أفاد مصدران مطلعان لـ”الشرق”، بأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تواجه “تعثراً”، بسبب إصرار إسرائيل على إبقاء سيطرتها العسكرية على مناطق واسعة في القطاع، خاصة في رفح جنوباً وبيت حانون شمالاً.

وتواصلت جلسات المفاوضات غير المباشرة الجارية في الدوحة بين “حماس” وإسرائيل، الجمعة، بوساطة قطرية ومصرية. وكانت المحادثات انطلقت الأحد الماضي.

وذكرت “القناة 12” الإسرائيلية، نقلاً عن مصدرين إسرائيلي وقطري، أنه لم يتم إحراز أي تقدم في المحادثات.

وبحسب القناة الإسرائيلية، وافقت “حماس” على توسيع المنطقة العازلة التي ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية خلال الهدنة إلى كيلومتر واحد، لكنها رفضت بقاء إسرائيل في رفح بعمق 3 كيلومترات من الحدود، ولأكثر من كيلومتر واحد في مناطق أخرى.

تأجيل الجلسة المسائية وترقب لوصول ويتكوف

وأضاف المصدران في حديثهما لـ”الشرق”، أن جلسة مفاوضات مساء الجمعة “لم تعقد”، لكن من المفترض أن “تستأنف مساء السبت”.

ويصر الوسطاء والجانب الأميركي على مواصلة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأوضح أحد المصدرين، أن المفاوضات “تعثرت الجمعة، بعدما اصطدمت بإصرار الجانب الإسرائيلي على خريطة قدمها لإعادة التموضع، توضح انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق السكانية في مدينة غزة والمحافظة الوسطى والأجزاء الجنوبية الغربية ووسط خان يونس”.

ولفت المصدر إلى أن “الوسطاء يبذلون جهوداً لتقريب وجهات النظر، وطلبوا تأجيل التفاوض حول الانسحابات لحين وصول وانضمام المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى الدوحة”.

وتوقع مصدر مطلع آخر في حديث لـ”الشرق”، أن يحسم انضمام ويتكوف الخلاف بشأن خرائط الانسحابات.

وأكد المصدر أن المفاوضات تركزت في جلسة الجمعة، على استكمال آليات المساعدات، إذ تم التفاهم على لإدخال مساعدات بكميات “كافية” عبر المنظمات الأممية والدولية وفق الآلية السابقة، وليس الآلية الحالية المتمثلة بدخول المساعدات وتوزيعها عبر “مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة إسرائيلياً وأميركياً.

لكن إسرائيل لم توافق على إعادة فتح معبر رفح الحدودي للأفراد أو المساعدات، كما ترفض مناقشة الانسحاب من محور صلاح الدين “فيلادلفيا”، وهو الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر الذي يمتد 13 كيلومتراً من البحر غرباً حتى معبر كرم أبو سالم شرقاً.

التفاوض على وقف الحرب

واتفق الجانبان على هدنة لمدة 60 يوماً، تنطلق خلالها مفاوضات تركز على وقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب العسكري الإسرائيلي، وإعادة إعمار قطاع غزة.

كما تم الاتفاق مبدئياً على ملف تبادل الأسرى، والذي ينص على إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين أحياء، وعدد من الجثامين، مقابل ما بين 50 معتقلاً فلسطينياً من ذوي المؤبدات والمحكوميات العالية، وأكثر من ألف ممن اعتقلوا بعد اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

وطالبت “حماس” بانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى حدود ما قبل الثاني من مارس الماضي، أي من جميع التجمعات السكانية وطريق صلاح الدين، بالإضافة إلى حرية التنقل بالمركبات، وأيضاً سيراً على الأقدام بين شمال وجنوب قطاع غزة.

ولفت مصدر من حماس لـ”الشرق”، إلى أن الخرائط الإسرائيلية تشمل السيطرة على كل مناطق مدينة ومخيم رفح من محور “موراج”، الذي يبعد نحو كيلومتر واحد جنوب خان يونس وصولاً إلى الشريط الحدودي مع مصر.

وبحسب الخرائط، تسيطر القوات الإسرائيلية شمالاً على بلدة بيت حانون وثلثي بلدتي بيت لاهيا وجباليا، وكل منطقة السودانية شمال القطاع.

كما تسيطر أيضاً على مساحات تتراوح بين 1200 متر وحوالي 300 ألف متر في جميع المناطق الحدودية الشرقية من بيت حانون شمالاً حتى رفح جنوباً.

شاركها.