تسلمت دائرة المسالخ في الإدارة العامة للتجارة الداخلية في وزارة الاقتصاد والصناعة 85 مسلخًا للحوم من البلديات بقرار الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء، بنقل تبعيتها.
وتفاوتت حالة المسالخ من ناحية حالة الإعمار، ومخلفات العمليات العسكرية، مما جعلها أولوية لدى الوزارة لإعادة تأهيلها بما يحقق الشروط الفنية والمواصفات القياسية.
وكانت الإدارة العامة للتجارة الداخلية وحماية المستهلك، أعلنت عن خطة عمل مكثفة لإعادة تأهيل المسالخ التابعة لها في مختلف المحافظات، وصنفت وضع المسالخ الحالي إلى ثلاثة أقسام:
- مسالخ عاملة بحالة فنية متردية: تعمل حاليًا ولكنها غير مطابقة للمواصفات وتخضع للرقابة الدورية ريثما يتم تأهيلها.
- مسالخ متوقفة يجري تأهيلها: يتم العمل على تطويرها وفقًا لشروط فنية وصحية دقيقة لضمان عودتها للخدمة.
- مسالخ مدمرة بالكامل: تعمل الإدارة على إعادة بنائها من جديد بعد أن دمرت بالكامل.
وضمنت الوزارة في إعلانها إحصائية حول عدد مسالخ اللحوم وتوزعها في المحافظات السورية:
دمشق 2، حمص 10، إدلب 12، ريف دمشق 14، حلب 11، حماة 6، اللاذقية 4، طرطوس 5، القنيطرة 15، دير الزور 7، درعا 11.
الحالة الفنية للمسالخ
رئيس دائرة المسالخ في مديرية حماية المستهلك والسلامة الغذائية، خالد الحسين، كشف أنه يتم حاليًا ترميم 40 مسلخًا، مع وجود خطة لاستكمال ترميم بقية المسالخ بالتنسيق بين الإدارة ووزارة المالية لتأمين الاعتمادات اللازمة.
وبين أن الأضرار التي وجدت في المسالخ، كانت معظمها إنشائية ناجمة عن الأعمال العسكرية أو عن عمليات نهب في بعض المناطق، إضافة إلى مشكلات كبيرة في الصرف الصحي، لافتًا أن جزءًا من المسالخ كان متصلًا بخطوط صرف صحي متضررة، وجزءًا آخر لم يكن موصولًا أصلًا وتم ربطه بخطوط بديلة متهالكة أو مهدمة، لذلك جرى التركيز في الترميم على هذه النقاط باعتبارها الأكثر خطورة ووضوحًا، كما تم فك اختناقات بعض المصارف واستبدال أخرى بالكامل، والعمل يتوسع يوميًا ليشمل مسالخ إضافية.
وأوضح أن المصارف الصحية داخل المسالخ هي جزء أساسي من الخدمة، إذ يتم عبرها تصريف مخلفات الذبح، وإذا لم يكن هناك نظام صرف صحي سليم فإن ذلك قد يؤدي إلى تلوث بيئي كبير، لافتًا إلى أنه قبل بدء أعمال الترميم، كانت المخلفات تتصرف بشكل جزئي وبطريقة “سيئة جدًا” نتيجة الانسدادات، وتسببت بروائح وانتشار الحشرات وتجمعات مائية ملوثة حول المسالخ، وكانت هذه الأوضاع لا تتوافق مع الشروط الصحية، إلا أن العاملين كانوا مضطرين إلى الاستمرار بالعمل بسبب غياب المعالجة سابقًا.
وقاية صحية وليس استثمارًا
بيّن الحسين أن الهدف من المسالخ، هو إخضاع اللحوم للرقابة الصحية قبل وصولها إلى المستهلك، بوصف ذلك جزءًا من مهمة حماية المستهلك وسلامة الغذاء، إذ يتم ذبح عشرات الذبائح يوميًا تعود لجزارين مختلفين، وليس لتاجر واحد، موضحًا أن الجزار يأتي بالماشية حسب حاجته، وتسلّم للمسلخ ليقوم الطبيب البيطري بفحصها قبل الذبح، وفي حال وجود أمراض يتم رفضها. وبعد الذبح يجري فحص اللحوم مجددًا، فإذا كانت هناك إصابات يتم إتلاف الجزء المصاب أو كامل الذبيحة إن لزم، وفي حال كانت سليمة يتم تسليمها للجزار بعد ختمها أصولًا.
وتعد المسالخ مرافق خدمية أكثر ما هي منشآت استثمارية، خاصة أنه لم يعد هناك صالات بيع لحوم تابعة للدولة، ولا تقوم الوزارة حاليًا ببيع اللحوم.
وبيّن الحسين أن المسالخ تستقبل الذبائح من الجزارين والفعاليات التجارية، مقابل رسوم بسيطة لقاء الخدمة، إذ حدد رسم الذبح بـ8 آلاف ليرة للحيوانات الصغيرة كالأغنام والماعز، و25 ألفًا للحيوانات الكبيرة مثل الأبقار والعجول والجواميس.
كما أن هناك دوريات رقابة تموينية تعمل في الأسواق لتوعية الجزارين والمستهلكين بأهمية سلامة اللحوم، وأن الذبح خارج المسالخ، كان يتم سابقًا ضمن تجاوزات ما زال بعضها قائمًا في المناطق التي لا تزال مسالخها خارج الخدمة، منوهًا أنه بعد انتهاء أعمال الترميم سيتم إلزام جميع الفعاليات بالذبح داخل المسالخ.
تحسن في الجودة
خلال جولة أجرتها في سوق اللحوم بمنطقة “باب سريجة” وسط دمشق، قال أصحاب المحال الذين التقتهم، إن هناك تحسنًا ملحوظًا من ناحية مستوى النظافة والتنظيم واهتمام عمال المسالخ، مقارنة بالماضي.
وأكدوا أن خطة ترميم المسالخ التي أطلقتها التجارة الداخلية، سيكون له أثر إيجابي من شأنه تخفيف الضغط على المسالخ التي كانت تخدم مناطق واسعة، إذ يتم الاعتماد حاليًا فقط على مسلخ “الزبلطاني”، مع فترات انتظار تتراوح بين نصف ساعة وساعة بحسب حجم الطلب، معتبرين أن توزيع الضغط على عدة مسالخ، سيجعل الخدمة أكثر انسيابية ويضمن استمرارية العمل بشكل أفضل بعد انتهاء عملية التأهيل.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي
