قالت حركة “حماس”، الأحد، إنها وثقت عشرات الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، منذ توقيعه، مؤكدة التزامها الكامل بتنفيذ جميع بنوده “نصاً وروحاً”، وطالبت الوسطاء بالتدخل لوقف عمليات إسرائيل في القطاع.
وأوضحت الحركة في بيان، أن إسرائيل ارتكبت منذ اليوم الأول لسريان وقف إطلاق النار “جرائم مروعة بحق المدنيين”، مشيرة إلى مقتل 46 فلسطينياً، وإصابة 132، نصفهم من النساء، والأطفال وكبار السن، منذ توقيع الاتفاق.
وأضافت أن “هذه العمليات تمثل محاولة متعمدة لإفشال الاتفاق، وتقويض الاستقرار الإنساني في القطاع”.
وذكرت “حماس” أن إسرائيل خرقت أيضاً البنود الأمنية من خلال “تجاوز حدود الخط الأصفر” المنصوص عليه في الاتفاق، ومنعت المدنيين من العودة إلى منازلهم عبر القصف المدفعي والطائرات المُسيرة.
كما اتهمت “حماس” إسرائيل بمنع دخول العديد من الأصناف الغذائية الأساسية، وتقليص كميات الوقود والغاز إلى أقل من 10% مما تم الاتفاق عليه.
“انتهاكات إسرائيل”
وأشارت الحركة إلى أن إسرائيل تعرقل إعادة إعمار البنية التحتية، وتمنع إدخال المعدات الطبية وسيارات الإسعاف ومواد البناء، إضافة إلى تأخير الإفراج عن المعتقلين، وممارسة “التنكيل والتعذيب” بحقهم.
كما كشفت عن تسلم جثامين 150 فلسطينياً، بعضهم مقيد اليدين، وآخرون ظهرت عليهم آثار “الشنق أو السحق”، معتبرة ذلك “جريمة حرب تستوجب المحاسبة الدولية”.
وحمّلت “حماس” إسرائيل “المسؤولية الكاملة عن أي تدهور أو انهيار للاتفاق”، ودعت الوسطاء إلى إلزامها باحترام التفاهمات الموقعة.
وفي وقت سابق الأحد، زعم الجيش الإسرائيلي أن حركة “حماس” هاجمت قواته في مدينة رفح، قبل أن يشن قصفاً جوياً ومدفعياً على المنطقة، فيما أكدت كتائب القسام (الذراع العسكري للحركة)، التزامها الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه مع إسرائيل، وقالت إنه “لا علم لها بأية أحداث أو اشتباكات تجري في رفح”.
“اتهامات لحركة حماس”
وكانت وزارة الخارجية الأميركية، قد اتهمت حركة “حماس”، السبت، بتبييت نوايا لخرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ولكنها أشارت إلى أن الخرق المتوقع، وفق بيانها، موجه ضد سكان مدنيين في القطاع الفلسطيني، دون توضيح سياق الاتهام.
وأضافت الوزارة الأميركية، في بيانها، أنها “أبلغت الدول الضامنة لاتفاق غزة بتقارير موثوقة تشير إلى انتهاك وشيك للهدنة من قبل حركة حماس ضد سكان غزة”.
وتابعت: “يُعد هذا الهجوم المخطط له ضد المدنيين الفلسطينيين انتهاكاً مباشراً وخطيراً لاتفاق وقف إطلاق النار، ويقوّض التقدم الكبير الذي تحقق عبر جهود الوساطة”، مطالبةً الدول الضامنة بإلزام حركة حماس بالوفاء بشروط الهدنة”، بحسب البيان الأميركي.
وحذّرت وزارة الخارجية الأميركية من أنه “في حال مضت حماس في تنفيذ هذا الهجوم، ستُتخذ إجراءات لحماية سكان غزة، والحفاظ على سلامة اتفاق وقف إطلاق النار”.
وأشارت الوزارة، في بيانها، إلى أن “الولايات المتحدة والدول الضامنة الأخرى، تؤكد التزامها الراسخ بضمان سلامة المدنيين، والحفاظ على الهدوء على الأرض، وتعزيز السلام والازدهار لشعب غزة والمنطقة بأسرها”.
وتصاعدت الاشتباكات خلال الأيام الماضية، بين حركة “حماس” ومجموعات مسلحة في قطاع غزة اتهمتها الحركة بأنها “تتعامل مع إسرائيل”، وتخرق النظام العام، فيما أدانت الرئاسة الفلسطينية، من جانبها، ما وصفتها بأنها “إعدامات ميدانية” خارج القانون.