قالت حركة “حماس”، السبت، إن الجيش الإسرائيلي يجري تغييرات على الخط الأصفر وخطوط الانسحاب المنصوص عليها في خرائط وقف إطلاق النار، ودعت الوسطاء إلى “التدخل العاجل” من أجل التصدي إلى “خروقات” إسرائيل ومحاولتها “تقويض” اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وذكرت الحركة، في بيان، أن الجيش الإسرائيلي يرتكب “خرقاً فاضحاً” للاتفاق من خلال “الاستمرار في إزالة الخط الأصفر والتقدم به يومياً باتجاه الغرب، وما يرافق ذلك من نزوح جماعي”، بالإضافة إلى “الغارات الجوية والقصف المدفعي على مناطق شرق القطاع”.

وأضافت أن “الخروقات الممنهجة” من الجانب الإسرائيلي أودت بحياة مئات الفلسطينيين “جرّاء الغارات وعمليات القتل المتواصلة تحت ذرائع مختلقة”، وأدت إلى “تغييرات في خطوط انسحاب جيش الاحتلال بما يخالف الخرائط التي جرى التوافق عليها”.

وقالت الحركة إنها تؤكد رفض محاولات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “فرض أمر واقع يتعارض مع ما جرى الاتفاق عليه”، ودعت الوسطاء إلى “التدخل العاجل والضغط لوقف هذه الخروقات فوراً”، وطالبت الإدارة الأميركية بـ”الوفاء بتعهداتها، وإلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته، والتصدي لمحاولاته الرامية إلى تقويض مسار وقف إطلاق النار في غزة”.

ووقعت إسرائيل و”حماس”، أكتوبر الماضي، اتفاقاً لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين الإسرائيليين وأسرى فلسطينيين، وانسحاب إسرائيل إلى خطوط مرتبطة بمراحل تطبيق خطة الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب.

والخط الأصفر، أول خط انسحاب للجيش الإسرائيلي من غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما يتيح لإسرائيل السيطرة على نحو 53% من أراضي القطاع.

وتنص المرحلة الثانية من الاتفاق على خط انسحاب ثانٍ باللون الأحمر مع نشر قوة استقرار دولية مؤقتة، وصولاً إلى خط انسحاب ثالث يحدد “منطقة أمنية عازلة”.

واعتمد مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء (مساء الاثنين بتوقيت نيويورك)، قراراً مقدماً من الولايات المتحدة يأذن بإنشاء “قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في غزة”، وهو القرار الذي رفضته حركة “حماس” معتبرة أنه “يفرض آلية وصاية دولية” على القطاع”.

وخفف إعلان وقف إطلاق النار من حدة الصراع، مما أتاح لمئات الآلاف من الفلسطينيين العودة إلى أنقاض منازلهم. وسحبت إسرائيل قواتها من مواقع في المدن، وسمحت بدخول المزيد من المساعدات.

وبموجب الاتفاق، أفرجت “حماس” عن جميع المحتجزين الأحياء العشرين، مقابل قرابة ألفي أسير فلسطيني لدى إسرائيل.

وقتل الجيش الإسرائيلي ما يزيد عن 312 فلسطينياً منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب وزارة الصحة في غزة، كما ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الجمعة، أن 67 طفلاً على الأقل لقوا حتفهم في وقائع مرتبطة بالصراع منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود، الجمعة، إن فرقها الطبية في غزة عالجت نساءً وأطفالاً فلسطينيين هذا الأسبوع من إصابات ناجمة عن غارات جوية وإطلاق نار من القوات الإسرائيلية، وذلك بعد مرور ما يقرب من ستة أسابيع على بدء وقف هش لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”.

شاركها.