رحبت حركة “حماس”، الأحد، باستمرار الجهود القطرية والمصرية الهادفة إلى التوصّل لإنهاء الحرب التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأكّدت الحركة، في بيان عبر تليجرام، استعدادها للشروع الفوري في جولة مفاوضات غير مباشرة، للوصول إلى اتفاق بشأن نقاط الخلاف، بما يؤمّن إغاثة الفلسطينيين، وإنهاء المأساة الإنسانية، وصولاً إلى وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار، وانسحابٍ كاملٍ للقوات الإسرائيلية.

كانت حركة “حماس”، أعلنت السبت، تسليم ردها إلى الوسطاء على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الأخير، “بما يحقّق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً شاملاً (للجيش الإسرائيلي) من قطاع غزة، وضمان تدفّق المساعدات” إلى الفلسطينيين.

وأضافت الحركة أنه في إطار هذا الاتفاق سيتمّ إطلاق سراح 10 من المحتجزين الإسرائيليين الأحياء، إضافة إلى تسليم 18 جثماناً، مقابل عدد يُتّفق عليه من الأسرى الفلسطينيين.

وذكرت الحركة أن تسليم ردها على المقترح الأميركي جاء “بعد إجراء جولة مشاورات وطنية”، وانطلاقاً مما اعتبرته “مسؤوليتها” تجاه الشعب الفلسطيني و”معاناته”.

وقالت مصادر في “حماس” مطلعة على سير المفاوضات، لـ”الشرق”، إن رد الحركة على مقترح ويتكوف، “حمل موافقة ضمنية عليه، ومطالبات للجانب الأميركي بضمانات إضافية”، فيما أعلن ويتكوف لاحقاً أن هذا الرد “غير مقبول”.

وأضافت المصادر، أن الرد تضمن “انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجياً وصولاً إلى الانسحاب الكامل” من قطاع غزة، مشيرة إلى اقتراح الحركة جدولاً زمنياً لتبادل الأسرى “هدفه ضمان التزام إسرائيل بوقف النار”.

وجاء الجدول الزمني المقترح لتسليم المحتجزين الإسرائيليين على ثلاث دفعات كالتالي: 4 في اليوم الأول للهدنة (ومدتها 8 أسابيع تمتد إلى 10 أسابيع)، و2 في اليوم الثلاثين، و4 في اليوم الستين.

رد غير مقبول

في المقابل، رد ويتكوف، عبر منصة “إكس”، قائلاً إن “رد (حماس) على المقترح الأميركي غير مقبول على الإطلاق ويعيدنا إلى الوراء، وعلى الحركة أن تقبل المقترح الإطاري الذي تم طرحه كأساس للمحادثات غير المباشرة، لبداية المفاوضات على الفور الأسبوع المقبل”.

وأضاف أن “هذه الطريقة الوحيدة للحصول على وقف لإطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً، وعودة نصف المحتجزين (الإسرائيليين) الأحياء ونصف الجثامين إلى ديارهم وعائلاتهم، بالإضافة إلى إجراء المحادثات غير المباشرة بحسن نية لمحاولة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار”.

تواصل جهود الوسطاء

في وقت سابق الأحد، أعلنت مصر وقطر، مواصلة جهودهما المكثفة لتقريب وجهات النظر، والعمل على تذليل النقاط الخلافية، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ارتكازاً على المقترح الجديد الذي طرحه ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بما يتيح استئناف المفاوضات غير المباشرة.

وأكدت القاهرة والدوحة، في بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية المصرية على حسابها بفيسبوك، عزمهما “تكثيف الجهود لتذليل العقبات التي تشهدها المفاوضات” بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

ودعت الدولتان، كافة الأطراف إلى ضرورة التحلي بالمسؤولية ودعم جهود الوسطاءء لإنهاء الأزمة بقطاع غزة، بما يعيد الاستقرار والهدوء للمنطقة، وأعربتا عن تطلعهما لسرعة التوصل إلى هدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً تؤدي إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بقطاع غزة، بما يسمح بـ”إنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة بالقطاع”.

شاركها.