قالت سلطات هونج كونج، الاثنين، إنها اعتقلت 13 شخصاً للاشتباه في ارتكابهم القتل غير العمد، في إطار التحقيق في أسوأ حريق تشهده المدينة منذ عقود، مشيرة إلى أن مواد تجديد رديئة الجودة ساهمت في تأجيج الحريق الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 151 شخصاً.

وواصلت الشرطة تمشيط الأبراج السبع المحترقة التي التهمتها النيران في كارثة الأربعاء بمجمع “وانج فوك كورت”، حيث عُثر على جثامين السكان في السلالم، وعلى الأسطح، بعد أن حوصروا أثناء محاولتهم الهروب من ألسنة اللهب.

ولا يزال أكثر من 40 شخصاً في عداد المفقودين.

وقالت المسؤولة في الشرطة تسانج شوك-يين، للصحافيين، وقد اختنق صوتها تأثراً: “بعض الجثث تحولت إلى رماد، لذلك قد لا نتمكن من العثور على جميع المفقودين”.

وأظهرت اختبارات أجريت لعينات من شبكة خضراء، كانت مغلفة للسقالات المصنوعة من الخيزران على المباني وقت الحريق، أنها لا تطابق معايير مقاومة الاشتعال، بحسب ما قاله مسؤولون يشرفون على التحقيق خلال مؤتمر صحافي.

وقال كبير الأمناء إريك تشان، إن المقاولين الذين كانوا يعملون في أعمال التجديد استخدموا هذه المواد الرديئة في أماكن يصعب الوصول إليها، ما جعلها فعلياً خارج متناول المفتشين.

وقال المسؤولون إن رغوة العزل التي استخدمها المقاولون ساهمت أيضاً في انتشار النيران، كما أن أجهزة إنذار الحريق في المجمع لم تكن تعمل بشكل صحيح.

“تجاهل تحذيرات المخاطر”

وفي ظل موجات من الغضب العام؛ بسبب تجاهل تحذيرات المخاطر، حذرت الصين من أنها ستتصدى لأي احتجاجات “معادية”.

وقال مصدران مطلعان إن شخصاً واحداً على الأقل من المشاركين في عريضة تطالب بتحقيق مستقل ومراجعة إشراف البناء، إضافة إلى مطالب أخرى، احتُجز لنحو يومين.

ورفضت الشرطة التعليق على القضية. كما رفض وزير أمن هونج كونج، كريس تانج، التعليق على العمليات المحددة خلال مؤتمر صحافي، الاثنين.

وقال: “لاحظت أن بعض الأشخاص ذوي النوايا الخبيثة، الذين يهدفون إلى الإضرار بهونج كونج والأمن الوطني، استغلوا هذا اللحظة المؤلمة بالنسبة للمجتمع”.

وأضاف: “لذلك يجب أن نتخذ الإجراءات المناسبة، بما في ذلك إجراءات إنفاذ القانون”.

وقالت السلطات إن المباني التي يجري البحث فيها عن بقايا الضحايا هي الأكثر تعرضاً للدمار، وقد يستغرق البحث عدة أسابيع.

البحث في المباني المتفحمة

وأظهرت صور نشرتها الشرطة ضباطاً يرتدون بدلات واقية وكمامات وخوذات، وهم يفحصون غرفاً احترقت جدرانها، وتحول الأثاث فيها إلى رماد، ويخوضون في مياه أُغرقت بها البنايات خلال إخماد النيران التي اشتعلت لأيام. 

ووصلت فرق كبيرة من الضباط إلى الموقع، الاثنين، لمواصلة عمليات البحث في المباني المتفحمة.

وكانت هذه الأبراج السكنية تضم أكثر من 4 آلاف شخص، وفقاً لبيانات التعداد، والناجون الذين تمكنوا من الفرار يحاولون الآن استعادة حياتهم.

وقالت السلطات إن أكثر من 1,100 شخص نُقلوا من مراكز الإجلاء إلى مساكن مؤقتة، بينما نُقل 680 آخرون إلى بيوت شباب وفنادق.

ومع ترك كثير من السكان لممتلكاتهم أثناء الهرب، عرضت السلطات دعماً طارئاً بقيمة 10 آلاف من دولار هونج كونج (1,284 دولاراً أميركياً) لكل أسرة، وقدمت مساعدة خاصة لإصدار بطاقات هوية جديدة، وجوازات سفر، وشهادات زواج.

وأثار السكان في سبتمبر 2024 مخاوف من قابلية الاشتعال المحتملة للشبكة التي استخدمها المقاولون لتغطية السقالات، وفقاً لمتحدث باسم الإدارة.

ويعد الحريق الأكثر دموية في هونج كونج منذ عام 1948 – عندما قضى 176 شخصاً في حريق بمستودع – المدينة، حيث من المقرر إجراء الانتخابات التشريعية نهاية هذا الأسبوع.

شاركها.