اخر الاخبار

حصار إسرائيل يدفع غزة نحو جوع غير مسبوق ووضع إنساني كارثي

أصبح العيش على وجبة واحدة يومياً في ظل استنفاد الحصص الغذائية المتناقصة بسرعة، واقعاً يائساً في قطاع غزة، حيث تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية منذ قرابة الشهرين، وسط تحذيرات من “أزمة جوع غير مسبوقة”، حسبما أفادت الأمم المتحدة.

وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الخميس، إن الوضع في غزة “كارثي”، فيما يعاني مليونا شخص من “الجوع”، في حين أوضحت كل من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وبرنامج الأغذية العالمي، أن مخزونات الغذاء قد نفدت، حتى مع تراكم إمدادات المساعدات المنقذة للحياة على المعابر الحدودية في انتظار دخولها إلى القطاع.

وينتشر الجوع بشكل واسع في غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، لكن إسرائيل فرضت، خلال الشهرين الماضيين، قيوداً صارمة على إدخال الغذاء والمساعدات إلى القطاع، ما دفع “التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي” IPC، وهي مبادرة رائدة في رصد أزمات الغذاء عالمياً، إلى التحذير من “أزمة جوع”. 

ويبلغ عدد سكان غزة أكثر من مليوني نسمة، يعتمد معظمهم على المساعدات، إلا أنه لم تدخل أي إمدادات إنسانية أو تجارية منذ 2 مارس الماضي، عندما فرضت إسرائيل حصاراً شاملًا على القطاع.

ويُعد هذا أطول حظر على دخول المساعدات إلى القطاع منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، وقد أدى هذا الوضع إلى نقص في المواد الغذائية، ليس فقط في الغذاء، بل في مواد أخرى، بما في ذلك الأدوية وإمدادات المأوى والمياه النظيفة.



وكان مدير برنامج الأغذية العالمي، أنطوان رينارد، قال، الأسبوع الماضي، إن مخزون البرنامج من المواد الغذائية المُخصص للمطابخ المجتمعية، التي كانت تقدم وجبات “كحل أخير” لحوالي 420 ألف شخص من أصل 2.2 مليون نسمة في غزة، نفدت.

وأغلق البرنامج 25 مخبزاً كان يديرها في القطاع خلال مارس، بينما نفد مخزون الطرود الغذائية التي كان يوزعها مباشرة على العائلات في منتصف أبريل. 

وحذر شركاء إنسانيون من تدهور الوضع الغذائي في جميع أنحاء غزة، فمنذ يناير الماضي، تم تسجيل حوالي 10 آلاف حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال، بما في ذلك ألفاً و600 حالة “سوء تغذية حاد وخيم”.

وعلى الرغم من توافر إمدادات العلاج في الجنوب، إلا أن الوصول إليها لا يزال يُمثل تحدياً، بسبب القيود التشغيلية والأمنية، بحسب بيان للأمم المتحدة.

ولاحظ برنامج الأغذية العالمي مؤخراً، زيادة بنسبة 1400% في أسعار المواد الغذائية مقارنةً بفترة وقف إطلاق النار، التي استمرت من 19 يناير إلى 18 مارس من العام الجاري.

ومع استمرار حظر المساعدات، يبذل العاملون في المجال الإنساني قصارى جهدهم للوصول إلى المحتاجين بأي إمدادات متبقية، إذ لديهم مخزونات من المواد الغذائية وغيرها من المواد المنقذة للحياة جاهزة للدخول إلى قطاع غزة فور إعادة فتح المعابر الحدودية.

ويشمل ذلك ما يقرب من 3 آلاف شاحنة مساعدات تابعة للأونروا، بينما يمتلك برنامج الأغذية العالمي أكثر من 116 ألف طن متري من المساعدات الغذائية، وهي كمية تكفي لإطعام مليون شخص لمدة تصل إلى أربعة أشهر.

واستأنفت إسرائيل هجومها على غزة في 18 مارس الماضي، بعد انهيار اتفاق لوقف إطلاق النار كان قد دخل حيز التنفيذ في يناير الماضي، وقالت إنها ستواصل الضغط على حركة “حماس” إلى أن تطلق سراح الرهائن المتبقين في القطاع وعددهم 59، منهم 24 ما زالوا على قيد الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *