أكد خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، رفض الحركة لكل أشكال الوصاية والانتداب على الشعب الفلسطيني، مشددًا على توافق الحركة مع الفصائل الفلسطينية بشأن القضايا الواردة في رؤية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لوقف الحرب.
وأوضح الحية، خلال كلمته بمناسبة الذكرى الـ38 لانطلاقة الحركة، أن مهمة القوات الدولية يجب أن تقتصر على حفظ وقف إطلاق النار والفصل بين الجانبين عند حدود قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، دون التدخل في الشؤون الداخلية للقطاع، بينما يقتصر دور مجلس السلام على رعاية تنفيذ الاتفاق والإشراف على إعادة الإعمار وتمويل المشاريع الإنسانية.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني يمر بمرحلة صعبة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر وحرب الإبادة الجماعية في غزة، التي أودت بحياة أكثر من 70 ألف فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، مستذكرًا القائد رائد سعد أبو معاذ وإخوانه. كما تناول الحية معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 من حواجز الاحتلال واعتداءات المستوطنين ومصادرة الأراضي وهدم المنازل، بالإضافة إلى تهويد وتقسيم المسجد الأقصى.
ولفت إلى معاناة الفلسطينيين في مخيمات الشتات، مستذكرًا مجزرة ملعب مخيم عين الحلوة في لبنان التي أدت إلى استشهاد 13 فتى فلسطينيًا، مؤكدًا أن المقاومة لا تزال حية وراسخة، وأن تحرير فلسطين ممكن من خلال التوكل على الله والعمل الموحد والتخطيط الدقيق.
إنجازات المقاومة:
وأشار الحية إلى عدد من الإنجازات الاستراتيجية للمقاومة:
- كسر أسطورة الردع الإسرائيلي والتفوق الأمني، كما ظهر في هجوم 7 أكتوبر.
- عزل إسرائيل دوليًا وكشف جرائمها أمام العالم.
- انهيار الرواية الصهيونية المسيطرة وتغير المزاج الشعبي تجاهها.
- تراجع مشروع التطبيع وتعقيد أهداف الاحتلال الإقليمية.
- استعادة المكانة الطبيعية للقضية الفلسطينية.
- صعود مشروع المقاومة كأمل للتحرير والعودة.
- سقوط “الحدود الآمنة” للكيان الإسرائيلي وتعرضه للرد من عدة جبهات.
- زعزعة الثقة بالقيادة الصهيونية وبدء نقاش حول مستقبل الكيان.
أولويات المرحلة المقبلة:
حدد الحية عدة أولويات للعمل خلال المرحلة المقبلة:
- متابعة خطوات وقف الحرب واستكمال المرحلة الأولى من الاتفاق، بما في ذلك إدخال المساعدات، وتأهيل المستشفيات والبنية التحتية، وفتح معبر رفح، والاستعداد للمرحلة الثانية لتحقيق الانسحاب الكامل للاحتلال وبدء الإعمار، مع تشكيل لجنة فلسطينية مستقلة لإدارة القطاع.
- تعزيز جهود الإغاثة لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، خاصة في ظل آثار الحصار ودمار المنازل وقسوة الشتاء.
- دعم الوحدة الوطنية الفلسطينية والعمل مع الفصائل لإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتفعيل برنامج الصمود والمقاومة، واستعادة الحياة السياسية عبر الانتخابات.
- توسيع التأييد الإقليمي والدولي للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
- تفعيل الإعلام على كافة المستويات لفضح جرائم الاحتلال.
- ملاحقة الاحتلال قانونيًا، وعزله سياسيًا، ومحاكمة قادته أمام المحاكم الدولية لارتكابهم جرائم حرب.
- اعتبار قضية الأسرى أولوية قصوى والعمل على تحسين ظروفهم الإنسانية وصولًا لتحريرهم الكامل.
- تعزيز وحدة الأمة وإنهاء الانقسامات لمواجهة السياسات التوسعية والعدوانية للعدو الصهيوني.
واختتم الحية كلمته مؤكدًا أن المقاومة الفلسطينية وشعبها مستمران في الدفاع عن الأرض وحقوقهم المشروعة، وماضون نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
