خاص “المدى” “حزب الله” يمكن أن يتراجع عن تسليم سلاحه…هل تصبح سوريا تحت الفصل السابع؟! |

“ما يحصل في سوريا اليوم لا يُصدّق، علماً أنّه كان متوقّعاً، فالنظام السابق انهار، والفوضى الخطيرة قد بدأت، لكن المبدأ يقول إن وجود دولة قاسية، يبقى أفضل بكثير من عدم وجود دولة، والأحداث الدامية اليوم تجري بعِلم الإدارة السورية الجديدة، أو بتغافل منها، أو بتحريض منها”.
هذا ما أكد عليه العميد الركن الدكتور هشام جابر لـ”المدى”، مُحذّراً من خطورة الوضع، وقال “إنّ ما يجري يذكّر بممارسات تنظيم “داعش” خلال السنوات الماضية، لكن “داعش”، جغرافياً وديموغرافياً وعددياً، لم ترتكب إبادة جماعية، وما يحدث في سوريا هو تطهير عرقي وإبادة جماعية، فاليوم دور العلويين وغداً دور المسيحيين، وفي سوريا تقريباً نحو مليوني علوي، فهل المطلوب تهجيرهم وسبيهم وقتلهم”؟ وشدّد على أنّ “وضع المسيحيين هناك صعب جداً ولا سيما مسيحيي صافيتا الذين يعيشون بخوف ورعب في ظل غياب أي حماية لهم”.
ولم يستبعد جابر أي تردّدات سلبية لأحداث سوريا على الساحة اللبنانية، في ظل أعداد النازحين الكثيفة إلى عكار وطرابلس، وسط غياب أي تحرك لبناني رسمي “إما لعدم قدرة الدولة اللبنانية، وإما لعدم اكتراثها لما يجري”.
ونبّه من “خطورة استنفار الإسلاميين المتشدّدين في وادي خالد والذي يمكن أن يُشعل اشتباكات مسلّحة في طرابلس مع العلويين في جبل محسن”.
وإذ توقّف جابر عند “بدء سماع أصوات تتعلّق بـ”حزب الله ” الذي ورّط لبنان في حرب، بناء على أجندة خارجية وانتقده الجميع عليها”، لم يستبعد “أن يرفض الحزب اليوم تسليم سلاحه بذريعة عدم ثقته بالدولة وخوفه من التعرّض للاضطهاد والتهجير والقتل، وذلك بعدما اتّفق الجميع على تسليم هذا السلاح وفق استراتيجية دفاعية وطنية، وهنا مكمن الخطر على لبنان”.
وختم جابر بالقول:” إنّ تقسيم سوريا قد بدأ، ويبقى ذلك أفضل من إبادة الأقليات فيها”، واستعجل “تحرّكاً دولياً سريعاً وانعقاد مجلس الأمن الدولي، ووضع سوريا تحت الفصل السابع والتدخّل لوقف المذابح فيها”. وقال: “إنّ المظاهر التي نشاهدها اليوم لا تجعلنا نصدّق أنّ الإدارة الحالية هي من يحكم فيها اليوم، تقاسم النفوذ حاصل؛ جنوب سوريا تحت السيطرة الاسرائيلية، درعا خارج السيطرة، غرب الفرات تحت السيطرة التركية، الاكراد في شرق الفرات لم يسلموا سلاحهم، والدروز حتما لن يفعلوا بعد هذه المشاهد. وبالتالي، غبيّ هو كل من يعتقد أنّ في سوريا ستكون هناك دولة بالرغم من ارتداء الكرافاتات وعقد المؤتمرات تحت عدسات الكاميرا ، وغبيّ من يعتقد بأن ما يحصل سيظلّ بعيداً عنّا وأنّ الارتدادات ستقتصر على النزوح فقط”.
وختم جابر بالقول: “يجب التحرّك سريعاً وإقرار استراتيجية دفاعية، فبعد صدور قرار عن مجلس الوزراء بتكليف لجنة لإعدادها لم نلمس شيئاً حتى الآن، فيما الوقت داهم”