اخر الاخبار

حسان عليان: اتهام سوريا لحزب الله ذو طابع سياسي ويهدف إلى زيادة الضغط الدولي على المقاومة (خاص)

الاثنين 17 مارس 2025 | 02:32 مساءً


الباحث والمحلل السياسي حسان عليان

كتب : بسمة هاني

تصاعد التوتر بشكل غير مسبوق على الحدود السورية اللبنانية، حيث شهدت المنطقة الشمالية اشتباكات مسلحة عنيفة تطورت إلى تبادل للقصف بين الجيشين السوري واللبناني، في تطور ميداني خطير يُنذر بتداعيات أوسع.

وأسفرت المواجهات عن مقتل طفل لبناني ونزوح عدد من العائلات من المناطق الحدودية، وسط تعزيزات عسكرية وانتشار مكثف للجيش اللبناني.

ومن جهة أخرى، اتهمت وزارة الدفاع السورية مسلحين تابعين لحزب الله بتنفيذ كمين على الحدود، أدى إلى خطف وتصـفية ثلاثة من جنود الجيش السوري، وهو ما نفاه الحزب بشكل قاطع، مؤكدًا عدم ضلوعه في أي أحداث داخل الأراضي السورية.

جاء هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه التوترات الإقليمية، ما يفتح الباب أمام احتمالات معقدة قد تؤثر على أمن واستقرار المنطقة.

توضيح الباحث حسان عليان

قال الباحث والمحلل السياسي حسان عليان، في حديث خاص لصحيفة “بلدنا اليوم”، إن اتهام سوريا لحزب الله بالمسؤولية عن العملية التي حدثت في قرية القصر هو اتهام سياسي يحمل أبعادًا خطيرة.

وأوضح أن حزب الله أصدر بيانًا رسميًا نفى فيه بشكل قاطع أي علاقة له بالأحداث، مؤكدًا أنه لا وجود عسكري أو أمني للحزب في سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر.

احتمالات أخرى وراء الحادثة

وأشار عليان إلى أن ما حدث قد يكون عملية تسلل لأهداف أخرى، ربما تتعلق بعمليات سرقة أو نشاطات فردية.

ولفت إلى أن المنطقة الحدودية تضم عشائر لبنانية معروفة بامتلاكها أسلحة، مما قد يشير إلى تورط جهات أخرى.

وشدد على أن توجيه الاتهام المباشر لحزب الله دون تحقيقات رسمية يثير تساؤلات حول دوافع هذا التصعيد.

الأولويات الحقيقية أمام الحكومة السورية الجديدة

ولفت الباحث إلى أن الحكومة السورية الجديدة كان الأجدر بها أن تركز على التحديات الكبرى التي تواجه سوريا، مثل العمليات العسكرية في منطقة الساحل العلوي، والتمدد الإسرائيلي في الجنوب السوري، إضافة إلى التغيير الديموغرافي الذي تحدثت عنه إسرائيل فيما يخص حماية الدروز، وعلاقتها مع الأكراد.

وأكد أن الوجود الإسرائيلي داخل الأراضي السورية يمثل التهديد الأخطر على وحدة سوريا الترابية، وهو ما يجب أن يكون على رأس أولويات الحكومة.

توتر العلاقات اللبنانية السورية

وأوضح عليان أن العلاقة بين لبنان وسوريا لا تزال تشهد توترًا ملحوظًا، على الرغم من محاولات التهدئة التي جرت عبر زيارات رسمية، مثل لقاء الرئيس جوزيف عون والسيد أحمد الشرع على هامش قمة القاهرة.

وأكد أن الملفات الشائكة، مثل ترسيم الحدود البرية والبحرية، وإعادة النازحين السوريين، لا تزال عالقة، مما يزيد من تعقيد المشهد.

الأبعاد الدولية وراء التصعيد الحدودي

وشدد الباحث على أن ما يجري على الحدود السورية اللبنانية يرتبط أيضًا بقرار دولي لزيادة الضغط على حزب الله.

وأوضح أن هناك مشروعًا قديمًا لإنشاء قوات دولية لمراقبة الحدود بين لبنان وسوريا وربطها بالحدود مع فلسطين المحتلة، بهدف فرض السيطرة الدولية على جميع المعابر. وأكد أن هذا الطرح هو جزء من استراتيجية أوسع لمحاصرة حزب الله والحد من نفوذه الإقليمي.

الانعكاسات على المشهد الإقليمي

وفي ختام حديثه، أكد عليان أن التصعيد الحالي يخدم أهدافًا سياسية دولية، في ظل تنافس إقليمي بين تركيا والسعودية على النفوذ في المنطقة.

وأشار إلى أن السعودية والإمارات ترفضان أي دور للإسلام السياسي المدعوم من تركيا في سوريا، مما يجعل لبنان محورًا حساسًا في هذا الصراع. وأضاف أن هذا التصعيد قد يكون محاولة لخلق اضطرابات أمنية داخلية في لبنان، ما يتماشى مع سياسة الضغط الدولي على محور المقاومة.

المصدر: بلدنا اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *