حقيقة موافقة حماس على نزع سلاحها مقابل وقف إطلاق النارفي غزة

أكد ستيف ويتكوف، مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، على ضرورة أن “تتخلى حماس عن أسلحتها، وألا تعيد تسليح نفسها، وأن تترك الأسلحة وتغادر غزة”.
وأضاف: “أعتقد أنه ليس لديهم بديل آخر سوى المغادرة، وإذا غادروا، فكل شيء سيكون على الطاولة بالنسبة لنا”.
جاء هذا التصريح في حديثه لشبكة “فوكس نيوز” قبل مغادرته إلى الدوحة للانضمام إلى الوسطاء القطريين والمصريين، الذين يقودون جهود الوساطة في هذه القضية الحساسة.
كما تزامن مع مغادرة البعثة الإسرائيلية إلى العاصمة القطرية اليوم، حيث تُجرى جولة جديدة من المحادثات بوساطة قطر ومصر.
وقبل ذلك علق مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات بين حماس والإدارة الأمريكية، الإثنين، على تقارير أفادت أن الحركة وافقت على نزع سلاحها مقابل هدنة طويلة الأمد في غزة.
وقال المصدر، إن “حماس لم تطرح فكرة اعتزالها العمل السياسي ونزع سلاحها، مقابل هدنة طويلة الأمد تمتد بين 5 إلى 10 سنوات”.
وأضاف المصدر أن “فكرة اعتزال حماس العمل السياسي ونزع سلاحها مقابل هدنة طويلة الأمد طرحها الوفد الأمريكي ورفضتها الحركة”.
وتابع: “الحركة أبدت مرونة وموافقة على إطلاق سراح 10 رهائن مقابل شهرين من وقف إطلاق النار، إلا أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو رفض المقترح، وهذا ما عطل تنفيذه”.
كما “طرحت حماس إمكانية إطلاق سراح الرهينة أميركي الجنسية إيدان ألكسندر كبادرة حسن نية من دون مراسم تسليم، لإبقاء خط المفاوضات مفتوحا مع واشنطن”.
كما كشف آدم بوهلر، مبعوث الرئيس الأمريكي، النقاب عن الاقتراحات التي استمع إليها من “حماس” خلال محادثاته السرية مع قادة الحركة.
وخلال حديث لقناة “كان” الإسرائيلية، قال بوهلر: “لقد اقترحوا تبادل جميع الأسرى (الإسرائيليين والفلسطينيين)، واقترحوا هدنة لمدة تتراوح بين خمس إلى عشر سنوات حيث تتخلى حماس عن كل أسلحتها، وحيث ستساعد الولايات المتحدة، فضلًا عن دول أخرى، في ضمان عدم وجود أنفاق، وعدم انخراط حماس في السياسة أو العمل العسكري في المستقبل”.
واعتبر المبعوث الأمريكي: “بعض الأمور التي تطالب بها حماس معقولة نسبيا ويمكن العمل معها”.
وبشأن مطلب إسرائيل بأن لا تكون حماس في حكم غزة باليوم التالي، قال: “أعتقد أنني كنت واضحًا وأعتقد أن هناك مسارًا جيدًا جدًا للمضي قدمًا وبالمناسبة، أعتقد أن المسار الجيد جدًا للمضي قدمًا يضمن وبصراحة، اعتقادي هو أن حماس تدرك جيدًا أنه لا توجد إمكانية سياسية مستقبلية لها في اليوم التالي للحرب على غزة”.
وأضاف: “لذا فإن بعض الأشياء التي ربما قلتها هناك، ولكن الأشياء التي أعتقد أنها أساسية هنا هي ما إذا كان هناك اتفاق أو ما إذا كان هدنة، هدنة طويلة الأمد يتم إنشاؤها، فإنها يجب أن تحمي أمن إسرائيل. يجب أن تتضمن وضع السلاح. لا يمكن أن يكون هناك مستقبل سياسي لحماس بغزة. وفي النهاية ستكون هناك حاجة لإعادة بناء غزة. فنحن لن تتركها في حالة من الفوضى. لا أحد يريد ذلك”.
وتابع: “لذا فهذه بعض العناصر التي أعتقد أنها مهمة جدًا للنجاح هنا، ولكن الأمر يتعلق بالتأكيد بتسليم الأسلحة. لا يمكننا أن نسمح بوجود المزيد من الأنفاق التي تحتاج إلى مراقبة، والتي تحتاج إلى وقفها. لن ننتظر ثم يحدث ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول مرة أخرى، هذا غير ممكن”.
وعن كيفية التوفيق ما بين المواقف المتضاربة لحماس وإسرائيل، قال المبعوث الأمريكي: “هناك بعض العناصر التي يمكن تحقيقها في جمع الأمور. وكما قلت، أعتقد أن العناصر الرئيسية هنا هي أولًا وقبل كل شيء، إطلاق سراح كل الرهائن، نحن بحاجة إلى عودة الجميع إلى ديارهم الآن. لقد كنا واضحين بهذا الشأن”.
وأضاف” ثم نبدأ بالتفكير في هدنة طويلة الأمد، لنقل هدنة لمدة خمس سنوات أو عشر سنوات، أو شيء من هذا القبيل، حيث يتم وضع الأسلحة، ثم من الواضح جدًا أنه لا توجد حركة سياسية (لحماس) في أي اتجاه في اليوم التالي. ثم أعتقد أن هذه احتمالات وهناك ما يكفي على الأرجح للتوصل إلى اتفاق”.
وعن مدى تفاؤله قال: “من الخطير أن نكون متفائلين. هناك الكثير من الأشياء التي تقترب، كما تعلمون، لكنها لا تنجح. لذا، إليكم ما سأقوله، وهو نوع من الإجابة غير المباشرة، لكنه مقصود. أعتقد أن لدينا مكونات لم تكن لدينا من قبل. وما أعنيه بذلك هو انتخاب رئيس الولايات المتحدة، الرئيس ترامب الذي غير كل شيء. ثم هناك شيء آخر غير كل شيء. ما فعلته إسرائيل، بحزب الله وإيران كخدمة للعالم، جعلها أقوى، وأعتقد أننا نقول في الولايات المتحدة السلام من خلال القوة. الآن هناك الفرصة”.
وقبل أيام، شدد القيادي في حماس، سامي أبو زهري، على أن نزع سلاح الحركة “خط أحمر”
وتابع أن الحركة لن تقبل بمقايضة سلاحها بإعادة الإعمار ودخول المساعدات، وفقا لوكالة “فرانس برس”.
واعتبر أن كل حديث حول سلاح حماس “هراء”، مؤكدا أن السلاح خط أحمر لدى حماس وكل الفصائل، ولا يخضع للمساومة وغير مطروح للنقاش أو التفاوض.
كما شدد على أن أي حديث عن ترحيل الغزيين من أرضهم مرفوض.
أتى ذلك ردًا على كلام وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الذي قال بوقت سابق اليوم إن تل أبيب مستعدة للمضي للمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة بشرط نزع كامل للسلاح من القطاع. وأكد أن هذا الشرط أساسي للانتقال للمرحلة الثانية، مهددًا بأن إسرائيل لو أرادت العودة للحرب لفعلت.