خاص|المقاطعة تنتصر.. “الحاجة اللي تغلى متشتروهاش” ذكاء شعبي خلف قيادة حكيمة

اعتاد الشعب المصري أن  يفرض ارادته في مواجهة الأزمات، أخرها ارتفاع أسعارها الناتج جشع التجار واستغلال الضائقة الاقتصادية التي فرضتها ازمات خارجية على الاقتصاد المصري، الأمر الذي واجه حالة من الذكاء الشعبي تنفيذ لقول الرئيس السيسي (الحاجه اللي تغلا متشتروهاش) ، فقام المواطنون بحملات مقاطعة شعبية منذ الاسبوع الماضي نتج عنها انخفاض اسعار بعض السلع.

ذكاء شعبي

الأمر الذي عقب عليه النائب ضياء الدين داوود عضو مجلس النواب قائلًا إن حملات مقاطعة المنتجات التي ظهرت مؤخرا بمثابة ذكاء شعبي بحسب للمصريين والأمر ليس بغريب على الشعب المصري.

وتابع ضياء الدين داوود خلال تصريحات خاصة، أن الشعب المصري أصبح يتعاطى مع الأزمات ويظهر دائمًا دوره المسؤول في مثل تلك الأمور.

وأردف عضو مجلس النواب أن الحملات هدفها توجيه رسائل محددة، مشيرًا أنه نجحت في خفض أسعا الأسماك على سبيل المثال في بعض المحافظات بنسبة 15%.

النائب ضياء الدين داوود عضو مجلس النواب

انخفاض من المنبع

من جانبه نقيب الفلاحين، حسين أبو صدام، أبدى تأييده لـحملات المقاطعة كوسيلة للتصدي لحالة الزيادة الغير مسبوقة في الاسعار مؤكدًا أنها إيجابية خاصة المنتجات شهدت أسعارها انخفاض ملحوظ من المنبع خلال الفترة المضية، ويتبقى طموح التجار الجشعين لتحقيق مكاسب خرافية فقط هو العائق أمام استقرار الأسعار.

وتابع “أبو صدام” خلال تصريحات خاصة أن حملات المقاطعة تعد أحد الحلول لانخفاض الاسعار لكن هناك منتجات لن تُجدي مقاطعتها بسبب عدم توافرها في الاسواق قائلًا “قانون الاسعار الاساسي هو العرض والطلب والحملات ستكون مفيدة في بعض المنتجات التي من المفترض ان تهبط أسعارها مثل اللحوم بصفة عامة بعد أن اصبحت أسعارها أسعارها غير منطقية”.

مدة المقاطعة

وأردف ” 30 يومًا ستكون كافية من مقاطعة اللحوم الحمراء لكي تحقق الحملات أهدافها وتهبط الاسعار الى ما يتناسب مع المواطن، إضافة إلى مقاطعة الفراخ 40 يومًا والأسماك من 15 الى 20 يوم”

وطالب نقيب الفلاحين، المواطنين بمقاطعة المنتجات التي يرتفع سعرها والتوجه الى البدائل وترشيد الاستهلاك، الأمر الذي سيحقق نتائج ايجابية، شددا على دور الحكومة من خلال شن حملات رقابية على الأسواق وإتاحة المنتجات في المنافذ.

حسين أبو صدام نقيب الفلاحين

مصلحة المواطن

من جانبه وسام الصفتي منسق حملات المقاطعة لمحاربة الغلاء، قال إن تلك الحملات هدفها الأول تحقيق مصلحة المواطن والتخفيف عنه دون الاضرار بالتجار ولكن عليهم فقط خفض نسبة الربح، موضحًا أنها تنفذا لقول الرئيس عبدالفتاح السيسي (الحاجة اللي تغلا متشتروهاش).

وأضاف وسام الصفتي في تصريحات خاصة، أن هناك استجابة من بعض الغرف التجارية للحملات وأعلنت عن خف اسعار السلع منها الأسماك التي وجهت الصيادين والتجار بخفض الاسعار بصورة تدريجية حتى يوم الاحد المقبل تصل الى نسبة 30%، كما أن شعبة اللحوم، ابلغتنا بأنه خلال اسبوع أو 10 أيام سيتم الاعلان الرسمي على هبوط أسعار اللحوم بنسبة تتراوح ما بين 20% إلى 30%.

تكرار المقاطعة

وأكد وسام الصفتي أنه في حال زيادة الاسعار مرة أخرى سيتم اللجوء الى ظهور حملات مقاطعة أخرى كرد فعل ، موضحًا أن الدولة المصرية كانت داعمه للمبادرة منذ بدايتها،والمسؤولين بالغرف التجارية والتموين وجهاز حماية المستهلك قدموا إلينا كافة السبل لحل الازمة.

وسام الصفتي منسق حملات المقاطعة لمحاربة الغلاء

ترشيد وليس مقاطعة

النائب علي الدسوقي عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب يفضل التوجه الى ترشيد الاستهلاك في أي وقت ومع كافة السلع، دون اللجوء إلى المقاطعة بشكل تام، حتى عبور المرحلة الاقتصادية الحالية التي بدأت تندحر تدريجيًا بسبب كثافة التدفقات الدولارية التي تلقاها البنك المصرفي مؤخرًا.

عدم استقرار اسعار المنتجات الغذائية في الاسواق تعود إلى عاملين رئيسيين حسبما قال النائب الدسوقي في تصريحات خاصة، هما جشع التجار الكبار وبعاض المحتكرين الذين يسسعون إلى جمع أموال طائلة دون وجه حق، يتحملها قوت الشعب المصري، فضلًا عن تقافة بعض المواطنين غير الصحيحة بزيادة الاقبال على شراء المنتجات التي تبدأ اسعارها في الإرتفاع.

وطالب عضو مجلس النواب بتكثيف الرقابة المشددة من قبل وزارة التموين على الأسواق لفرض السيطرة على لاسعار ومواجهة جشع التجار والمحتكرين.

النائب على الدسوقي

شروط نجاح المقاطعة

الدكتور كريم عادل، رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أوضح أن نجاح حملات المقاطعة أمر مرهون بقدرة المواطن في الاستغناء عن السلع لفترة أكبر، إضافة إلى نوع السلع خاصة أن هناك بعض السلع أساسية وأخرى تسبب ارتفاع الطاقة والوقود في زيادة تكلفة إنتاجها.

وتابع عادل، خلال تصريحات خاصة، “هناك حالة من ارتفاع الاسعار غير المبرر بسبب جشع التجار، لكنه تعدد الموردين يمنع تحديد المتسبب الحقيقي في رفع الاسعار”

وقال الدكتور كريم عادل، أن الامر أكبر من المقاطعة بل يجب النظر منظومة الاسعار بصفة شاملة، وخفض اسعار تكلفة الانتاج مع العمل على زيادة توفير مستلزمات الانتاج.

نتائج الحملات

واجمعت الغرف التجارية اليوم خلال اجتماع مع منسقي حملات المقاطعة وجهاز حماية المستهلك على خفض الاسعار بصورة تدريجية ابتداء من الغد على ان تتوقف الحملات ابتداء من غدا الثلاثاء في بعض المنتجات بحسب ما قاله النتسيق العام وسام الصفتي.