أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، السبت، ارتفاع عدد الضحايا بين الأطفال الفلسطينيين بسبب “سوء التغذية” في القطاع، إلى 66، مع استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع، وإغلاق المعابر، ومنع إدخال حليب الأطفال.

ووصف المكتب، في بيان، السلوك الإسرائيلي، بأنه يمثل “جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية، ويكشف تعمد الاحتلال الإسرائيلي استخدام التجويع سلاحاً لإبادة المدنيين، خاصة الأطفال” في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقات جنيف.

ودعا البيان، المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الغذائية والطبية.

وينتشر الجوع بشكل واسع في القطاع، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، لكن إسرائيل فرضت، خلال الأشهر الماضية، قيوداً صارمة على إدخال الغذاء والمساعدات للقطاع، ما دفع “التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي” IPC، وهي مبادرة رائدة في رصد أزمات الغذاء عالمياً، إلى التحذير من “أزمة جوع”.

ومن المتوقع تسجيل نحو 60 ألف حالة من سوء التغذية الحاد بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 59 شهراً خلال الفترة الممتدة من سبتمبر 2024 إلى أغسطس 2025، وفق IPC.

حصار “تجاوز مرحلة الكارثة”

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أن نحو 112 طفلاً فلسطينياً يدخلون المستشفيات بغزة يومياً لتلقي العلاج، من “سوء التغذية” منذ بداية العام الحالي، جراّء الحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع.

وأوضح المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، أن الوضع في غزة التي تتعرض لهجمات إسرائيلية مكثفة، وحصار خانق “تجاوز مرحلة الكارثة”.

وأضاف أن 17 مستشفى تعمل جزئياً من أصل 36 في القطاع، مشيراً إلى عدم وجود مستشفى في شمال غزة، أو في رفح جنوباً.

ولفت إلى أن 500 شخص “قتلوا” أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في نقاط توزيع المساعدات الإنسانية التي تتبع الولايات المتحدة وإسرائيل، ولا تشمل الأمم المتحدة.

وذكر جيبريسوس، أن منظمة الصحة العالمية تمكنت بشكل “محدود للغاية” من الوصول إلى غزة للمرة الأولى هذا الأسبوع بعد 2 مارس الماضي.

تحديات تشغيلية

من ناحيتها، قالت حنان بلخي، مديرة منظمة الصحة العالمية الإقليمية، السبت، إن المنظمة تشعر بقلق بالغ إزاء تفاقم الأزمة الصحية في قطاع غزة والضفة الغربية، مشيرة إلى أن “المستشفيات في غزة ممتلئة بالمصابين، ومخزون الدم منخفض والمختبرات مدمرة”.

وأضافت بلخي في حسابها على منصة “إكس”، أن “أكثر من 10 آلاف مريض ينتظرون الإجلاء الطبي إلى خارج غزة”. وتابعت أن نقص الوقود في القطاع يهدد إمدادات المياه والرعاية الطارئة.

ودعت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، إلى وصول آمن ومستدام للمساعدات، وإدخال الوقود إلى قطاع غزة، ودعم عاجل من المانحين، وحماية الرعاية الصحية، وتسريع عمليات الإجلاء الطبي من غزة.

بدورها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إن الاستجابة الصحية في قطاع غزة تواجه “تحديات تشغيلية جسيمة”.

وذكرت “الأونروا” أن “الاستجابة الصحية في قطاع غزة تواصل مواجهة تحديات تشغيلية جسيمة، بما في ذلك إلحاق أضرار كبيرة بالمرافق الصحية”. وأشارت إلى عقبات أمام التحركات الآمنة وفرض قيود على دخول الإمدادات الطبية والوقود الحرج.

وأشارت إلى استمرار عمليات الهدم الجماعي في ظل العملية الإسرائيلية التي بدأت في 21 يناير الماضي، والتي دخلت شهرها السادس في شمال الضفة الغربية.

وحذَّرت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، من أن الوضع في غزة تعدى مرحلة الكارثة، فيما أشارت السلطات الصحية في القطاع إلى أن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 500 فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية خلال الأسبوعين المنصرمين.

ويجري توزيع المساعدات في القطاع عن طريق “مؤسسة غزة الإنسانية” Gaza Humanitarian Foundation، وهي مؤسسة خاصة مدعومة من الولايات المتحدة، في أربعة مواقع، وذلك بعد أن قالت إسرائيل، إنها خففت حصاراً استمر ما يقرب من ثلاثة أشهر على غزة، ولكنها لا تزال تقيّد دخول هذه المساعدات بشكل كبير.

شاركها.