تستمر حملة “ساهم فيها” لإزالة الأنقاض في ناحية تل رفعت بريف حلب الشمالي، التي أطلقتها محافظة حلب في 21 من أيلول الحالي، بالتعاون مع مجلس المدينة والدفاع المدني وعدد من الفعاليات المحلية.

تهدف الحملة إلى إزالة الأنقاض المتراكمة منذ سنوات نتيجة قصف النظام السوري السابق وزلزال 2023، وفتح الطرقات المغلقة وتحسين الواقع الخدمي في المنطقة.

ويواجه القائمون على الحملة تحديات تتعلق بانتشار مخلفات الحرب، بينما يرى أهالٍ من المدينة أن الخطوة ضرورية تمهيدًا لإعادة الإعمار وتحسين الظروف الخدمية.

كما تهدف إلى تعزيز ثقافة النظافة وترسيخها كسلوك يومي مستدام، وذلك بحسب ما أعلنه الدفاع المدني عبر صفحته على “فيسبوك“.

واجهت تل رفعت سنوات من القصف والمعارك، ثم تأثرت بالزلزال الذي ضرب شمالي سوريا في شباط 2023، ما خلّف دمارًا كاملًا في مبانٍ وتضرر بعضها الآخر، وركامًا عاق الحياة اليومية للسكان، وصار يشكل خطرًا على السكان ولا سيما الأطفال في ظل انتشار مخلفات الحرب.

تحديات تواجه الحملة

قال مدير مركز الطوارئ وإدارة الكوارث في اعزاز، عبد الله عشاوي، ل، إن فرق الدفاع المدني المشاركة في الحملة تعمل بثماني آليات، مشيرًا إلى وجود تنسيق مع مجلس مدينة حلب والفعاليات الأهلية وإدارة منطقة اعزاز.

وأضاف عشاوي أن متطوعين يشاركون أيضًا في الحملة، التي تركز حاليًا على فتح الطرقات المغلقة في ناحية تل رفعت، إضافة إلى إزالة الأنقاض المتراكمة.

واعتبر أن التحديات اللوجستية محدودة، لكن هناك تخوفًا من وجود ألغام وذخائر غير منفجرة في المنطقة، إذ تعرف تل رفعت ومحيطها بانتشار هذا النوع من المخلفات.

ونوه إلى أن فرق الدفاع المدني واجهت تحديات مشابهة في مواقع أخرى خلال الأشهر الماضية.

ولفت إلى أن خطة العمل مستمرة قبل وبعد هذه الحملة، عبر استهداف القرى والبلدات بفتح الطرقات وإزالة السواتر الترابية.

وبحسب قوله، لاقت الحملة تجاوبًا من السكان المحليين الذين شاركوا في بعض الأعمال الميدانية.

آمال بالنتائج

اعتبر سكان من تل رفعت أن الخطوة طال انتظارها بعد سنوات من تراكم الركام وتعطل الطرقات.

طه الخلف، أحد سكان مدينة تل رفعت، ذكر ل، أن إزالة الأنقاض ستسهم في إعادة فتح الشوارع المغلقة، وستسهل حركة الأهالي، خصوصًا في الأحياء التي تحولت إلى ممرات ضيقة بسبب الدمار.

وأبدى أمله في أن تستكمل الأعمال لتشمل تحسين شبكة الخدمات الأساسية.

أما عبود الحسين، من سكان تل رفعت، فاعتبر الحملة بداية جيدة لكنها تحتاج إلى متابعة ودعم أكبر.

وقال، ل، إن كثيرًا من الأبنية المهدمة ما زالت تشكل خطرًا على الأطفال والمارة، مضيفًا أن السكان ينتظرون خطوات تهيئ الأرضية لإعادة إعمار المنازل وإعادة تشغيل المرافق العامة.

استمرار لحملات سابقة

بدأت حملة “ساهم فيها” في ناحية تل رفعت شمال محافظة حلب، في 21 من أيلول الحالي، بعد أن شملت في مراحلها السابقة كلًا من اعزاز وصوران ومارع وأخترين، وفق ما أعلنته محافظة حلب.

وشهد اليوم الأول من الحملة مشاركة محافظ حلب، عزام الغريب، الذي اعتبرها جزءًا من الجهود المبذولة لإعادة الحياة إلى الريف.

ودعا إلى تفعيل دور المجتمع المحلي في المبادرات التي تعزز التعاون وتسرع وتيرة إعادة التأهيل والخدمات.

تقع ناحية تل رفعت في ريف حلب الشمالي، على بعد نحو 40 كيلومترًا شمال غربي مدينة حلب، بالقرب من الحدود الإدارية مع محافظة إدلب.

وتحيط بها بلدات وقرى عدة مثل صوران واعزاز، وتشكل نقطة استراتيجية على خطوط التواصل بين الريف الشمالي للمدينة والمناطق الحدودية.

وعرفت المنطقة بطبيعتها الزراعية، لكنها شهدت خلال السنوات الماضية دمارًا واسعًا بفعل المعارك، ما ترك آثارًا كبيرة على بنيتها التحتية ومرافقها الأساسية.

إزالة الأنقاض من 16 حيًا

كانت محافظة حلب أعلنت، في 26 من حزيران الماضي، عن بدء مشروع لإزالة الأنقاض من 16 حيًا متضررًا، بالتعاون مع الدفاع المدني ومديرية الطوارئ والكوارث.

وأوضح المسؤول في المكتب الصحفي لمجلس مدينة حلب، أحمد المحمد، ل حينها، أن الحملة مستمرة حتى الانتهاء الكامل من أعمال الترحيل، دون تحديد جدول زمني دقيق.

وأشار المحمد إلى أن المشروع يهدف إلى إزالة نحو 105 آلاف متر مربع من الأنقاض، ويشمل جميع مناطق المدينة، بما فيها أنقاض المدينة القديمة التي لم تُنقل بعد.

ماجد العبد الله، مسؤول مشروع إزالة الأنقاض في الدفاع المدني السوري، قال ل حينها، إن اختيار الأحياء جاء بناء على جولات ميدانية أجراها الفريق الهندسي التابع للدفاع المدني.

وأضاف أن التقييم استند إلى احتياجات كل منطقة، مضيفًا أن مدة المشروع تمتد حتى تسعة أشهر.

وبدأت الحملة في آذار الماضي على أن تستمر حتى نهاية تشرين الثاني المقبل.

وتهدف إلى إنهاء أعمال الترحيل وإعادة تأهيل البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية في الأحياء المستهدفة.

مشروع لإزالة الأنقاض من 16 حيًا في حلب

المصدر: عنب بلدي

شاركها.