دير الزور – عبادة الشيخ
اشتكى أشخاص في دير الزور شرقي سوريا من انتهاكات يرتكبها عناصر من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، تشمل عمليات سلب ونهب على الحواجز والدوريات “الطيّارة”، ما خلق حالة خوف وانعدام أمان في المنطقة.
من خلال هذه العمليات، يصادر العناصر ممتلكات شخصية وأموالًا دون أي مبرر قانوني في بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي، ومنها ما رصده مراسل في حاجز “الصنور” بالبلدة نفسها.
أهالٍ من بلدة أبو حمام التقت بهم قالوا، إن دوريات وحواجز “قسد” الليلية تستهدف المارة بشكل خاص، مستغلة الظلام لارتكاب تجاوزاتها، وتتضمن هذه التجاوزات مصادرة الدراجات النارية، والهواتف المحمولة، والمبالغ التي بحوزة المواطنين.
وعند سؤال أحد المتضررين عن سبب المصادرة، فإن عناصر “قسد” يطلبون مراجعة حاجز “الصنور” لاستعادة ممتلكاتهم، وهو ما يتبين لاحقًا أنه مجرد وسيلة للتملص من المسؤولية، حيث يواجه المتضررون صعوبة بالغة، إن لم تكن استحالة، في استعادة كل شيء تمت مصادرته منهم.
حوادث متكررة
تكررت هذه الحوادث بشكل ملحوظ في الأسبوعين الماضيين، حيث سُجلت عدة حالات مماثلة في حي العكادة ببلدة أبو حمام وعلى طريق “الشركة” في البلدة نفسها.
غانم، فضل عدم ذكر اسمه كاملًا لمخاوف أمنية، تعرض لعملية سلب طالت ممتلكاته (هاتف محمول ومسدس ولابتوب)، ومبلغ 6000 دولار أمريكي كان بحوزته، من قبل أحد الحواجز “الطيّارة” التي تُنصب بشكل مفاجئ في المنطقة.
وقال ل، إن هذه الممارسات لم تعد حوادث فردية عشوائية، وباتت نمطًا متكررًا مع أبناء المنطقة، مضيفًا أن الحواجز “الطيّارة” تسهل على أفراد “قسد” ارتكاب هذه التجاوزات بعيدًا عن أعين الناس الجهات.
متضرر آخر فضّل عدم الكشف عن اسمه خوفًا من الانتقام، قال إن دورية تابعة لـ”قسد” أوقفته خلال عودته إلى منزله في بلدة أبو حمام ليلًا حين كان يستقل دراجته النارية.
وذكر أن العناصر طلبوا منه تسليم دراجته وهاتفه، وعندما اعترض، تعرض للتهديد بالاعتقال، مضيفًا أنهم قالوا له “اذهب إلى حاجز الصنور واستعد أغراضك”، لكنه ذهب عدة مرات، وفي كل مرة يقولون له إن الأغراض غير موجودة أو إن الشخص المسؤول ليس موجودًا.
الصحفي إبراهيم الحسين، مدير موقع “الشرقية بوست” قال ل، إن تكرار حوادث السلب والنهب من قبل “قسد” في دير الزور يهدد بتداعيات خطيرة على علاقتها بالمجتمعات المحلية، معتبرًا أن هذه الممارسات تؤدي إلى تآكل الثقة وتعميق العداء، ما يغذي خطاب الانفصال والتهميش ويقوض شرعية “قسد”.
وأضاف أن “قسد” بعمليات السلب التي يقوم بها العناصر تزعزع الاستقرار الأمني وتدفع الأهالي للدفاع عن أنفسهم، بينما تدهور الأوضاع المعيشية يزيد من الاحتقان الاجتماعي.
ويرى أن توجيه الضحايا إلى حاجز “الصنور” لاستعادة ممتلكاتهم يمكن تفسيره بمحاولة لضبط الفساد وتجميل الصورة، لكنه قد يكون أيضًا شكلًا من الضغط على الضحايا، مضيفًا أن تزايد حوادث السلب والنهب في مناطق مثل أبو حمام تعود دوافعها إلى الفساد المستشري وغياب المحاسبة.
ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” 64 حالة اعتقال على يد “قسد”، خلال أيار الماضي، من أصل 157 حالة اعتقال تعسفي في سوريا.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي