في قلب العاصفة اللبنانية الراهنة، يقف سلاح حزب الله كالعقدة الأكبر التي تحدد مصير الدولة ومجتمعها. فتهديدات الشيخ نعيم قاسم بالحرب الأهلية، وما أعقبها من رفض واسع حتى من داخل البيئة الشيعية، كشفت أن القضية لم تعد مجرد نقاش سياسي، بل مسألة وجودية تطال مستقبل لبنان برمته.
وبينما يترقب الجميع خطة الجيش اللبنـاني لحصر السلاح بيد الدولة، يزداد القلق من أن يتحول تشدد الحزب إلى مدخل لتسوية إقليمية على حسابه، أو ربما إلى انفجار داخلي مدمّر.
حول هذا الموضوع، يقول السفير اللبناني السابق لدى واشنطن مسعود معلوف، في تصريحات لوكالة ستيب الإخبارية: “على إثر تلويح الشيخ نعيم قاسم بحرب أهلية كانت هنالك ردات فعل كثيرة رافضة بما فيها ردات الفعل الرافضة من داخل الطائفة الشيعية الكريمة التي ينتمي قسم كبير منها إلى حزب الله اللبـناني، لقد رأى جميع اللبنانيين ما حصل لحزب الله في الجنوب وما قامت به إسرائيل من تدمير قوي وشبه شامل لمنشآته وقواعده في جنوب النهر الليطاني، لذلك معظم اللـبنانيين لا يأخذون كلام الشيخ نعيم قاسم على محمل الجد ضد إسرائيل ولكنهم يعتقدون أن هذا السلاح موجود من أجل الداخل اللبناني من أجل استمرار سيطرة الحزب على القرار اللبناني وعلى الحكومة وسائر مكونات الشعب اللبناني وهذا أمر ليس إيجابيا بالنسبة للحزب”.
ويضيف: “ما أعتقده هو أن الحزب ربما يأخذ هذه المواقف القوية جدا والمتطرفة جدا قبل أن يصدر الجيش اللبنـاني خطته من أجل أن يكون السلاح كله محصورا في يد الدولة اللبـنانية وبعد ذلك لربما قد تجري بعض المفاوضات ويحسم الأمر بطريقة غير عسكرية وربما يتم الوصول إلى أخذ السلاح القوي جدا ويبقى السلاح الخفيف بيد الحزب مثله مثل باقي الأحزاب اللبنانية”.
ويتابع: “وأعتقد أن الحرب الأهلية لا من مصلحة الحزب ولا من مصلحة الأفرقة الآخرين ولا إطلاقا من مصلحة لبـنان”.
معلوف مضى في القول: “بالنسبة للسيناريوهات المتوقعة الأمر بالفعل دقيق وصعب ومعقدا جدا، ما يخشاه البعض وهؤلاء هم من أخصام حزب الله يقولون انه لربما تكون إيران تشجع حزب الله وتدفعه على عدم تسليم السلاح وعلى الاستمرار في هذه المواقف القوية جدا من أجل أن تأتي بعد ذلك إسرائيل وتدمر الحزب ولبنان وتأخذ بعد ذلك إيران الجائزة والمكافئة من الولايات المتحدة الأمريكية عبر رفع العقوبات عنها وإعادة إدخالها في المجتمع الدولي”.
ويستدرك قائلا: “ولكن السيناريوهات كثيرة جدا والأمر مفتوح على جميع الاحتمالات في الوقت الحاضر في لبنان من أحسنها إلى أسوئها وكل فريق حسب ميوله السياسية يفكر بالطريقة التي تناسبه”.
ستيب: سامية لاوند
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية