قالت مصادر مطلعة على المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة “حماس” لـ”الشرق” إن الوسطاء يحاولون استثمار وقف حرب إيران للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لكن هذه الجهود لم تلقَ تجاوباً كافياً من الحكومة الإسرائيلية.
وأوضحت المصادر أن الوسيطين المصري والقطري يعتبران أن نتائج الحرب في إيران قد تفتح مساراً جديداً للتوصل إلى اتفاق في غزة، مشيرةً إلى اتصالات تجرى بينهما وبين قيادة الحركة، والوسيط الأميركي، والجانب الإسرائيلي لهذا الغرض.
تعديل مقترح ويتكوف
أكدت المصادر أن الحوارات تدور حول تعديل المقترح الأخير الذي قدمه المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لافتةً إلى وجود 3 عقبات حالت دون التوصل إلى اتفاق بشأنه حتى الآن.
العقبة الأولى تتعلق بمطالبة “حماس” ـ ورفض إسرائيل ـ إدراج نص يُلزم الأخيرة بالامتناع عن شن الحرب مجددًا أثناء فترة المفاوضات.
وتنص خطة ويتكوف على إطلاق سراح نصف عدد المحتجزين الإسرائيليين الأحياء، وعددهم عشرة، ونصف عدد الجثامين، وعددهم ثمانية عشر، مقابل وقف الحرب لمدة 60 يومًا تُخصص للتفاوض على المرحلة الثانية والأخيرة، التي تشمل الإفراج عن بقية المحتجزين.
وتُصر “حماس” على أن يتضمن الاتفاق تعهدًا إسرائيليًا بعدم استئناف القتال طالما أن المفاوضات مستمرة، وهو ما ترفضه تل أبيب بشدة.
العقبة الثانية تتمثل في مطالبة “حماس” بالعودة إلى أسلوب توزيع المساعدات الإنسانية المعمول به سابقًا في غزة، وهو ما ترفضه إسرائيل.
وتُصر تل أبيب على تطبيق الأسلوب الجديد، الذي يقوم على إنشاء مراكز توزيع تشرف عليها شركة أميركية، مدعيةً أن الأسلوب القديم مكّن “حماس” من السيطرة على جزء من المساعدات، واستغلالها في تعزيز قوتها ونفوذها.
وتتعلق العقبة الثالثة بمطلب “حماس” ـ ورفض إسرائيل ـ سحب القوات الإسرائيلية إلى المواقع التي كانت متمركزة فيها قبل استئناف الحرب في الثاني من مارس.
الموقف الإسرائيلي بعد الحرب
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الأربعاء، نقلًا عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتأكيده عدم التراجع عن أهداف الحرب، وعلى رأسها “تصفية حماس”.
وجاء في التسريبات التي يُعتقد على نطاق واسع أنها من نتنياهو شخصيًا: “الحرب ستستمر حتى تحقيق أهدافها، المتمثلة في تحرير جميع الرهائن الأحياء، واستعادة الجثامين، والقضاء على القدرات العسكرية والتنظيمية لحركة حماس، وإزالة تهديد الإرهاب من قطاع غزة”.
من جانبها، نقلت القناة الإسرائيلية الثانية عشرة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الحكومة قدمت للوسطاء عرضًا “محسنًا”، لكنها لا تزال ترفض إنهاء الحرب.
وبحسب هؤلاء المسؤولين، يتضمن العرض الجديد إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين على مرحلتين: ثمانية في اليوم الأول، واثنين في اليوم الثلاثين، بدلًا من الإفراج عنهم دفعة واحدة، مقابل 60 يومًا من وقف إطلاق النار.
كما ينص على أن يُعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ـ وليس الحكومة الإسرائيلية ـ أن “وقف إطلاق النار سيستمر بعد انتهاء الستين يومًا، في حال أجريت المفاوضات بنيّة حسنة”.
وترى “حماس” أن هذا التوصيف لا يُشكّل ضمانة كافية لاستمرار وقف إطلاق النار خلال فترة التفاوض.
وأكدت المصادر أن اتصالات موسّعة تجرى حاليًا للبحث عن صيغة توافقية لتطبيق خطة ويتكوف، من خلال إدخال تعديلات تُلبي مطالب الطرفين.