قالت مصادر مطلعة على الاتصالات الجارية بشأن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس لـ”الشرق”، إن الوسطاء يبحثون فرص وشروط التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب بصورة شاملة أو متدرجة من خلال تطبيق خطة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، كمرحلة أولى على طريق الحل الشامل.
وأوضح قيادي في حماس لـ”الشرق” أن الحركة لا زالت تنتظر مقترحاً جديداً يقدمه الوسطاء، مؤكداً ضرورة أن يتضمن أي مقترح جديد، الوقف الدائم لإطلاق النار، والانسحاب الكامل من قطاع غزة.
وذكر مصدر مطلع قريب من حماس أن “أعضاءً من وفد الحركة التفاوضي يتواجدون حالياً في القاهرة”، دون مزيد من التفاصيل، وشدد على أن “مسألتي نزع سلاح المقاومة في غزة، وإبعاد كوادر المقاومة، لم تناقشا خلال الاتصالات الجارية”.
كما شدد على أن حماس والفصائل “ترفض أي نقاشات حول سلاح المقاومة.. والتي هي بأشكالها حق مكفول للشعب الفلسطيني طالما بقي الاحتلال للأرض الفلسطينية” لكنه قال: “لدى حماس مرونة لبحث أية أفكار تؤدي لوقف العدوان، وانسحاب قوات الاحتلال، وإعمار قطاع غزة”.
وقالت المصادر إن الجانبين، إسرائيل، وحركة حماس “توافقان على وقف الحرب، لكنهما تختلفان على شروط تحقيق ذلك”.
شروط إسرائيل لوقف حرب غزة
ومن أهم الشروط الإسرائيلية لوقف الحرب: تجريد قطاع غزة من السلاح بصورة كاملة، وإبعاد من تبقى من المسؤولين عن هجوم السابع من أكتوبر إلى الخارج، وإبعاد حركة “حماس” كلياً عن مؤسسات وهيئات الحكم في القطاع.
وقالت المصادر إن الإدارة الأميركية تسعى لوقف الحرب على غزة وفق الشروط الإسرائيلية، لكنها تدرك صعوبة تحقيق ذلك في هذه المرحلة، لذلك تبحث مع الوسطاء العرب، فرص تطبيق خطة ويتكوف تمهيداً للشروع في مفاوضات الحل الشامل.
موقف حركة حماس
من جانبهم يقول مسؤولون في “حماس” إنهم يفضلون الحل الشامل الذي ينتهي بوقف تام للحرب، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وإن الحركة مستعدة لإبداء المرونة في كل الملفات من أجل الوصول إلى هذه النتيجة.
وقال القيادي في حماس طاهر النونو لـ”الشرق” إن الحركة “جادَّة وجاهزة تماماً للوصول إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى والمحتجزين”، مشدداً على أن الحركة “أبدت للوسطاء خلال الاتصالات الجارية، استعدادها للموافقة على أي مبادرة أو مقترح شرط أن يفضي في النهاية إلى إنهاء حرب الإبادة، ووقف دائم لإطلاق النار لفترة طويلة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع”.
وأضاف أن “حماس تعاملت بشكل إيجابي، وبمرونة كبيرة مع جهود الوسطاء الإقليميين والدوليين لوقف الحرب”، مشيراً إلى أنها “أبلغت الوسطاء موافقتها على الاتفاق إن تضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتأمين تدفّق المساعدات الإنسانية العاجلة”.
وأوضح النونو أن ما يجري حالياً هو “اتصالات مكثفة يجريها الوسطاء بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، بهدف استئناف المفاوضات غير المباشرة (بين حماس وإسرائيل)، وهناك توقعات بتقديم مقترح جديد يستند إلى مسار المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف”.
اتفاق غزة.. المستوى العسكري
عقد مجلس الوزراء السياسي والأمني الإسرائيلي، في الأيام الأخيرة، ثلاثة اجتماعات مع هيئة أركان الجيش، واستمع إلى توصياتها التي حددتها في ثلاثة خيارات: “الوصول إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين، ومحاصرة القطاع حتى الاستسلام، واحتلال قطاع غزة بالكامل”.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن رئيس أركان الجيش إيال زمير قوله في الاجتماع الأخير، إن الجيش احتل 75 % من غزة، وإن مواصلة الحرب لاحتلال ما تبقى من القطاع، وهي المساحة التي يتواجد فيها المحتجزون الإسرائيليون، يشكل خطورة كبيرة جداً على حياتهم.
نتنياهو يتجه بقوة نحو صفقة
ونقلت وسائل إعلام، الثلاثاء، عن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قوله في الاجتماعات الأخيرة، إنه يفضل خيار “السعي بقوة من أجل الصفقة”، وإن على أميركا أن تمارس ضغطاً أقوى على دولة قطر، لتمارس بدورها ضغطاً على حماس لقبول خطة ويتكوف.
وتنص خطة ويتكوف على وقف إطلاق النار لمدة شهرين، ويجري خلال الأسبوع الأول إطلاق سراح عشرة محتجزين إسرائيليين أحياء، ورفات 18 أموات (نصفهم في اليوم الأول والنصف الثاني في اليوم السابع)، وذلك مقابل 125 أسيراً فلسطينياً يقضون حكماً بالسجن المؤبد، وألف و111 أسيراً من قطاع غزة اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر دون أن يكون لهم علاقة بالهجوم.
3 تعديلات مقترحة
وطالبت حركة حماس بإدخال ثلاثة تعديلات على الخطة منها نصاً يلزم إسرائيل بمواصلة وقف الحرب طالما كانت المفاوضات مستمرة، ومنها أيضاً انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق الجديدة التي احتلها بعد استئناف الحرب في الثاني من مارس الماضي، والعودة إلى توزيع المساعدات الإنسانية من خلال المنظمات، وليس من خلال الشركة الأميركية.
وقال القيادي في حماس طاهر النونو لـ”الشرق”: “مستعدون لصفقة شاملة لتبادل الأسرى دفعة واحدة أو عدة دفعات، لكن طالبنا بضمانات لإلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق حال التوصل إليه”.
وحمّل النونو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “مسؤولية مواصلة التعطيل لأي اتفاق، ومواصلة حرب الإبادة والعدوان”.
وقال النونو: “لا يوجد أي اختراق حتى الآن رغم التصريحات التي تقال في هذا الصدد”، في إشارة ضمنية لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول إمكانية التوصل لاتفاق وقف النار في غزة قريباً.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن نتنياهو قوله إنه “يرفض تقديم أية ضمانة بوقف كامل للحرب”، وأن ذلك يعتمد على “موافقة الحركة على شروطه المتمثلة في الابتعاد عن الحكم، وتسليم السلاح، وإبعاد من تبقى من المسؤولين”.