وطن في مشهد لا يُصدق، احتضنت سيدة ليبية ابنتها المفقودة منذ 44 عامًا بعد أن جمعت بينهما الصدفة والبث المباشر على “تيك توك”. القصة التي بدأت في بنغازي عام 1981، كانت بداية مأساوية لطفلة سُلبت من أمها عقب الولادة، حيث أُبلغت العائلة بوفاة المولودة، دون تسليم الجثمان أو إصدار شهادة وفاة.

لكن الحقيقة كانت أكثر تعقيدًا، إذ وُجدت الطفلة لاحقًا ملقاة أمام مسجد، ثم نُقلت إلى دار الأيتام، وأُطلق عليها اسم “فردوس عبد الله”، قبل أن تتبناها عائلة أخرى وتُسميها “حنان”. كبرت حنان وهي تجهل أصولها، وفقدت والديها بالتبني لاحقًا، ثم انتقلت إلى مصر لمحاولة بناء حياة جديدة دون أن تدري أن فصلًا غير متوقع ينتظرها.

التحوّل الدراماتيكي جاء خلال بث مباشر على “تيك توك” في مايو 2025، حين تحدّث شاب ليبي يُدعى “عمر موسى” عن والدته التي تبحث عن طفلتها المفقودة منذ أربعة عقود. تفاصيل القصة التي رواها عمر تطابقت بشكل مدهش مع حياة “حنان”، فتم إجراء فحص للحمض النووي، وجاءت النتيجة صادمة: حنان هي حنان المقوب، الابنة الضائعة لعائلة ليبية لم تيأس من البحث عنها.

في 29 مايو، شهد مطار القاهرة الدولي لحظة تاريخية ومؤثرة، حيث احتضنت الأم ابنتها وسط دموع الفرح، معلنة نهاية رحلة مؤلمة من الغياب والبحث. استعادت حنان اسمها الحقيقي، وأكدت أن من حق كل إنسان أن يعرف أصله وهويته.

هذه القصة لا تُعد فقط لحظة لمّ شمل إنساني، بل تفضح أيضًا ثغرات كارثية في نظام تسجيل المواليد والتبني في ليبيا، وتطرح تساؤلات مقلقة: كم من الأطفال تم تغييبهم بهذه الطريقة؟ وكم من العائلات تنتظر معجزة مشابهة؟

معجزة الزلزال.. رضيع خرج حيا بعد 5 أيام وكان بمفرده فكيف تغذى؟ (فيديو)

شاركها.