“حماس” تتوقع بدء دخول المساعدات لغزة فوراً

توقعت حركة “حماس”، الخميس، بدء دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل فوري، والدعوة إلى وقف إطلاق نار دائم، وإجراء مفاوضات شاملة بشأن جميع القضايا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، بناءً على التفاهمات التي أجريت مع الولايات المتحدة، دون أن توضح طبيعة هذه التفاهمات.
وحذرت الحركة، في بيان عبر تطبيق “تليجرام”، من أن عدم تحقيق هذه الخطوات، لا سيما إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، من شأنه أن “يلقي بظلال سلبية على أي جهود لاستكمال المفاوضات بشأن تبادل الأسرى”.
وأشارت إلى أن إطلاقها سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي كان محتجزاً في غزة، جاء في إطار “مبادرة إيجابية” من الحركة بهدف التخفيف عن سكان غزة، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية.
وأطلقت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لـ”حماس”، سراح الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر، الاثنين الماضي، والذي يُعتقد أنه آخر محتجز أميركي على قيد الحياة لدى الحركة في غزة، وسلمته للجنة الدولية للصليب الأحمر في خان يونس، دون أي مراسم شعبية أو عسكرية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق، أنه تسلم عيدان ألكسندر من فريق للصليب الأحمر، وتم نقله إلى إسرائيل حيث التقى مع أفراد من عائلته.
وقالت “حماس” في بيان، إنها أفرجت عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكساندر “بعد الاتصالات مع الإدارة الأميركية، في إطار الجهود التي يبذلها الوسطاء لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة”.
وأوقفت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، منذ أوائل مارس الماضي، ما فاقم الظروف الإنسانية المروعة للفلسطينيين في القطاع.
خطة إسرائيل لتوزيع المساعدات
وتسعى إسرائيل إلى فرض سيطرة مشددة على توزيع المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة، وتقييد العملية بشدة، عبر خطة تقترح التنفيذ عبر “مراكز توزيع” بالتعاون مع شركات أمنية أميركية خاصة، في خطوة تعد شرطاً لرفع حصارها المستمر منذ شهرين على القطاع.
وقدّم مسؤولون عسكريون إسرائيليون، ما وصفوه بـ “مقترح غير قابل للتفاوض” إلى كبار ممثلي الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية في تل أبيب، الجمعة، فيما بدا أنه “محاولة لإقناع تلك الجهات”.
وبموجب الخطة، ستسمح إسرائيل بدخول نحو 60 شاحنة محملة بالمواد الغذائية الأساسية والمستلزمات المنزلية إلى غزة يومياً، وهو ما يمثل عُشر الكمية التي كانت تدخل القطاع خلال فترة وقف إطلاق النار التي استمرت 6 أسابيع، وانتهت في أوائل مارس الماضي.
وستقتصر الخطة في البداية على توزيع المساعدات في 6 مراكز في جنوب القطاع المكتظ بالسكان، والذي دمره القصف الإسرائيلي خلال أكثر من 18 شهراً من الحرب، وفي حال نجاح هذا النموذج، فقد يتم توسيعه ليشمل شمال ووسط غزة.
وسيخدم كل مركز ما بين 5-6 آلاف أسرة، وسيتسلم ممثلو هذه الأسر طرداً يزن 44 رطلاً (حوالي 20 كيلوجراماً) من المواد الغذائية ومستلزمات النظافة كل أسبوعين، بحسب أحد العاملين في منظمات الإغاثة الدولية، فيما أفاد شخص آخر مطلع على الخطة بأنه سيتم تسليم المساعدات أسبوعياً، وسيتم استخدام تقنية التعرف على الوجوه لتحديد هوية المستفيدين، بينما سيستمر توزيع الوقود والمياه وفق النظام السابق.
ونددت الأمم المتحدة وجميع المنظمات الإنسانية الأخرى العاملة في قطاع غزة بالخطة الإسرائيلية، واعتبروها “جزءاً من استراتيجية عسكرية”.
وتطالب هذه الجهات بأن يُستأنف إيصال المساعدات، ويستمر عبر القنوات الإنسانية المعتمدة حالياً، دون استحداث آليات جديدة مرتبطة بالعمليات العسكرية.