انطلقت شاحنات تحمل مساعدات إنسانية من مصر باتجاه قطاع غزة، الأحد، بعد رضوخ إسرائيل وإعلانها ما وصفته بـ”الهدنة الإنسانية” عقب تزايد الضغوط الدولية على حكومة بنيامين نتنياهو واتهامها بتحويل التجويع إلى سلاح في الحرب التي تشنها على الفلسطينيين في القطاع.

وعبرت عشرات الشاحنات المحملة بمساعدات إنسانية من مصر عبر معبر رفح باتجاه معبر كرم أبو سالم لإجراء عمليات تفتيش من الجانب الإسرائيلي قبل الدفع بها إلى قطاع غزة.

وأظهرت صور ومقاطع، نُشرت على منصات التواصل الاجتماعي، صفوفاً من الشاحنات تصطف أمام معبر رفح من الجانب المصري، تمهيداً لدخولها إلى القطاع.

وتحمل المساعدات، التي عبرت بعد توقف منذ مارس، شحنات من المواد الغذائية والدقيق وألبان الأطفال والمستلزمات الطبية ومواد أخرى متعلقة بإعادة تأهيل مياه الشرب والصرف الصحي.

وقالت مصادر مصرية إن مصر تعمل على استغلال الفرصة للدفع بأكبر عدد من شاحنات المساعدات المتوقفة في منطقة رفح والعريش منذ أشهر.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر مصرية قولها إن الهلال الأحمر المصري سيبدأ حملة إنسانية لدعم أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بداية من صباح الأحد (27 يوليو).

هدنة في 3 مناطق بقطاع غزة

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، الأحد، عن بدء تطبيق “هدنة إنسانية تكتيكية” في غزة، تمتد يومياً من الساعة 10:00 صباحاً وحتى 20:00 مساءً بعد ضغوط واتهامات دولية لإسرائيل بشن حرب تجويع ضد الفلسطينيين في القطاع.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن الهدنة تشمل المناطق التي لا ينفذ فيها الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية، وهي: المواصي ودير البلح ومدينة غزة.

وأكد بيان الجيش أن هذه الإجراءات ستُطبق يومياً “حتى إشعار آخر”.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن القرار تم تنسيقه مسبقاً مع الأمم المتحدة ومنظمات دولية إنسانية، بعد سلسلة من المشاورات المتعلقة بالأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع.

ولفت إلى تحديد ممرات آمنة دائمة من الساعة 6:00 صباحاً حتى 23:00 لمرور قوافل الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، وتشمل توزيع المواد الغذائية والأدوية للسكان في مناطق مختلفة داخل القطاع.

ويأتي بيان الجيش الإسرائيلي بعد ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل لوقف التجويع وفك الحصار الإنساني عن غزة، خصوصاً بعد تقارير عن أوضاع معيشية وصحية حرجة يعاني منها سكان القطاع.

وتقول منظمات إغاثة دولية إن جوعاً جماعياً ينتشر الآن بين سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة مع نفاد المخزونات بعد أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات للقطاع في مارس.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن العشرات من سكان القطاع لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأضافت أن عدد من توفوا بسبب سوء التغذية منذ بدء الحرب قبل نحو عامين بلغ 127 شخصاً بينهم 85 طفلاً.

وحذرت أكثر من 100 وكالة إغاثة، الأربعاء، من انتشار مجاعة جماعية في أنحاء القطاع.

“بن جفير” ينتقد “الهدنة الإنسانية” في غزة

من جانبه، انتقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير رضوخ إسرائيل للضغوط الدولية المتزايدة وموافقتها على السماح بدخول مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقال الوزير الإسرائيلي عبر منصة إكس: “هذا استسلام لحملة حماس الكاذبة، وسيعرض الجنود الإسرائيليين للخطر”، وأضاف: “هذا الاستسلام أشد خطورة بعدة أضعاف بعد أن قال رئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) يوم الجمعة إننا ‘سندرس طرقاً بديلة لإطلاق سراح الرهائن”.

وزعم بن جفير أن “الطريق الوحيد للانتصار في الحرب وإعادة المخطوفين هو منع المساعدات الإنسانية تماماً (عن الفلسطينيين) واحتلال كل قطاع غزة وتشجيع الهجرة الطوعية”، بحسب تعبيره.

واشتكى وزير الأمن القومي الإسرائيلي من إجراء مشاورات أمنية بدونه، ولم يعجبه أن مصدراً في مكتب نتنياهو أبلغه بأنهم “لم يتصلوا به حتى لا يدنس حرمة يوم السبت”، في إشارة إلى التزامه الديني المزعوم.

شاركها.