“حماس” تطلق سراح الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر

أطلقت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لـ”حماس”، سراح الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر، الاثنين، والذي يُعتقد أنه آخر محتجز أميركي على قيد الحياة لدى الحركة في غزة، وسلمته للجنة الدولية للصليب الأحمر في خان يونس، دون أي مراسم شعبية أو عسكرية.
وقالت “حماس” في بيان، إنها أفرجت عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكساندر “بعد الاتصالات مع الإدارة الأميركية، في إطار الجهود التي يبذلها الوسطاء لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة”.
وأضافت أن “هذه الخطوة تأتي بعد اتصالات مهمة أبدت فيها حركة حماس إيجابية ومرونة عالية”.
وذكرت الحركة أن “المفاوضات الجادة والمسؤولة تحقق نتائج في الإفراج عن الأسرى.. وأما مواصلة العدوان فإنه يطيل معاناتهم وقد يقتلهم”.
وأكدت “حماس” أنها جاهزة لـ”الشروع فوراً في مفاوضات للوصول إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بشكل مستدام، وانسحاب جيش الاحتلال، وإنهاء الحصار، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار قطاع غزَّة”.
وحضت الحركة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على “مواصلة جهودها لإنهاء هذه الحرب الوحشية التي يشنّها مجرم الحرب نتنياهو على الأطفال والنساء والمدنيين العزّل في قطاع غزة”، بحسب ما جاء في البيان.
وأوقفت إسرائيل عملياتها العسكرية على غزة، خلال فترة تسليم “حماس” للمحتجز عيدان ألكسندر إلى لجنة الصليب الأحمر.
ووصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في وقت سابق، إلى قاعدة رعيم برفقة جال هيرش، مسؤول ملف الأسرى والمختطفين في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أجل استقبال عيدان ألكسندر.
وأثنى ترمب خلال مؤتمر صحافي، الاثنين، على جهود مبعوثه ستيف ويتكوف، واصفاً إياه بأنه “صانع صفقات جيد”، ورجل متعدد المواهب.
وقال ترمب: “يسرني أن أعلن أن عيدان ألكسندر، المواطن الأميركي الذي ظن كثيرون حتى وقت قريب أنه ميت، سيُطلق سراحه خلال ساعتين تقريباً، وسيُطلق سراحه أمام عيني ستيف ويتكوف، الذي قام بعمل رائع”.
وربما يمهد هذا الإفراج، الذي جاء بعد محادثات رباعية بين “حماس” والولايات المتحدة ومصر وقطر، الطريق لإطلاق سراح بقية المحتجزين في غزة وعددهم 59، بعد 19 شهراً من هجوم السابع من أكتوبر 2023.
نتنياهو: المفاوضات تحت النيران
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنه وافق فقط على إتاحة مرور آمن لألكسندر، وإن قواتها ستواصل الاستعدادات التي جرى الإعلان عنها في الآونة الأخيرة لتكثيف العمليات العسكرية في القطاع.
وأضاف مكتبه: “إسرائيل ليست ملتزمة بأي وقف لإطلاق النار”، زاعماً أن “الضغط العسكري أجبر حماس على إطلاق سراح عيدان ألكسندر، وستستمر المفاوضات تحت النيران، في ظل الاستعدادات لتصعيد القتال”.
وذكرت السلطات الصحية في غزة، أن الطائرات الإسرائيلية واصلت قصف غزة قبل الإفراج المرتقب، وقتلت 15 شخصاً على الأقل كانوا يحتمون في مدرسة تؤوي عائلات نازحة في جباليا شمال القطاع.
وأعلنت “حماس”، الأحد، أنها أجرت محادثات مع الولايات المتحدة، ووافقت على إطلاق سراح ألكسندر، في خطوة وصفتها مصر وقطر بأنها مشجعة للعودة إلى محادثات وقف إطلاق النار في القطاع الذي دمرته الحرب.
وفي بيان، قدمت عائلة ألكسندر الشكر لترمب وويتكوف، وعبّرت عن أملها في أن يمهد القرار الطريق لإطلاق سراح المحتجزين الآخرين، الذين يُعتقد أن 21 منهم فقط على قيد الحياة.
وأضافت: “نطالب الحكومة الإسرائيلية وفرق التفاوض: رجاء لا تتوقفوا”.
وقالت إيناف زانجوكر، الذي يعد ابنها ماتان من بين 21 محتجز لا يزال يُعتقد أنهم على قيد الحياة، إن نتنياهو يختار بقاءه السياسي على إنهاء الحرب.
وفي بيان قرأته مع عائلات محتجزين آخرين، قالت لترمب، إن “الشعب الإسرائيلي يدعمكم. أنهوا هذه الحرب. أحضروهم جميعاً إلى المنزل”.
وذكر السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، أنه بينما يريد ترمب إطلاق سراح جميع المحتجزين، فإن “مسؤوليته الأساسية” كرئيس هي ضمان إطلاق سراح الأميركيين.
ويواجه نتنياهو، الذي من المقرر أن يدلي بشهادته، الاثنين، في أحدث جلسة من محاكمته بتهم فساد، ضغوطاً شديدة أيضاً من المتشددين في حكومته لعدم إنهاء الحرب.