قالت حركة “حماس”، الخميس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض التوصل إلى “صفقة تبادل شاملة” تتضمن الإفراج عن جميع المحتجزين “دفعةً واحدة”، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها تواصل تعاملها “الإيجابي والمسؤول” في المفاوضات، للتوصل إلى اتفاق يُفضي إلى وقف الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وتدفق المساعدات “دون عوائق”.

وأضافت الحركة في بيان، أن تصريحات نتنياهو “التي أبلغ فيها عائلات الأسرى بعدم إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة، تؤكد النوايا الخبيثة والسيئة”.

وأشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “وضع عراقيل أمام التوصل إلى اتفاق يُفضي إلى إطلاق سراح الأسرى، ووقف العدوان على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة”.

ولفتت الحركة إلى أنها عرضت في وقت سابق “التوصل إلى صفقة تبادل شاملة، يتم خلالها الإفراج عن جميع الأسرى دفعةً واحدة، مقابل اتفاق يُحقق وقفاً دائماً للعدوان، وانسحاباً شاملاً لجيش الاحتلال، وتدفقاً حراً للمساعدات”.

وأردفت: “لكن نتنياهو رفض هذا العرض في حينه، وما يزال يراوغ ويضع المزيد من العراقيل”، مؤكدةً على أنها “تواصل تعاملها الإيجابي والمسؤول في المفاوضات، للتوصل إلى اتفاق يُفضي إلى وقف العدوان، وانسحاب جيش الاحتلال، وتدفق المساعدات دون عوائق، حتى يتمكن شعبنا من إعادة الإعمار والحياة بكرامة، مقابل إطلاق سراح أسرى متبادل”.

وقف حرب غزة

وفي وقت سابق الأربعاء، أعرب نتنياهو، عن استعداد إسرائيل للدخول في مفاوضات تهدف للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وذلك فور بدء سريان الهدنة المحتملة التي ستستمر 60 يوماً، مشدداً على أن أي اتفاق نهائي يجب أن يحقق “الحد الأدنى من الشروط الإسرائيلية”، وعلى رأسها نزع سلاح حركة “حماس”، وإنهاء سيطرتها العسكرية في القطاع.

وقال نتنياهو في اليوم الأخير من زيارته إلى واشنطن عبر كلمة مصورة، إنه اتفق مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على “قضايا تتعلق بغزة، وبالمنطقة، وحتى على قضايا أبعد من المنطقة”.

وأشار إلى لقاءه، الأربعاء، عائلات المحتجزين في غزة، وقال: “نحن مصممون على استعادة الجميع، قلت لهم ذلك، وأوضحت أننا نحاول الآن التوصل إلى اتفاق يشمل إطلاق سراح نصف المحتجزين، الأحياء والموتى، مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 60 يوماً”.

شروط أساسية

ولفت رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى أنه “مع بدء الهدنة، سندخل في مفاوضات لوقف دائم لإطلاق النار، أي وقف دائم للحرب. ولتحقيق ذلك، يجب أن يتم وفق الحد الأدنى من الشروط التي وضعناها”.

وذكر أن “الشروط الأساسية” تتمثل في أن “تُسلم حماس سلاحها، وأن تكون غزة منزوعة السلاح، وألا تبقى لدى الحركة أي قدرات عسكرية أو أي قدرة على الحكم”.

وأضاف: “إذا كان بالإمكان تحقيق ذلك من خلال التفاوض، فهذا جيد. وإذا لم يتحقق خلال 60 يوماً من المفاوضات، فسنحققه بوسائل أخرى، عبر استخدام القوة”.

وعن إمكانية إطلاق سراح جميع المحتجزين دفعة واحدة، قال نتنياهو، إن القرار “ليس دائماً بأيدينا، وسنبذل كل ما في وسعنا”.

اجتماع عائلات المحتجزين

وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تجري فيه إسرائيل وحركة “حماس” محادثات مع وسطاء في قطر بشأن مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، وإطلاق سراح المحتجزين بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب.

وأفاد صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، نقلاً عن مصدر حضر الاجتماع في واشنطن، بأن نتنياهو أبلغ عائلات المحتجزين، مساء الأربعاء، أن حركة “حماس” هي من ستحدد أسماء المحتجزين الذين سيتم الإفراج عنهم خلال الهدنة.

وذكر المصدر أن “نتنياهو أبلغ العائلات بأن إسرائيل تعتبر جميع المحتجزين حالات إنسانية”، ما يعني أنه لن يتم تفضيل بعضهم على الآخرين، نظراً لسوء أوضاعهم جميعاً دون استثناء.

لكن مصدران قالا لصحيفة “هآرتس”، إن مكتب نتنياهو يتلقى تقارير استخباراتية بشأن أوضاع المحتجزين، وإن القيادة السياسية الإسرائيلية هي من ستتخذ القرار بشأن ترتيب عملية الإفراج عنهم.

وخلال الاجتماع، قال نتنياهو لعائلات المحتجزين، إنه بمجرد دخول الهدنة المحتملة حيز التنفيذ، فإن إسرائيل ستبدأ فوراً مفاوضات حول شروط وقف دائم لإطلاق النار، وهو ما رفضه نتنياهو خلال الاتفاق السابق، والذي انهار في مارس الماضي.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن نتنياهو قوله: “من لحظة الإفراج عن أول 8 محتجزين أحياء وحتى الإفراج عن آخر 2 منهم، سنعمل على إنهاء الحرب بأكملها”.

ومع ذلك، شدد المصدر الذي حضر الاجتماع لـ”تايمز أوف إسرائيل”، على أن “نتنياهو أصر على عدم التنازل عن مطالبه بأن تستسلم حماس، وتتخلى عن سلاحها، ويذهب قادتها إلى المنفى”، وهي شروط ترفضها الحركة الفلسطينية منذ فترة طويلة.

وفي حين عبّرت عائلات المحتجزين عن معارضتها للاتفاق الجزئي، والذي سيؤدي إلى الإفراج عن نحو نصف المحتجزين فقط، أكد نتنياهو، أنه “لا يرى إمكانية للتوصل إلى اتفاق شامل في الوقت الحالي”، بحسب المصدر.

ونقلت القناة 12 عن نتنياهو قوله للعائلات: “هناك أمور لا يمكنني الحديث عنها معكم. هناك أشياء تُنفذ بهدوء، ولن أشارككم بها لأنها يجب أن تبقى سرية. نحن على الطريق الصحيح، الأمور تتقدم، وستستغرق وقتاً إضافياً، لذا تحلوا بالصبر”.

تفاؤل أميركي

من جهته، أشار مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة “رويترز”، الأربعاء، إلى إنه “من غير المرجح التوصل إلى اتفاق قبل أسبوع أو أسبوعين”، بينما قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الخميس، إنه متفائل بإمكانية التوصل إلى اتفاق.

وقال روبيو للصحافيين في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” في ماليزيا: “أعتقد أننا اقتربنا، وربما أقرب مما كنا عليه منذ فترة طويلة”.

من جهته، قال مسؤول فلسطيني لـ”رويترز”، إن “المحادثات الجارية في قطر في أزمة، وإن الأمور محل الخلافات الأساسية، بما في ذلك ما إذا كانت إسرائيل ستستمر في احتلال أجزاء من قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، لم تحل بعد”.

وكانت “حماس” أعلنت، الأربعاء، الموافقة على إطلاق سراح 10 محتجزين وذلك في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرةً في الوقت نفسه، أن مسألة تدفق المساعدات، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار “نقاط جوهرية” لا تزال قيد التفاوض.

وفشلت عدة جولات من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل و”حماس” في تحقيق أي تقدم يُذكر منذ استئناف الجيش الإسرائيلي للعمليات العسكرية في مارس الماضي عقب هدنة سابقة.

شاركها.