس” الأربعاء، الموافقة على إطلاق سراح 10 محتجزين وذلك في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرةً في الوقت نفسه، أن مسألة تدفق المساعدات، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار “نقاط جوهرية” لا تزال قيد التفاوض.
وأكدت الحركة في بيان صحافي، أن قيادتها تواصل “جهودها المكثفة والمسؤولة لإنجاح جولة المفاوضات الجارية، سعياً للتوصل إلى اتفاق شامل يُنهي العدوان على شعبنا، ويُؤمن دخول المساعدات الإنسانية بشكل حر وآمن، ويخفف المعاناة المتفاقمة في قطاع غزة”.
وأشارت إلى أن “النقاط الجوهرية” لا تزال قيد التفاوض، وفي مقدمتها “تدفق المساعدات”، و”انسحاب الاحتلال من أراضي القطاع”، و”توفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار”.
مباحثات في واشنطن
وأفاد موقع “أكسيوس”، نقلاً عن مصدرين مطلعين، بأن مسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر عقدوا مباحثات سرية في البيت الأبيض، الثلاثاء، لبحث “العقبة” الأساسية المتبقية أمام إبرام اتفاق طال انتظاره في غزة.
وبينما قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الثلاثاء، إن 3 من بين 4 نقاط خلاف جرى حلها خلال الأيام الماضية، أشار المصدران، إلى أن النقطة العالقة تتعلق بالخطوط التي تنسحب إليها قوات الجيش الإسرائيلي خلال الهدنة التي تمتد لـ60 يوماً.
وشهد الاجتماع السري توتراً بشأن هذه المسألة، لكنه أسفر عن “تقدم ملموس” في هذا الملف، بحسب المصدرين.