أطلقت مديرية الصحة في حلب حملة تحت شعار “وعيك حياة”، بهدف تعزيز الوعي لدى النساء بأهمية الفحص المبكر للكشف عن مرض سرطان الثدي، ضمن حملات “الشهر الوردي” (تشرين الأول) للتوعية بالمرض.
الفعالية أقيمت في ساحة “سعد الله الجابري” وسط مدينة حلب، الخميس 23 من تشرين الأول، وتهدف إلى تعزيز وعي النساء والمجتمع بأهمية الكشف المبكر عن المرض، الذي يزيد فرص الشفاء.
وبحسب ما ذكرته قناة “الإخبارية” الرسمية، فإن الحملة أطلقت بتنظيم وزارة الصحة ومديرية صحة حلب وجمعية “الأمل”، وحضرها معاون المحافظ للشؤون الصحية، بركات اليوسف، ومدير صحة حلب، محمد وجيه جمعة.
خطوة أولى للمواجهة
تخللت الحملة فعاليات طبية وتوعوية، قدم فيها الكادر المتخصص شروحات حول كيفية إجراء الفحص الذاتي، وأهمية متابعة مواعيد الكشف الدوري.
كما وزعت “بروشورات” توعوية تحتوي على معلومات علمية عن المرض وطرق الوقاية.
وأشار مدير صحة حلب، محمد وجيه جمعة، إلى أن التوعية تمثل الخطوة الأولى في مواجهة سرطان الثدي.
ونوه إلى أن المعرفة المبكرة بأعراض المرض وطرق الفحص تصنع فارقًا كبيرًا بين مواجهة المرض بسهولة أو صعوبة، وبين الخوف والأمل.
وأكد جمعة خلال كلمة ألقاها أمام وسائل الإعلام وحضرتها، أن مديرية الصحة تسعى لتوسيع نطاق الحملات لتشمل جميع أحياء المدينة والمناطق الريفية، لضمان وصول الرسالة إلى أكبر عدد من النساء.
وأشار إلى أن الدراسات المحلية والعالمية أكدت أن الكشف المبكر يزيد بشكل كبير فرص الشفاء، ويمنح المصابات فرصًا أكبر لتلقي العلاج الفعال قبل تفاقم المرض.
قالت الطبيبة بتول عثمان، المشاركة في الفعالية، إن أهمية التوعية بالكشف المبكر تنبع من أن نسبة الشفاء من الورم تكون مرتفعة جدًا في المراحل الأولى.
وأضافت، في حديث إلى، أن الكشف المبكر يعني إنقاذ حياة المرأة المصابة، وبالتالي حماية أسرتها وأولادها.
وعن أثر الحملات التوعوية، أشارت عثمان إلى أنها لا تقتصر على توعية النساء فقط، بل تشمل المجتمع الطبي وغير الطبي على حد سواء.
ووصفت الحملة بأنها كانت “قوية” لعدة أسباب، من أهمها اختيار المكان، إذ ساعد النساء اللواتي لم يشاهدن الإعلان على الإنترنت أو اللوحات، واللواتي يحضرن إلى الساحة بشكل طبيعي، على المشاركة بسهولة.
كما أن فكرة توزيع الهدايا تركت أثرًا أكبر في ذاكرة الحاضرات.
واعتبرت أن استخدام لغة بسيطة وقريبة من الناس أسهم في جعل المعلومات مفهومة للجميع، بعيدًا عن المصطلحات الطبية المعقدة.
الدعم النفسي جزء من العلاج
أشارت عثمان إلى أن الدعم النفسي جزء أساسي من العلاج، ويجب أن يتوجه ليس فقط للمريضة، بل أيضًا إلى أفراد أسرتها، لمساندتهم في مواجهة المرض.
ولفتت إلى أن كل امرأة يجب أن تضع صحتها على رأس الأولويات، مؤكدة ضرورة عدم التهاون في الكشف الدوري أو مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي عرض غير طبيعي.
واعتبرت أن الاهتمام المبكر هو أساس الوقاية والعلاج الفعال.
من جانبها، قالت نور عطار، إحدى المشاركات في الفعالية، ل، إن حضورها جاء بهدف واضح وهو معرفة طرق الحماية والكشف المبكر عن سرطان الثدي.
وأضافت أن الفعالية شكلت فرصة للاستفادة من المعلومات والإرشادات التي قدمها الكادر الطبي.
وأشارت إلى أن ما تلقته من شروحات جعلها أكثر وعيًا بصحتها، وأقدر على متابعة نفسها بشكل دوري والانتباه لأي تغير غير طبيعي.
وترى نور أن الحملات التوعوية من هذا النوع لا تقتصر على تقديم المعرفة الطبية فحسب، بل تزرع شعورًا بالمسؤولية تجاه النفس والأسرة، وتعيد للمرأة إدراك أهميتها وقدرتها على حماية نفسها.
ما “الشهر الوردي”؟
يطلق اسم “الشهر الوردي” على تشرين الأول من كل عام، وهو مخصص للتوعية بسرطان الثدي عبر حملات عالمية تهدف إلى زيادة الوعي حول الوقاية والكشف المبكر عن هذا المرض.
وبحسب منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، يعد سرطان الثدي السبب الرئيس للوفيات المرتبطة بالسرطان بين النساء على مستوى العالم، حيث تسجل حالة وفاة واحدة من كل ست وفيات بين الإناث.
وفي شرق المتوسط، أبلغ عن أكثر من 130,000 حالة جديدة في عام 2022، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى تعزيز الوعي واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وتشمل عوامل الخطر الرئيسة للإصابة بسرطان الثدي التقدم في السن والسمنة وقلة النشاط البدني واستهلاك الكحول والعلاجات الهرمونية بعد انقطاع الطمث.
وتلفت المنظمة إلى أنه رغم أن 5 إلى 10% فقط من سرطانات الثدي وراثية، فإن التاريخ العائلي يعد عاملًا محفزًا للنساء لاتخاذ خطوات استباقية للحد من احتمال الإصابة.
مطالبات بتفعيل المراكز الصحية في ريف حلب الجنوبي
مرتبط
المصدر: عنب بلدي
