خاص| إسرائيلية بيد الفصائل العراقية.. خبير سياسي يكشف تفاصيل مثيرة وحقائق “محرجة”

واحدة من أكثر القضايا تعقيدا في المشهد السياسي والأمني العراقي فيما يبدو أنها تتجه صوب الوصول لحل إذا ما صحت التقارير. وهي قضية الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف التي تم خطفها من قبل فصيل مسلح في قلب العاصمة العراقية بغداد عام 2023، ووضعت العراق في وضع حرج.
وبحسب وسائل إعلام عبرية وغريبة فإن تسوركوف اختُطفت في العراق في مارس 2023 أثناء إجرائها بحثا أكاديميا في بغداد، ويُعتقد أنها محتجزة لدى ميليشيا كتائب حزب الله، وهناك تكهنات بأنها قد تُستخدم كورقة مساومة في صفقة تبادل أسرى مستقبلية.
وحول جديد القضية، ذكرت قناةُ الحدث، أن جهوداً جادةً تُبذل للإفراج عن الباحثة الإسرائيليةِ، كما تجرى محادثات أمنية سرية مع المجموعة المسلحة التي اختطفتها لتأمين إطلاق سراحِها في إطار تفاهم غير معلَن بين بغداد وواشنطن.
هذه المحادثات تأتي بعد زيارة سريةٍ قام بها مسؤول أمني عراقي إلى واشنطن. وتهدف الجهود المبذولة خلال هذه العملية إلى تخفيفِ الضغوط الدوليةِ على بغداد. ومن أجل تجنبِ الإحراج الداخلي، يجري النظر في إمكانية نقل تسوركوف إلى طرف محايد قبل تسليمها.
وحول هذا التطور، قال مدير مركز الإعلام العراقي للدراسات الاستراتيجية في واشنطن نزار حيدر لوكالة ستيب الإخبارية: “أطراف ظلَّت تُفاوضُ على مصير إِليزابث تسوركوف التي تمَّ اختطافها في ٢٠٢٣/٣/٢٣ في العاصمة بغداد/ الكرَّادة من قِبل مسلَّحين ينتمُون لإِحدى الفصائل المسلَّحة”.
وأضاف: “الإِيرانيون الذين يحتفِظونَ بها منذ لحظة اختطافِها في بغداد ونقلِها إِلى طهران، وهؤلاء يُفاوضونَ الإِسرائيليِّينَ لمُقايضتِها بعدد من ضُبَّاط حرس الثورة الإِسلامية الذين أَسرتهُم تل أَبيب في لبنان. المُسلحون الذين اختطفُوها في بغداد ونقلُوها إِلى طهران، وهذا الفصيل المُقاوِم يفاوضُ على فِديةٍ تدفعها تل أبيب للإِفراج عنها”.
وتابع:” حزب الله اللبناني الذي يُفاوِض الإِسرائيليين عليها مُقابل الإِفراج عن مجموعةٍ من القياداتِ المَيدانية للحزب كانت تل أَبيب قد اختطفتهُم من مناطقَ عدَّة من لبنان منهُم القِبطان البحري عِماد أَمهز الذي تمَّ أَسره في مدينة البترُون الساحليَّة شِمال لبنان من قبل مجموعة كوماندُوز إِسرائيلي كانَت قد نفَّذت عملية إِنزال بحري في ٢٠٢٤/١١/٢”.
وأردف:” يبقى الطرف الرابع المعني بالأَمر القائد العام للقوَّات المُسلحة السيد السوداني الذي كان قد صرَّح في أَيلول ٢٠٢٣ أَي قبل عامٍ كاملٍ و (٤) أَشهُر لصحيفة نيويورك تايمز الأَميركية بأَن عملية الإِختطاف تضرُّ بسُمعة العراق وقدرة أَجهزتِنا الأَمنيَّة على حدِّ قولهِ. وكان العراق قد أَعلن في تمُّوز ٢٠٢٣ عن تشكيلِ لجنة خاصَّةٍ لتعقُّبِ والكشف عن الخاطفينَ ومعرفةِ هوياتهم وانتماءاتهِم وتحديد مكان المُختطَفةِ وطبيعة شخصيتها وهويتها التي لم تتَّفق الروايات الرسمية وغير الرسميَّة روايات الخاطفِين على توصيف واحدٍ لها. ومازالت اللَّجنة تبحثُ من دُون أَن تهتدي لرأسِ الخيطِ!”.
حيدر مضى في القول:” إذا تمَّت الصفقة الآن كما يتم الترويج لها، فهذا يعني تثبيت الحقائق التالية التي ظلت تُحرج السوداني طوال الـ [٢٢] شهراً المُنصرِمة:
أ فشلهُ في إِطلاق سراحِها بالجُهدِ الأَمني والاستخباراتي كما وعد بهِ الأَميركان أَكثر من مرَّة، في واشنطن عندما زارها في نيسان العام الماضي، وفي آذار هذا العام عندما زار المبعوث الأَميركي الخاص آدم بولر، بغداد سراً واجتمع به.
ب تورُّط الجارة الشرقية بشكلٍ مباشرٍ عن طريقِ وكلائها الذين تسيطر على قرارهِم وليس للقائد العام أَيَّ سلطةٍ عليهم!”.
وأوضح الخبير السياسي بأنه سواء قبلت أو رفضت واشنطن الصَّفقة فإن ذلك سيتسبب باحراجٍ كبيرٍ لبغداد التي ستبدو وكأَنَّها تُفاوض عن الميليشيات أو عن طهران ووكلائها، وهو الأمر الذي سيُثبِّت التهمة التي وجهها لها وزير الخارجية الأميركية روبيو قبل يومين في جلسة استماع له في الكونغرس من أن الفصائل المسلحة مازالت تسيطر على قرار حكومة السوداني”.
وأشار حيدر إلى أن هذا الملف” وضع حكومة السوداني وشخص القائد العام للقوات المسلحة على المحك، فبينَ أن يثبت سلطته الدستورية فيتم إطلاق سراح المختطفة من دون قيد أو شرط، أو أن يثبت للعالم بأنه ليس أكثر من مدير عام عند الفصائل كما وصفهُ أحد زعماءها ذات مرة، يقف السوداني عند مفترق طرقٍ! خاصة وأنه يتطلع للاستمرار في ولاية دستورية ثانية بعد الانتخابات النيابية التي ستجري نهاية هذا العام”.
وقضية توركسوف ليس قضية الخطف الوحيدة التي أثارت جدلا كبيرا في العراق والعالم، بل في عام 2018 أسفرت مفاوضات شاقة قام بها وفد قطري رسمي، جرت خلف الأبواب المغلقة لأكثر من عام وأربعة شهور، وتدخلت فيها دول إقليمية مجاورة للعراق، عن الإفراج أخيراً عن 25 مواطناً من بينهم أعضاء في الأسرة الحاكمة في قطر، كانوا مختطفين على أيدي فصائل مسلّحة في بادية السماوة جنوبي العراق، منذ ديسمبر/ كانون الأول 2015… وغيرها من قضايا الخطف الداخلية التي انتهت دون تحقيق العدالة لأصحابها..
وترى مصادر سياسية داخل العراق بأن إدخال قضية سجين إيراني في مسألة إطلاق سراح تسوركوف، قد يجعل العراق في وجه المدفع الأميركي بشكل مباشر هذه المرة، لا سيما أن تقارير أمريكية كشفت أن واشنطن خيرت الحكومة العراقية بين التحرك بجدية لإنهاء نفوذ إيران وحسم ملف الفصائل الموالية لطهران مقابل فتح قنوات التواصل معه مجددا.
ستيب: سامية لاوند

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية