افتتحت مدارس مدينة حلب أبوابها معلنة بداية العام الدراسي الجديد، في وقت تواجه العملية التعليمية تحديات مرتبطة بدمار عدد من المدارس، وتأخر عمليات الترميم.
وتثير هذه التحديات تساؤلات حول استعداد المديرية لاستيعاب أعداد الطلاب هذا العام، خصوصًا في الأحياء التي تضررت بشكل واسع خلال الحرب.
احتياجات كبيرة
ومع انطلاق العام الدراسي، برزت تساؤلات حول حجم الأضرار التي تعيق العملية التعليمية، وما تحقق من عمليات ترميم خلال الأشهر الماضية، إلى جانب خطط المديرية لاستيعاب أعداد الطلاب.
معاون مدير التربية في حلب، محمد عبد الرحمن، أوضح ل حجم الأضرار التي لحقت بالمدارس في المحافظة.
وذكر عبد الرحمن، أن إحصائية المدارس المدمرة بالكامل بلغت 99 مدرسة، إضافة إلى 163 مدرسة متضررة بشدة، و687 مدرسة متوسطة الضرر، و820 مدرسة بأضرار خفيفة.
أما بشأن ما أنجز من عمليات ترميم خلال الفترة الماضية، أوضح عبد الرحمن أن عدد المدارس التي أعيد ترميمها وصل إلى 38 مدرسة، في حين ما تزال 55 مدرسة أخرى قيد الترميم.
وحول الخطة الزمنية لإعادة المدارس المتبقية إلى الخدمة، قال عبد الرحمن إن المديرية عملت على ترميم أكبر عدد من المدارس قبل بدء العام الدراسي الجديد.
ونوه إلى أن الأعمال جرت بالتعاون مع منظمات محلية ودولية.
فيما يتعلق بأعداد الطلاب المسجلين، ذكر عبد الرحمن أنه “لا توجد حتى الآن إحصائية محدثة بعدد الطلاب المتوقع تسجيلهم هذا العام”.
وبسؤاله عن الاكتظاظ داخل الصفوف، خاصة في الأحياء الشرقية الأكثر تضررًا، قال معاون المدير إنه “لا يوجد اكتظاظ حاليًا مع بدء العام الدراسي الجديد”.
حلول مؤقتة
أما عن الخطط البديلة، فأكد عبد الرحمن أن المديرية تعمل على ترميم مدرسة واحدة في كل بلدة على الأقل لضمان متابعة الطلاب تعليمهم.
كما يجري العمل على توفير غرف مسبقة الصنع في حال عدم توفر مبانٍ مدرسية مناسبة.
ونوه إلى أن ضيق الوقت قبل بداية العام شكل تحديًا لإدخال أكبر عدد من المدارس إلى الخدمة.
وبحسب عبد الرحمن، فإن أبرز التحديات التي تواجه المديرية تتمثل في ضخامة حجم الأضرار التي لحقت بالمدارس.
وتتنوع تلك الأضرار بين دمار كامل وأضرار جزئية، ما يتطلب ميزانيات كبيرة وجهودًا واسعة لإعادة التأهيل.
في 19 من أيلول الحالي، افتتح محافظ حلب، عزام الغريب، ثلاث مدارس بعد إعادة تأهيلها بالتعاون مع جمعية “مداد المعرفة”.
المدارس التي افتتحها المحافظ كانت، مدرسة محمد الفاتح في حي الحمدانية، ومدرسة عمر أبو ريشة في تل الزرازير، ومدرسة بيانون.
وشملت أعمال التأهيل ترميم المباني وتجهيز الغرف الصفية وتأمين الأثاث المدرسي، إلى جانب تحسين البنى التحتية الأساسية مثل شبكات المياه والكهرباء.
إلى جانب هذه المدارس، أعلن عن إعادة تأهيل مدارس أخرى في مناطق مختلفة من المحافظة، من بينها مدرسة عبد اللطيف بركات في مدينة حريتان، ومدارس إضافية في أرياف حلب.
واعتبر المحافظ خلال بيان نشرته صفحة المحافظة على “فيسبوك” أن الهدف من هذه المشاريع هو تحسين البيئة التعليمية.
كما تتضمن توفير أجواء آمنة ومناسبة للطلاب والمعلمين، بما يسهم في استئناف العملية التربوية بشكل أفضل، ويخفف من الضغط عن المدارس القليلة العاملة في بعض الأحياء.
المدارس بحاجة لترميم
وفي 16 من تموز الماضي، وخلال جلسة حملت عنوان “المجتمع يسأل والمحافظة تجيب”، تحدث مستشار محافظ حلب لشؤون التربية والتعليم العالي، عزام خانجي، عن واقع القطاع التعليمي في المدينة.
وقال حينها إن 117 مدرسة داخل مدينة حلب وحدها ما تزال خارجة عن الخدمة.
بينما يصل العدد الإجمالي للمدارس المتوقفة في عموم المحافظة إلى نحو 400 مدرسة.
وأضاف خانجي أن العدد الكلي للمدارس في محافظة حلب يبلغ 2400 مدرسة، وجميعها تحتاج بدرجات متفاوتة إلى عمليات ترميم وتأهيل.
وأشار إلى أن من النادر وجود مدرسة تعمل فيها الأبواب والنوافذ والمياه والكهرباء بشكل جيد.
واعتبر أن الحاجة إلى إعادة تأهيل شاملة تبقى أمرًا ضروريًا لضمان عودة العملية التعليمية بشكل مستقر.
متهالكة وغير آمنة.. غرف مسبقة الصنع في مدارس بحلب
مرتبط
المصدر: عنب بلدي